نهضة الإسلام في الأندلس |
كانت الأندلس يخيم في سمائها ظلام الجهل الذي يخيم في سماء أوروبا. وكانت القبائل من أقصى الشمال في أوروبا إلى نهاية حدود القارة في جنوب إسبانيا يحكمها زعماء ومشائخ لا يدينون لنظام ولا يفقهون من معارف الحياة إلاّ ما ورثوا من تقاليد قبلية كانت مضرب الأمثال في معاني التخلف والجمود. |
فلما تسلل الإسلام إلى إسبانيا تحت راية طارق بن زياد واستطاع أن يؤسس لنفسه في بعض أطرافه كخطوة أولى نحو الاستقرار الكامل وجد العرب من مضريين وعدنانيين كما وجد البربر سبيلهم إلى الاستيطان في بعض الثغور لحماية الأمن فكان لا بد لهم أن ينشروا معارفهم حيث نزلوا فبدأت العناية بالقراءة والكتابة تنتشر حولهم بشكل لا تعرفه أوروبا من أقصى حدودها إلى أقصى حدودها ثم ما لبثت الحياة أن تطورت بتطور الأيام فبدأت الحركة التعليمية تأخذ شكلها الجديد في محيطها الجديد على المنهج الذي ألفناه في مدن المشرق يومها. |
بدأت المساجد ترفع بنيانها في المدن بعد المدن وبدأ القرّاء يتصدرون حلقاتهم لتدريس القرآن كما بدأ آخرون يجلسون لطلاب اللغة العربية نحوها وصرفها وآدابها كما بدأ المعنيون بفن الخط يستقبلون المتلهفين من سكان البلاد المفتوحة لفن الكتابة وتحسين الخط فكانت وثبة عمت المدن والدساكر والقرى وهرع على أثرها المتعطشون إلى التعليم من كل صوب يتزاحمون في طلب المعرفة. |
وشجع الحكام الجدد هذه النهضة بأكرم ما يسع التشجيع فكان راتب المدرس الابتدائي يغري بالنشاط وكانت المعونات التي تصرف للمحتاجين من طلاب العلم تغري بالإقبال. |
وشاركت المرأة في عدوى هذه الحركة فزاحمت الرجل على مناهل المعرفة. فتفتق وعيها بشكل لم تعهده في تاريخها واستطاعت بما تهيأ لها من الوعي أن تعد أطفالها إعداداً جديداً قابلاً للتطور. |
ولم تمض على الخطوة الجديدة إلاّ سنوات حتى شرع المخططون يتوسعون في مناهج التعليم وشرعت المساجد تبني في زواياها بيوتاً للمهاجرين في طلب العلم وبدأ المسؤولون عن رقي البلاد من حكام المناطق يقدمون لهم ما يكفي أودهم كما أن أصحاب الغنى يتبارون بالتوسعة عليهم وكعادتهم في بلاد المشرق بدأوا يبنون للمساجد دوراً واسعة للكتب وأخذوا يتصلون بالمشرق ليستوردوا منه أمهات المؤلفات في سائر الفنون. |
وأشرق العهد الأندلسي بإشراق عبد الرحمن الداخل ومن خلفه من هشام على الحكم إلى عبد الرحمن الثاني إلى من يليهم من أبطال الإسلام في الأندلس فإذا الحركة الثقافية تأخذ دورها في النمو المطرد. |
انتشرت المدارس في سائر بقاع الأرض فكانت لا تخلو مدينة أو قرية منها بل إن بعض هذه المدن اشتهرت بالمدارس العالية التي يصح أن يطلق عليها اسم الجامعات من أهمها قرطبة وغرناطة وإشبيلية ومدن أخرى لا يسع المجال لتفصيلها. |
