عدوي اللدود |
أحسبكم لا تصدقوني!!
|
ولكنها الحقيقة بكل معانيها فأنا عندما أقول (ناموسة) أعني الحشرة الضئيلة المعروفة دون أي مجاز!
|
أعني واحدة.. واحدة لا أكثر من بين جماعة الناموس أتمنى لو أسميها..
|
عدوي اللدود..
((
ناموسة
))
|
أتمنى لو أصف بعض علاماتها الفارقة بين الناموس ولكنها ناموسة وبس.. |
ودعوني أقول (آه) قبل أن أتحدث إليكم عن مكرها. |
حسبكم أنها أذكى وأمكر من أن تبيح لعينيّ أن تصافحها ولو لمرة واحدة. |
أيقال أنه لا ذكاء لحشرة، وأنها تصادق إذا صادقت وتعادي إذا عادت وتحتال لرزقها إذا احتالت بدافع من غريزتها وأن تلابيب المخ في رأسها لا ينضح ذرة من ذكاء؟ |
إنها أقوال ترويها الكتب قد أصدقها في كل أصناف الحيوان وقد لا أكذب قاعدتها في كل أنواع الحشرات، يستوي في هذا كما يبدو لي كلاب الأزقة وأغنام الشوارع وذباب الجزارين. |
أما (ناموستي) فبدعة بين هذا الخلق وهي كفيلة بأن تثبت بأن ما تهيأ لها من ذكاء مفرط يصح أن يحسدها عليه كثير من عباد الله الغفل! |
لا أزعم أنكم تصدقوني لأول بادرة ولكن قصتي معها تثير ألواناً من الغرائب التي تدعم ما أدعي من ذكاء (ناموستي) وبراعتها في المكر. |
أنا إنسان كأحد عباد الله أملك كلة (ناموسية) تجلل سريري إذا آويت إليه ولا تترك منفذاً لأصغر ناموسة تتسلل إلاّ هذه الناموسة الماكرة التي حفظت كل حركاتي وحذقت طريقها إلى وسادتي رغم كل احتياطاتي. |
وأنا عندما أقول احتياطاتي أعني هذا بكل معناه، فقد بت لا أوسوس في شيء بقدر ما أوسوس في قصتي مع ناموستي الماكرة، فأنا لا أكتفي بمن ينيط ناموسيتي إلى حبالها بل أعيد الحل والربط وأشرع في نفضها وما حولها في مبالغة مهووسة. |
وفي ذهني أنها هي تترقبني عن كثب وتراوغني في دهاء لتتسلل بين النفض والنفض إلى أقرب طية من طيات الوساد لترابط آمنة. |
ويستثيرني الوسواس فأمضي في هوس النفض لأقنع نفسي بأني لا شك قطعت عليها كل طريق، وفوَّتُّ عليها فرص ما أعرف من مكرها. |
ولكني لا ألبث أن أستبطن الناموسية وأحكم تثبيت أطرافها حتى يروعني طنين الماكرة في نغم كأنه لحن المنتصر على هذا النفض المهووس!! |
وتمتد يدي في حذر إلى جهاز النور في زاوية من السرير فيشع النور على أمل أن تصافحها عيناي.. عسانا نتعارف على مرسوم أو نتصالح ولو بشروط مغلوب، أو تسعفني حيلة صياد ماهر فأقضي على أنسامها بين كفي. |
ولكن أين هي، وأين صوتها الناغي؟؟ |
إن أحدث مبتكرات المناظير وأقواها فعالية أعجز من أن تضع عينك على أثر لها بعد أن نامت آمنة في أقرب طية من طيات الوساد. |
وهيا.. لا بد لي أن أستأنف الربط والحل والنفض لأستبطن الناموسية من جديد وأعيد تثبيت أطرافها في إحكام جديد!! |
ها أنذا بدأت أهدأ فقد غلبتها. |
غلبت (الناموسة) الماكرة، وسددت دونها المنافذ فما يمنعني أن أنام وأن أنام في اطمئنان الواثق من كفاءته.. |
ولكن ما هذا؟ |
... هو لكِ خدي والوساد؟ |
لعلّه نوع من الحساسية فأطباؤنا اليوم لا يكادون يفرغون من تفاصيل الحساسية وأحسب أن يقال غداً للممعود والممغوص والمحسود وحتى الكئيب من فراق الحبيب أنها الحساسية ولا أكثر. |
ولكن أين الحساسية وهذا طنين ناموستي الماكرة يغني ألحانه في حواشي أذني وهذه آلام القرص تندلع ناراً في خدي؟؟ |
لك الويل.. ما أدهاك وأنت تراوغيني فلا تحول الحوائل الهائلة دونك وأنت تتسللين إلى مخدعي. |
أي ناموستي الداعر ما أروعك وأنت تحذقين طريقك إلى الطري اللين من خدي. |
