الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

بعد الفراغ من الحج

العمرة:

إذا كنت قدمت مكة متمتعاً بالعمرة إلى الحج أو قارناً بالحج والعمرة فإنك تكون بعد الفراغ من الحج في حكم من أدى الحج والعمرة، أما إذا أحرمت في قدومك بالحج فعليك بعد الفراغ من أعمال الحج أن تؤدي العمرة.

والعمرة فرض عين في العمر مرة واحدة عند الحنابلة والشافعية، وسنة مؤكدة عند المالكية والحنفية. وميقاتها المكاني كميقات الحج، أما إذا كان الحاج في مكة فميقاتها أن يخرج إلى طرف من أطراف الحل ثم ينوي الإحرام، وأفضل الحل ((الجعرانة)) ثم التنعيم عند الشافعية والمالكية، وبالعكس عند الحنفية والحنابلة. وسبب الاختلاف في الأفضلية أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة بنفسه وأمر أهله بالاعتمار من التنعيم، فمن رأى تقديم الفعل على القول قال بأفضلية الجعرانة، ومن رأى العكس قال بأفضلية التنعيم.

أما ميقاتها الزمني عند الحنابلة والشافعية والمالكية فجميع أيام السنة، ولا يستثنى من ذلك إلاّ حالة كونه محرماً بالحج قائماً بأعماله إلى خروجه من منى. ويندب تأخيرها إلى ما بعد غروب اليوم الرابع عند المالكية، لكن لا يعمل عندهم عمل من أعمالها إلاّ بعد الغروب، لأن أيام التشريق ظرف لأعمال الحج. وقال الحنفية إنها تكره في يوم عرفة وعيد النحر وثلاثة أيام بعده كراهة تحريم، وقالوا إنها تكره لأهل مكة والمقيمين بها طوال شهر الحج.

أعمال العمرة كما تفصلها المذاهب

	الحنفية	الشافعية	المالكية	الحنابلة
الإحرام	شرط	ركن	ركن	ركن
الطواف	4 أشواط/ركن 3 واجبة	ركن	ركن	ركن
السعي	واجب	ركن	ركن	ركن أو واجب
إزالة الشعر	واجب	ركن	واجب	واجب
الترتيب بين أركانها	ركن	ركن	ركن	ركن

* * *

وتسري بقية أعمالها كالحج، فيشترط ويجب ويسن ويفسد العمرة ما يشترط ويجب ويسن ويفسد الحج باستثناء الأعمال الخاصة بالحج التي لا توجد في العمرة كوقوف عرفة والمبيت بالمزدلفة ورمي الجمار وما أشبه ذلك.

طواف الوداع:

إذا نويت السفر من مكة فعليك أن تطوف طواف الوداع بالكيفية التي تقدمت لك في فصل ((الطواف)) وهو مندوب عند المالكية، وواجب عند باقي الأئمة الأربعة لمسافة قصر فما فوقها لغير حائض ولا نفساء.

ولا تنسَ أن تبتهل إلى الله وتسأله القبول والتوبة، وأن يرزقك العودة إليه، فلا يجعل هذا آخر عهدك ببيته الحرام.