وذاعت شهرة هذه المدن بإذاعة شهرة مدارسها واستطاعت أن تنجب علماء كانوا قد هاجروا إليها من سائر ممالك أوروبا في سبيل العلم فعادوا إلى مواطنهم يحملون أفكاراً جديدة ويتصدون في أعمالهم ومفاهيمهم عن وعي جديد فانبعثت في أكثر أقطار أوروبا روح جديدة شرعت تزن الحياة بوزن جديد فانثالت على بلاد الأندلس طوائف الأوروبيين من كل حدب في أوروبا لينهلوا من مناهل العرب في الأندلس فلم تبخل عليهم في الأندلس معاهد العلم ولم تتوان جامعاتها عن مساعداتهم فقد كان في رأيهم أن يظل العلم مبذولاً كبذل الماء والهواء. |
كانت وثبة أنتجت إنتاجاً ما لبث أن بات يضاهي وثبة المسلمين في الشرق. |
وعسانا أن نستطيع أن نلم ولو إلمامة بسيطة بالفنون التي لمعت نجومها في مدن الأندلس وأن نستعرض ولو بصورة سريعة أخبار البارزين في ألمع الفنون آملين أن نعطي للمفتونين بالغرب صورة واضحة تعبر عن أمجاد الإسلام يوم كانت أوروبا في مجاهل الظلام. |
استطاعت اللغة العربية بما جندت من جهابذتها في الأندلس.. أدبائها وعلمائها وفنانيها وأساطين الترجمة فيها أن تضيء مشعل الحياة وهاجاً يرسل النور من حدود الأندلس إلى حدودها ويشع إشعاعه على القبائل النائمة في دساكر قارة أوروبا وقراها من ضفاف السين إلى ما وراء الخليج الإنكليزي من جهة إلى اللورين وألمانيا من جهة أخرى إلى المقاطعات القاصية في شرق أوروبا وشمالها. |
قلنا إن الحركة التعليمية وثبت وثبتها في أكثر مدن الأندلس فكانت هناك معاهد عالية وجامعات ذاع صيتها واستطاعت أن تجتذب من علماء المشرق مشاهيرهم فكان هناك من تخصص في علوم الفلك والطب والرياضيات هرعوا من بغداد ودمشق والقاهرة والكوفة لينعموا بخير البلاد وبسطة الرزق فيها فقد كانت مرتباتهم توازي أضعاف ما ألفوا في بلاد المشرق. |
وعني الوجهاء من أصحاب السلطة والثروة في إشبيلية وقرطبة وغرناطة بالعلوم الشرعية فكان كلما وفد بعضهم إلى الحج اصطحب معه في عودته من مكة أو المدينة بعض مشاهير الفقهاء ليبث علومه وينشر ثقافته بين المساجد والمعاهد. |
وكان ثمة من أغنيائهم من يزود الحجاج في رحلتهم إلى المشرق بالأموال الطائلة ليتصيدوا لهم نفائس الكتب ونوادر المؤلفات يزينون بها خزائن كتبهم.. وكانت لهم بهذه الخزائن عناية فائقة يتبارون في الإنفاق عليها وكانت أكثر هذه الخزائن تبوب في أقسام يفوض كل قسم منها إلى خازن لامع في فنه للفلسفة وآخر للعلوم الشرعية وغيره لعلوم الكلام أو الطب أو الرياضيات وكان عشاق القراءة والإطلاع يجدون الأبواب مفتوحة أمامهم ويجدون خزائنها على استعداد في أكثر أوقات النهار لتلبية طلباتهم وإرشادهم إلى مظان البحث التي يرغبونها بل إن بعض أصحاب المكتبات كانوا يوظفون النساخ ليعينوا بعض المغتربين بالنقل من فقراء الطلبة والعلماء. |
وكانت أكثر هذه المكتبات خاصة يملكها عشاق الاقتناء ولكن ما لبثت بمرور الأيام أن تداخلت حتى باتت تجمعها مكتبات عامة واسعة؛ ذلك أنه شاع بينهم تقليد عام يعيب على صاحب المكتبة أن يورثها أبناءه خشية أن يتصرف فيها بالبيع بعده فكان إذا دنا أجل أحدهم أوصى بحبس ما يملك من نفائسها وأن تنقل موجوداتها إلى مكتبة عامة يعينها وربما أوقف ريع بعض أملاكه على العناية بها ومساعدة من يحتاج إلى المساعدة ممن يهمه البحث فيها. |