ما أعجبك وأنت تجتازين مناطق الخشونة من منابت الشعر في عارضي لترتعي في حواشيه الناعمة اللينة. |
أستحلفك الله ألا صدقتني.. |
أغادة أنت من بنات الجن تتعشقين شيخوختي وفي سبيلها تتخلقين بما تشائين لتنعمي بالناعم من جسمي؟! |
أم أنت ناموسة بحق لا تختلفين عن جماعة الناموس إلاّ بهذا الدهاء الذكي؟! |
إن كنت الأول فدونك الطرق المشروعة ولا تخافي أم زهير ففي عطفها على المتيمين والمهووسين ما لعلّه يبرر لك هذا الهوس إذا طرقته من باب مشروع ولعلّ في غيرتها ما لا يثار وأنت من غير بنات جنسها وأحسبك لا تطمعين في مشاركتها بيتها ونفقتها ومطالبها التي لا تحد. |
وإن كنت الثانية -ناموسة بحق- فهلمي بأسلوب أو بآخر لنثبت لفطاحل العلم هذه النادرة العجيبة التي تتمثل في مخك وهو يشع لهذا الذكاء ويطوي بين تلابيبه مثل هذا الدهاء الماكر! |
وبعد.. أيكذب قصتي مكذب؟ |
أقسم غير حانث أني مبتلى وإني حائر! |
أراني إلى هذا لا يتطرق الشك إلى يقيني بأن غريمتي |
ناموسة واحدة.. هي ذاتها وأنه بلغ من غرامها بأرقي |
أنها تتبعني من مهجع إلى مضجع مهما اختلف الزمان والمكان. |
وإن أكبر ظني إذا صح أنه لم يداخل عقلي دخل إنها انتقلت لنقلي إلى الطائف لتراودني عن نفسي أو تؤذيني فتعبث بنومي هذا العبث. |
لا يداخلني شك في أنها وحيدتي الداعر بدليل أنها لا تلتمس مرتعها قط في غير مناطق الطراوة في خدي. |
وعهدي بالناموس لا يتكلف مثل هذه الدقة.. |
عهدي به شرهاً لا يتجاوز أول عضو يصادف في جسم النائم. |
* * * |
أتراني أستطيع أن أجأر بالشكوى؟! |
ولكن إلى من؟ |
لأن ناديت الطب والأطباء فلا أحسب بينهم من يعلل قصتي بغير الحساسية التي باتت أبوابها أوسع وأكثر من أن تقدر. |
وليس لدي ما يبرر مثل هذا التعليل ما دام طنين ناموستي لا يفارق شحمة أذني!! |
ومع هذا فأنا أعجز من أن أحاجهم طويلاً لأثبت لهم أنها ناموسة مغرمة بالطري من خدي خشية أن يتهموا عقلي بأي دخل من ألوان الجنون!! |
وأنا أعلم من نفسي -من غير تزكية- أنني راجح العقل ثابته ولا يعجزني -فيما أحسب- أن أقدم ألف شاهد ممن يحيط بي أو يخالطني. |
* * * |
لا أدري ربما تعين علي أن أستفتي حاذقاً ممن يقال عن علاقتهم بالجن عساه لا يعجز إذا صدق عن تحقيق هوية ناموستي فيعقد بيننا صلحاً مشروعاً إذا استطاعت أن تتخلق في صورة لها جمال فاتن جذّاب!! |
ولكني لا أعرف أني صادقت في حياتي حاذقاً من هذا النوع! |
فما حيلتي؟ |
* * * |
دعوني أتوجه بشكل عام شامل إلى كل من يفهمني ولا يداخله ريب في رجاحة عقلي وصحة ما أروي.. |
إلى كل من يملك أن يصرخ في ناموستي أن قفي عند حدك وإلاّ بادرت فقضيت بإبادتك، وكل من نحا نحوك من بني جنسك، فحرام أن تعبثي براحة غيرك فتحرميهم النوم وتقضي عليهم بالأرق الدائم. |
ترى هل من يسمعني؟؟ |
إني أنتظر!! |
أنتظر وفي صدري معاناة لا تقل آلامها عما أعانيه من ناموستي الداعر.. |
تلك مؤامرة غجرية اصطلح بها عليَّ ثلة من كلاب الحارة يبيتون ليلهم يتبارون في صراخ لا يطاق تحت نافذتي. |
ولقد تساءلت ألف مرة عن شأنهم.. |
أهم يتوعدون بعضهم بالويل. |
إذن فما يمنعهم أن يحسموها في جولة فاصلة تهدأ بعدها بيوت الحارة؟! |
أم هو استعراض عضلات لا تملك من ألوان الشجاعة إلاّ صراخ الغجر؟! |
لنقض عليهم فالأمم الناهضة لا تستمرئ الأعمال الناجحة إلاّ في هدوء لا يعكره مثل هذا الضجيج الصاخب!! |
|