قبضة من آثار الجن |
لعلّه بعد أن قضى ردحاً طويلاً بين فدافد الجن تأثرت أفكاره بفلسفتهم في الحياة، وتركت قلمه يرسل هذه الشذرات:
|
إذا أغلقت عليك بعض المعاني فذلك ذنبك. قبل أن يكون ذنب المعاني. |
* * * |
إذا لم تشجك تغريدة البلبل في الروح. فهذا لا يعني أنه ليس في الروح بلبل غريد! |
* * * |
القوة في غير ظلم، والعزة في غير كبرياء، والرشاقة في غير تكسر. صفات الرجل الذي لا يظفر التاريخ به إلاَّ مرة واحدة في كل ألف سنة. |
* * * |
رأيتك تنفح المرائي. فلم أدرِ أيّكما أبلغ في الخداع والرياء. |
* * * |
عندما نتكبر على فهم نفسية الصغير. نعلّمه العناد، وعندما نستهين بحقوق الضعيف، نجرئه على القسوة، وعندما نشتط في معاملة العاصين نعدُّهم للإثم. فلم لا نكون بعد هذا مسؤولين عن الغالبية الغالبة من شرور المعاندين، والطاغين، والمجرمين؟ |
* * * |
أكبر ظني أنا لو أحصينا سيئات أدعياء الإصلاح في التاريخ. لتمنَّينا لو لم يكونوا! |
* * * |
ليس الإسلام نصوصاً تجود ترتيلها، ومتوناً تستظهر أسانيدها، وطقوساً تُرائي الناس بها، وليس في قلبك منها إلاَّ رصيد التاجر الفاجر.. إنما الإسلام عقيدة ينطوي عليها ضميرك فتُرهف أحاسيسك، وتُشذِّب سلوكك، وتطبعك على خير ما يطبع به عبد الله الصالح. |
* * * |
قالوا إن حكيماً يابانياً كان يرمز إلى السعادة الكاملة بتمثال وضع على هيئة ثلاثة قرود، يضع أحدها يديه على عينيه فلا يرى شيئاً، ويضع الثاني يديه على أذنيه فلا يسمع شيئاً، ويضع الثالث يديه على فمه فلا ينطق شيئاً،.. ولو أحسن الحكيم لأضاف إليهم قرداً رابعاً يضع يده على رأسه ليشير إلى أنه لا يعقل شيئاً!. |
* * * |
قالوا إن أفلاطون كان يرى أن من شروط الحياة في جمهوريته -التي تخيل فيها المثل الأعلى للمجتمع الإنساني- أن يمنع تداول كل ما يستثير الفرح الشديد أو الحزن العميق. ولو أُعطيتُ حق المناقشة لتمنيت عليه أن يُحيل وجود هذه المثيرات شرطاً في جمهوريته ليصطفي رجاله ممن يجوزون امتحانها ثابتي الجأش لا تلتهب عواطفهم ولا تهتز أعصابهم. |
* * * |
نحن نذوب خجلاً إذا اعتذرنا، ونفيض مجاملة إذا أُكرمنا، ونسيل رقة إذا أحببنا، كما نلتهب غيظاً إذا مقتنا، ونهتاج حماساً إذا غضبنا، ونرتهك مفاصلنا إذا تألمنا، وليس في بلاد الجن من يبدو عليه أثر من هذه الأعراض إلاَّ أحاله طبيب العائلة إلى المصحة ذات الاختصاص. |
* * * |
بعض الزاهدين في متع الحياة والمترفِّعين عن مسايرة الركب فيها.. يسترون إحساسهم بالعجز عندما ينتحلون القناعة مرة والترفُّع أخرى. |
* * * |
إذا صافحك وجه المتكبر بأنف وارم، وأوداج منفوخة، وسحنة كأنما مسخها الشيطان. فثق أنها ضريبة الكبرياء يدفعها ممّا قوَّم الله في خلقه وعقله. |
* * * |
حاولت أن أعلِّم صغاري الصراحة، وألزمهم الصدق والحق.. ولكنني عندما تخيّلت ما سيواجههم غداً وهم يصارحون الممقوتين بمقتهم، والمكروهين بكراهتهم.. وما سيصادفهم من أصحاب الجاه في سبيل الصدق والحق وقفت في مستهل الشوط أدرس الفكرة، وأقلِّب وجوه الرأي.. وسيشب صغاري عن الطوق وأنا في مكاني من الدرس وتقليب وجوه الرأي. |
* * * |