هذه المكتبات بما زخرت من ألوان العلم وبما تنوعت من ضروب المعرفة كانت في أحد الأيام خميرة تفاعلت بضروب من الأفكار. كانت لا تمر بخيال البلاد قبل أن يفتحها العرب. |
تفاعلت أفكار في الأندلس العربية على أثر الوثبة التعليمية التي كانت المعاهد والمساجد والجامعات ودور الكتب من أعلى مظاهرها فأنتجت فطاحل اهتموا بجغرافية الأرض وتوسعوا في علومها بصورة لم تعهدها الحضارات التي سبقتها رغم ما بذلوا في شأنها ونشط الرحالون تحت تأثير هذه الوثبة يذرّعون آفاق الأرض ليحددوا معالمها ويميزوا أقاليمها ويدرسوا خصائص أقطارها فساعدوا بذلك على تزويد المهتمين بجغرافية الأرض. ساعدوهم بمصادر لها قيمتها، مصادر علمية تكبدوا في سبيلها من مشاق الأسفار ووعثاء الطرق وخطورة الأمن ما لا يحتمله إلاّ أصحاب العزم من نوادر الرجال. |
وأنتجت الوثبة التعليمية في الأندلس مَهَرة حبسوا حياتهم على دراسة النبات بكافة أصنافه وعلاقته بخصائص التربة بسائر أنواعها ومناخ الأجواء الصالحة لاستنبات ما يمكن استنباته في مناخ دون آخر وفي فصول من العام دون غيرها. |
وأنتجت الوثبة متفوقين في علوم الفلسفة أشبعوا مناحي الحياة العقلية بالدراسات المستفيضة وتعمقوا في بحوثهم بشكل دل على مرونة واسعة واستعداد ذهني قل أن يضاهى؛ وبذلك ازدحمت رفوف المكتبات العامة يومها بمؤلفاتهم التي تغلغلت في أدق مسائل العقل مما ضاع أكثره في خضم الاضطرابات التي منيت بها الأندلس في أخريات أيامها ففقدنا بذلك ثروة عقلية لا تقدر بينما استطاعت أوروبا أن تصطادها بصورة أو بأخرى كما أنتجت الوثبة التعليمية مشاهير في الطب كانت تضرب الأمثال بكفاءاتهم لا في بلاد الأندلس وحدها بل تعدى ذلك إلى أقصى بلد في جنوب أوروبا وشمالها فكان المرضى ممن استعصت أدواؤهم وتعذر علاجهم يفدون إليهم من إيطاليا وألمانيا وسويسرا يرجون العلاج في مستشفياتهم. |
وكانت معلوماتهم الواسعة في خصائص الأعشاب وأساليبهم في تحضير المشروبات والمنقوعات تكاد أن تنفرد بهم بين الأمم التي كانت تجاورهم حتى ذكروا أن بعض الرهبان الذين كانوا يحبسون أنفسهم لدراسة خصائص الأعشاب في صوامعهم من جبال الألب كانوا يستعينون أكثر ما يستعينون فيما حبسوا أنفسهم له بنظريات مشاهير الأندلس من الأطباء. |
وكانت لهم جهودهم في علم الفلك الذي وثب به عشاقه إلى الذروة. فقد هاجر عدد من أعلامه في المشرق وبدأوا علومهم في بعض مساجد قرطبة ثم ما لبث العلم أن انتقل إلى معهد خاص عني فيه بدراسة مواقع النجوم ودوائر البروج وطوالعها وأثرها في تتابع الفصول واستعان المعهد بمؤلفات بيت الحكمة في بغداد فتوسعت دراساته وأنتجت علماء ذاعت شهرتهم وكانت لهم مراصد خاصة يتابعون فيها حركات النجوم وكانت لهم شبه منشورات توزع في بعض بلاد أوروبا المتاخمة فيتابعها بعض الروحانيين ممن تعشق الفن من رجال الكنيسة ووفد بعضهم إلى قرطبة لينضم إلى المعهد فيها وبذلك انتقل كثير من علوم الفلك إلى أوروبا عن طريق قرطبة وشرعت بعض الكنائس تعنى بدراستها وتعتمد في نظرياتها على ما ثبت في مراصد قرطبة. |
ومن الملاحظ الذي يستطيع المؤرخ المدقق أن يتتبعه في ما أرخ للأندلس أن -العلوم الرياضية فلكية كانت أو طبية أو جغرافية أو فلسفية بلغت شأوها قبل كثير من علوم العربية أو الشرعية ولا أعني بهذا أن علوم العربية والشرع كانت غير محظوظة ولكنني أعني أن هجرة أعلامها من بلاد المشرق جاءت متأخرة ولكنهم ما كادوا يتواردون حتى بدأت العناية بدراسة اللغة وآدابها وعلوم الشرع بمختلف فروعها تأخذ دورها الجدي ورأينا المجددين من طبقات الشعراء والأدباء ينحون في شعرهم وأدبهم نحواً جديداً غير ما عرفه الشرق. وقد أثبت المحققون أن ملامح هذا الأثر ظهر واضحاً في كثير مما أنتجه الأدب اللاتيني في عصور حركته الأولى. |
كما رأينا علماء الشريعة في الأندلس يتعمقون في بعض مذاهبها ويستنتجون من وسائلها فتوى توسعوا في الأخذ بها مما لا يسعنا اليوم أن نأتي على بعض تفصيلاته. |
ويبدو أن العناية بدراسة التأريخ جاءت متأخرة على غرار ما كان في علوم الشريعة واللغة ولكنها ما لبثت أن توسعت وجددت أساليبها في الدراسة والكتابة ونشأ من أعلامه من مال إلى فلسفة حوادثه بصورة تتباين عما ألف الشرق العربي يوم كان يسرد وقائعه سرداً كما حدثت. |
وكتب التاريخ تكاد تجمع على أن من أوائل من خطط للأقاليم خرداذبة وكان عاملاً على البريد في العراق ثم جاء الأصطخري فطور المعلومات التي أخذها عما كتبه خرداذبة وتوسع طبوغرافياً ووضع لها خرائط كانت متداولة في بعض بلاد المشرق ثم ما لبثت الفكرة أن انتقلت إلى الأندلس فعنى بها بعض المهتمين بجغرافية الأرض. |
ومن أبرز من عنى بالتخطيط الطبوغرافي ورسم الخرائط وتدقيق الحدود الفاصلة بين الممالك والممالك وتلوينها في بلاد الأندلس أبو عبد الله محمد الأدريسي وكان قد ولد من أبوين عربيين في الأندلس ولما نشأ تنقل بين كثير من مدن الأندلس وتعشق دراسة الجغرافيا فاعتمد فيما درس على كتب يونانية وطالت صحبته بما كتب المسعودي ثم تتبع أشهر الرحالين يستقي من معلوماتهم وندب أكثر من رجل رحلوا على نفقته إلى جهات يعينها ليأتوه بالمعلومات التي يهتم بتحقيقها. |
وعندما ذاعت شهرته استدعاه أحد أمراء صقلية وكان من هواة العلوم فعاش في بلاطه سنوات حافلة بدراسة الخرائط ورسمها وتناقل المهتمون بهذا العلم خرائطه في أكثر بلاد الأندلس وانتقل بعضها إلى إيطاليا ثم إلى ألمانيا ومن أشهر خرائطه التي ظلت حية على الدهر نسخ كانت محفوظة في دار الكتب ببغداد اهتم بها بعض المهتمين بالآثار في قرننا الحالي فطبعوا منها آلاف النسخ ووزعوها هدايا أو بالثمن وكنت قد اقتنيت نسخة منها. |
ومن أطرف ما لاحظته شخصياً في بعض هذه الخرائط أنه عيّن موقع إنكلترا تعييناً صحيحاً وكتب عليها ما يدل على أنها بلاد خالية. وكذلك فعل عندما عين مواقع أكثر البلاد في شمالي أوروبا مما يدل على مبلغ التخلف الذي كانت تعيشه أوروبا في عصور الإسلام الزاهية. |
وعندما انتهت إلى الأندلس مؤلفات علماء المشرق من رحالين ومحققين كالهمداني والبلخي والأصطخري وياقوت والمقدسي وابن حوقل والمسعودي وجد الأندلسيون مادتهم خصبة في الموضوع. |
وكان يعقوب بن اسحاق الكندي وهو من فلاسفة المشرق قد عني قبل كل هؤلاء بجغرافية الأرض ونقل عن اليونانيين والسريانيين كثيراً من تحقيقاتهم فاتصلت مؤلفاته بالأندلس فكانت معيناً ثراً ساعد على دراسات واسعة. |
وحفزت هذه الدراسات الرحالة الأندلسي ابن جبير فشد رحاله إلى مكة وزار في طريقه كثيراً من الممالك فكان كتاب رحلته مصدراً هاماً من مصادر العناية بجغرافية الأرض كما كان كتاب أبي حامد المازني قبله وهو من علماء غرناطة مصدراً له قيمته في الموضوع فقد أوغل في بلاد شرقي أوروبا وكتب عن أحوال الأمم وعلاقاتهم السياسية والاقتصادية بصورة كانت معتمدة عند الجغرافيين في الأندلس إلى وقت طويل. |
وشاع في هذه الأثناء القول بكروية الأرض وهي فكرة قديمة نشأت في اليونان وقال بها بعض الباحثين في الهند ولكنها لم تلق تأييداً جماهيرياً كما شاعت في بلاد الشرق الإسلامي ومنه انتقلت إلى الأندلس فوجدت هنا وهناك اعتراضاً طالت به الأيام واستنتج بعض القائلين بالكروية أن ثمة أرضاً في نصف الكرة الغربي لا بد من اكتشافها وترامت إليهم أخبار أن بعض البحارة العرب اتصلوا بهذه الأرض المجهولة وأن منهم من انقطع بها ولم يعد وهو المذهب الذي أخذ به كولمبس من بعد وجاهد في سبيل تحقيقه. |
ونشطت التآليف الجغرافية على أثر هذا في أمهات مدن الأندلس حتى قيل إنهم سبقوا المشارقة أساتذتهم في مضمارها. |
وكانت أمهات مدن الأندلس يومها تزخر بمئات الطلبة من فرنسا وإيطاليا وألمانيا وبعض السويسريين وكان بينهم من اشتد ميله إلى دراسة الجغرافيا من أساطينها في قرطبة وغرناطة حتى برز فيها ونقل معلوماته عنها إلى اللغة اللاتينية. |
وبذلك انتشرت الأفكار العربية في بعض بلاد أوروبا ومنها امتدت وتوسعت ووجدت من يحفل بها على مر الأيام كما وجدت من يقلد الخرائط العربية ثم يتوسع في طريقة رسمها كما وجدت من عشاق الترحال في أوروبا من أضاف إلى المعلومات العربية معلومات أوسع. |
أيصح بعد هذا أن ننسى أثر العرب والإسلام في بناء الحضارة التي تبهرنا اليوم؟ أيصح لهذه الحضارة أن تفتننا اليوم عن أنفسنا لننكر أهلية قومنا وننكر استعدادهم للعمل الجاد. |
إنه ليس بيننا وبين أن نستأنف مركزنا تحت الشمس إلاّ أن نؤمن بأنفسنا ونمنحها الثقة بقدرتنا على استعادة ما مضى من أمجادنا. |
والله ولي التوفيق |
|