(9) |
لقد مشاها. |
مشاها ليقال: إنه رائد العروبة.. |
مشاها خطى لم يتبينها. |
مشاها ولم يجد حوله من يبصره بها. |
مسكين هو.. فلا تعذلوه.. |
لا تعذلوه.. فإن العذل يؤلمه في قبره. |
لوح له خلفاء الماركسيين بالكثير.. |
قالوا له: سنجمع إليك مقدرات الشرق.. |
وقالوا له: وقالوا: فمضى في خدمتهم مأخوذاً بما قالوا. |
وأعلن اشتراكيتهم مغروراً بما وعدوا. |
مسكين هو.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه فإن العذل يؤلمه في قبره. |
خططوا له ليعلن مساوئ الاستعمار. |
وهيأوه لينسى الملايين التي أبادتها الشيوعية وشردتها. |
هيأوه فيما هيأوه كأي عميل أبله. |
هيأوه وساقه همه إلى حيث لا يدري. |
مسكين هو فلا تعذلوه.. لا تعذلوه فإن العذل يؤلمه في قبره. |
سندوه يوم ادعى جلاء الإنكليز تحت وطأة تهديده. |
وسندوه يوم أعلن بطولته في تأميم القنال. |
وسندوه حتى ضللوه وحتى خدعوه في نفسه. |
مسكين هو.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه فإن العذل يؤلمه في قبره. |
ندبوه لخدمة مذهبهم في مصر فارتبكت عليه المذاهب. |
وندبوه ليلبس على العرب في قضاياهم فاختلط عليه التلبيس. |
وندبوه لينضم إلى الرفاق باسم الانحياز فتكشفت حقائق الانحياز. |
وندبوه ليعلنها ضروساً على الإسلام فافتضح أمره في بلاد الإسلام. |
مسكين هو.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه فإن العذل يؤلمه.. |
باسم الوحدة دفعوه إلى سوريا ليتصيدها ففشل. |
وباسم الوحدة حاولوه ليحوز العراق لهم فخسر. |
وباسم الوحدة دعموه ليضم الجزائر فضاعت عليه الجزائر. |
مسكين هو.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه فإن العذل يؤلمه.. |
من أجل أن ترضى موسكو عانق مكاريوس ضد مسلمي قبرص. |
وفي سبيلها صادق هيلا سلاسي ضد أرتريا والصومال. |
وفي سبيلها أيّد نكروما ضد كل مغلوب من الأحرار والمظلومين. |
مسكين هو.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه فإن العذل يؤلمه في قبره. |
غمرته ديون موسكو على أمل أن يعمل لها في اليمن فاستعصى عليه اليمن وغمرته على أمل أن يثيرها مدوية في لبنان فلم تنجح إثارته في لبنان. |
وغمرته على أمل أن يضع يدها في الكويت فلم تظفر آماله في الكويت. |
وغمرته على أمل أن يهيئ لها في بعض دول الخليج فخيبته دول الخليج. |
مسكين هو.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه فإن العذل يؤلمه في قبره. |
في سبيل موسكو نسي صداقة البدر في اليمن. |
وفي سبيلها جند الألوف ليدوس على مقدراتها. |
وفي سبيلها صب نيرانه على المدن والمزارع والقرى. |
وفي سبيلها قضى على آمالها في مستقبل الحياة. |
مسكين هو.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه فإن العذل يؤلمه في قبره. |
ظنوا صحوة ضميره يوم هبط جدة ليصافح. |
وظنوا شرف توقيعه يوم قبل المبادئ ووقعها. |
ظنوا ولكنه ما كاد يزور موسكو حتى خاب ما ظنوا. |
وندب مفاوضيه في ((حرض)) ليقضوا على آمال حرض. |
مسكين هو.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه لأن العذل يؤلمه في قبره. |
أيهادن وقد تسلم الملايين لينفقها في سبيلهم؟ |
أيهادن وقد غمرته الديون وكبلته القيود. |
أيهادن وقد عجز عن السداد والوفاء. |
أيهادن وقد وضعوا أيديهم على موارد القنال. |
إنه مسكين.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه فإن العذل يؤلمه في قبره. |
إنه مشنوق وللمشنوق أن ((يسب السلطان)). |
للمشنوق أن يتطاول ويفتري. |
للمشنوق أن يقذع ويتهجم. |
للمشنوق أن يسفه ويتبجح. |
إنه مسكين.. فلا تعذلوه.. لا تعذلوه.. فإن العذل يؤلمه في قبره. |
واليوم وقد سلم أمانته لأخيه المؤمن فهنئوه |
مشى ((المؤمن)) على سننه فأدار ظهره للعرب. |
باع نفسه لأمريكا فأمرته أمريكا أن ((يصهين)). |
ما ((صهين)) حتى نسي القدس وتراخى في أمر فلسطين. |
ما ((صهين)) حتى قبل ما أملته مطالب صهيون. |
إنه كأخيه مسكين فلا تعذلوه. |
لا تعذلوه.. فإن العذل يؤلمه في دست ملكه. |
|