قلت لكبير في قومه إنك لا تستنكف في سبيل تثبيت كبارتك أن تريق ماء وجهك، فأي كبارة في هذا؟ قال إن أتباعي لا يعنون بالفلسفة عنايتهم بالواقع، وأن شيئاً أسخو به من ماء وجهي سوف لا يقلل من تجلّتي في نظر أتباعي.. فما يمنعني أن أخسر في رأي الفلسفة لأربح في نظر الواقع!! |
* * * |
لا بد لصاحب الحق من قوة تدعم أركانه.. أو دبلوماسية تعده للإخراج. |
* * * |
أنت فاشل ما ساقك التهور، أو أبطأ بك التعقل.. فحاول إذا كنت عاقلاً أن لا تكون جباناً. |
* * * |
ما أضاع الحقوق كطيش أصحابها أو لجاجتهم. |
* * * |
إذا قدرت أن لكل فكرة أكثر من جانب واحد، وأنك لا ترى في الكثير الغالب إلاَّ ما يليك من جوانبها.. فقد هونت على نفسك ما تتكلفه أمام معارضك، ودللت على اتساع آفاقك. |
* * * |
إذا آمن مَن تحدثه على ما تقول قبل أن يستمع إلى خصمك، فلا تأمنه في شأن أمورك. |
* * * |
إذا لم تكن ثمرة فكن سلماً، أو مسماراً في السلم. |
* * * |
إذا رأيت بستانياً يزجر الطير عن ثمره، فهل تملك أن تسأله ليرحم الطير؟ أم ترى أنه فتح يوسع المجال فيما لا يسعه العقل؟؟ |
* * * |
إذا رأيت الشرطي يسعى بسارق الخبز للحاكم، وأنت تعلم حاجة أهله إلى الطعام فهل تتبعه وتلزم نفسك الدفاع عنه؟ أم ترى أنه شوط يسلمك إلى ما لا ينتهي من أشواط؟؟ |
* * * |
قلت لمسجون: ألا تجرّب الصدق مرة في حياتك وتخبرني هل أنت تستاهل السجن؟ قال: أرجو أن تبدأ التجربة بنفسك.. ثم بالطلقاء في جميع المدينة.. ثم تقابلني. |
* * * |
وقلت لمسجون: أسرقت قبل هذه المرة في حياتك؟ |
قال: أما كسرقات المسجونين من زملائي فلا.. وأمّا كسرقات غيرهم!! فألف نعم. |
* * * |
ليست الأرض المسبعة هي التي تهددها وحوش ضاربة، ولكنها التي يجاورك فيها قوم لا تعرف غيلتهم. |
* * * |
لا يسيء تربية أطفالنا شيء كما تسيء النصائح ترددها في صيغ منتقاة مملة.. فليتنا نتعلم كيف نهيّئ لهم السبل إلى الأخطاء الصغيرة ليأخذوا دروسهم عملياً، ويستفيدوا منها للأخطاء الكبيرة. |
* * * |
لا يستاء مرؤوسوك من شيء استياءهم من فرض نفسك عليهم، ولا يستهينون بشيء استهانتهم بك وأنت لا تُشعرهم بوجودك، فدع خيالك يراود مشاعرهم، وحاوله على أن لا يكون ثقيل الظل. |
* * * |
لا نستطيع أن نفرق بين مخالفينا وأعدائنا إلاَّ بعد أن تفهم كيف تحدِّد معاني كل من النوعين. |
* * * |
إذا خالفت فلا تخاصم، وإذا خاصمت فلا تعادِ، وإذا عاديت فكن شريفاً. |
* * * |
لئن أخالفك بوجداني.. خير من أن أطيعك بلساني. |
* * * |
يجب ألاَّ نبني النظم قبل أن نبني نفوسنا، وقبل أن نتعلم كيف نحترم قواعدها. |
* * * |
إذا استطعت أن تحدد نصيبك من أهول الخطوب، وتحرز بدقة المقدار الذي سينالك منها فقد استغنيت عن أكبر جانب من همومك. |
* * * |
إذا قلت لآكل الحلوى أنك ازدردتها مسمومة فقد كلّفه مزاجك آلاماً لا تطاق.. فلا تستغرب آلام العشاق وقد ظلت القصص مئات السنين تروي على مسامعهم خرافة السموم التي تشوب الحب. |
* * * |
لا تراودني عن محبتك. ولكن أحبني ثم انظر ماذا أفعل. |
* * * |
إذا رأيت فقيراً يضحك ملء رئتيه فاعلم أنك وقعت على السعيد الذي تنشده، وأنك منذ الساعة بدأت عيونك تتفتح على أبرز معاني السعادة. |
* * * |
أرباع الرجال يخاصمونك تقليداً، وأنصاف الرجال يخلطون بين خصامهم وأغراضهم في النفس.. أما الرجال الكاملون فأنت في حصانة من مخاصمتهم ما قام بينكم غرض. |
* * * |
|