شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(4)
أيستطيع صاحبك وهو من عرفت حذقاً وحصافة رأي أن يدلني بجملة واحدة على غاية الحياة وظفره منها.
أرى أننا نجاهد فيها بأكثر مما يسع الجهاد. ونجالد بأرقى ما يطيقه الجلد. ولم أر إلى اليوم إشارة واحدة صافحتنا لتدل على الغاية التي نتوخاها، ولم أسمع إلى اليوم شخصاً واحداً أشرف علينا من منبر عام ليقول.. ((إنني انتهيت إلى الغاية التي تصبون إليها أيها الناس وتجاهدون من أجلها)).
ليس في هذا ما أرمي به إلى تثبيط المجالدين أو التقليل من شأن عزائمهم ولكنها حقيقة أريد أن أجابه بها عزيزاً مثل صاحبك. أريد أن أقول له فيها أنني وإياك دون القمة بكثير وأننا إذا كنا معجبين بنفوذنا أو علمنا أو بما ملكنا من نشب الحياة أو جاهها ففي الحياة ملايين لا يساوي جاهنا شيئاً في جاههم، ولا يعدل قلامة ظفر من نجاحهم، وإننا إذا جمعنا بهم جامع فلا أكثر من أن نستحيل إلى ظلال بجانب هياكلهم وتتقلص أوداجنا المنفوخة وأنوفنا الوارمة بجانبهم إلى خطوط أشبه ما تكون بصورة كاريكاتورية؟ ومع هذا فقد ولوا مطأطئي الرؤوس وطوتهم دواليب الحياة فيما طوت دون أن ينتهوا إلى حقيقة واحدة تفسر لهم لغز الحياة وتحدد لهم غايتها.
إننا نستطيع أن نكون أهنأ بالاً مما نحن إذا خففنا من غلوائنا في تقدير أقيامنا في الحياة وإذا نحن استطعنا أن نطمئن للواقع الذي لا يجعلنا نغدو شيئاً يذكر بالنسبة لمن سبقنا آلاف الأشواط ومع هذا فهم يشعرون أنهم في مكانهم من الحياة.
ما ألذ أحلام المجانين وأحلى عيشهم.. أولئك أناس لهم حاجات يطيلون بها عذابهم في الحياة وليس لهم أغراض يولدون بهم آلامهم ولا يساورهم فيها ما يساورنا من غرور وأحلام.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :402  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج