الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(2)

لا أستبعد إذا قيل لي أن الكلمات منذ اليوم بدأت تؤدي غير معانيها.. وتدل على غير ما كان يفهم منها.. أجل فأنا أسمع منذ أمد طويل أن الحرب انتهت وأننا في عهد من عهود السلم والطمأنينة ثم أسمع أن في الحبشة وأرتيريا والصومال مراجل تغلي.. وفي الصين وفيتنام وكمبوديا نيراناً تستعر وأن لبنان تشتعل وفلسطين تصطفق والأفغان تحترق وأن مصر مضطربة وإيران متقدة وأوروبا متوثبة.. وأن مأساة المآسي في دسائس روسيا وطغيانها وتحفز أمريكا لحق أو لباطل وأن شرق المعمورة يرغي وغربها يزبد.

فيحيرني هذا ويربكني ويجعلني لا أدري، أكلُّ هذه الأحداث تؤدي معنى السلم أم أن تعديلات أخرى دخلت على معاني الألفاظ فأعطتها غير ما كنا نفهم من مدلولاتها.

ليهنأ أثرياء الحرب وأصحاب الجشع من مصاصي الدماء فالحياة تأبى إلاّ أن -تواتي شياطينها (والله من ورائهم محيط).