شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حروف.. ونقط
* لا تستنكر ترددي في مواطن الإقدام. فقد علمتني أمي الخوف من العفاريت والأشباح؛ وحدثتني ستي (جدتي) طويلاً في شؤون (البعبع)؛ (والدجيرة)؛ (وهول الليل) فطبعتاني على التردد؛ وهيأتاني للخوف في جميع مواطن الإقدام.
* إذا رأيتني عنيداً في بعض مواقفي.. فلا تستكثر هذا على إنسان نشأ في بيئة تدللـه؛ ولا تجرؤ على معارضته فيما يفيد؛ ولا يسرها شيء ما يسرها إرضاؤه.. بكافة وسائل التدليل الفاشلة.
* لعلك تضحك كثيراً إذا علمت أنني أميل إلى ألوان من التخريف رغم كراهتي للخرافة؛ والمخرفين.. ولكن ضحكك سيزول إذا علمت أنني ورثت سائر أنواع التخريف الشائعة في محيطي من عشرات الأجيال؛ وأن ما ورثته تغلغل في مجاري الدم من عروقي.. وأن نقاوة الدم من هذا التلويث لا يكفيه إلا تطهير مستمر؛ ولا يستفيد منه إلا أحفادي بعد أجيال وأجيال.
* عندها هرعت إلى ستي (جدتي) في بعض المرات خوفاً من كلب كان يطاردني؛ قالت: لا تخف فإن الكلاب لا ترقى الدرج.
وقد انطبعت هذه الفكرة في أعمق أعماقي ما ينطبع فيه أمثالها وظللت إلى سنوات طويلة من عمري أعتقد عجز الكلاب عن ارتقاء الدرج!! فهل يكفي مثل هذا التدليل على تحري ما يجب أن نطبعه في أذهان أولادنا.
* عندما فرح أبي بإهلالي في بيته.. لم يترك وسيلة من وسائل التدليل حتى غمرني بها، وعندما شعر أن تدليله كاد يفسدني قلب ((الجبة)) وأذاقني من ويلات العصا ما لا يحتمله ناشىء ولو علم رحمه الله أنه أخطأ في الأولى؛ ولم يصب في الثانية.. لجنبني التدليل صغيراً؛ وعلمني كيف أحترم نفسي من هوان العصا ومذلتها.
* لو أتيحت لنا دراسة أحوال الجناة لوجدنا أن 90% من الجناة، واللصوص؛ والقتلة.. يعانون أمراضاً نفسية انتقلت جراثيمها إليهم في بيوتهم من أم تجهل مبادىء التربية: وأب لا يعرف بناء الشخصية؛ ومحيط لا يقدّر الغرائز؛ ولا يؤمن بفضائل التوجيه.
* لا ينقصنا شيء كما ينقصنا توجيه الطفل في حياته الأولى.. الطفل العاصي؛ والطفل المغرور؛ والطفل الذليل؛ والطفل البغيض الذي لا يضمر الخير في الحياة.. كل هؤلاء ضحايا تناط آثامهم بكواهلنا؛ ونسأل أمام الله عن جميع ما يقترفون.
* إذا رأيتنا أنانيين لا نؤمن إلا بمنافعنا؛ وإذا رأيتنا عبيداً لا نطيع إلا من يسومنا؛ وإذا رأيتنا ظالمين لا ننصف إلا من نخشى أن ينالنا.. فثق أن تربيتنا كان ينقصها التوجيه العالي.
* سمعت إنساناً -تصدى للوعظ يُجدف على أهل الحياة ويصورهم فيها بأبشع ما يمثل التصوير فحملت ما رأيت على الغباء وجهل حقائق الوعظ!!
ثم ترددت عليه فرأيته يتربص بالناس؛ ويجاهد لأذاهم مؤولاً ما يقرأه في مسائل الدين؛ ليتسع لما يشعر من هوى نحو أذاهم فعلمت أن في أعماقه خفايا بعيدة الغور.
وصادفتني ظروف وصلتني بأوشاجه: وهيأت لي دراسته.. فاكتشفت في خفاياه ضميراً ينطوي على كراهية للناس وحقد عليهم.. فعلمت أن في نفسه مرضاً يستعصي على العلاج؛ وأن تحصيله في مسائل الدين لم يلامس روحه ليهذبها أو سجاياه ليطبعها على الرأفة والعطف وإيثار الناس بالمحبة والخير!!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :745  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 92

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج