شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لنقارب بين أسفارنا
ما انتفعت الممالك بشيء انتفاعها بتقريب المسافات بين أجزائها الواسعة، وربط آفاقها بشبكة من المواصلات محكمة الحلقات في تنظيم شامل.
ذلك لأن أجزاء الممالك في بقاع الأرض كافة لا تستوي من حيث التربة والمناخ وطبيعة الأرض ونوع الإنتاج، فلا بد لها إذا أرادت أن تعيش سعيدة بالاكتفاء الذاتي أو ما يشبه الاكتفاء الذاتي أن تتبادل منتجاتها وتتقايض خصائصها من النواحي كافة.
ونحن نشهد أثر ذلك واضحاً في مدينة "جدة"، فقد سبقت بلاد المملكة في كثير من ألوان نشاطها، لا لأنها تستند فقط على كثبان الشاطئ، أو تتمتع بما نال ميناؤها من تمهيد، بل لأنها ظفرت إلى جانب هذه الميزات بميزة لها قيمتها الحيوية تلك هي ارتباطها بمكة والمدينة بطريق معبّد يشق الصحراء في سهولة ويسر.
ظفرت جدة بهذه الميزة لوقوعها في مركز استراتيجي من طريق الحجاج وكان لا بد لنا ونحن نعيش بعقلية الحجاج أن نعيرها كثيراً من عنايتنا فنربط أجزاءها إكراماً للحجاج بمدينتين لهما قيمتهما في المجال الحيوي.
ونحن لا نريد أن ننكر على الحجاج حقوقهم علينا في الإكرام، ولكننا نريد أن نعرف لماذا لا نكرم أنفسنا إلى جوار ما نكرم به ضيوفنا؟ ولماذا لا نعني بقيمتنا في الحياة إلاّ من الزوايا التي يصادفنا فيها الحجاج؟
إن ضيفك لا يحترم قيمتك إلاّ إذا رآك حفياً بها ساهراً على صيانتها في أسلوب لا يتنافى مع حقوقه في الضيافة والإكرام.
إننا لا نريد أن نشتط كثيراً في اللوم، ولكننا نتمنى أن نستأنف اليوم خطوات مسددة نحو الهدف المنشود.
فنتمنى إلى مجلس وزرائنا الوقور أن يدرس شؤون مواصلاتنا في دقة واستقراء، وأن يربط أجزاء بلادنا من أدناها إلى أقصاها بشبكة محكمة معبّدة المسالك تعبيداً فنياً يتسلق الجبال الشامخة، ويطأ الأغوار السحيقة ويصل الواحات في أبعد آفاقها بسائر القرى والمدن، وإذا تعذّر علينا اليوم أن نواجه جميع هذه التكاليف دفعة واحدة، فإن في استطاعتنا توزيعها على متعهدين لينفرد كل متعهد بتعبيد طريق خاص، حتى إذا فرغ منه تقاضى نفقاته من كل سائق أو صاحب سيارة مبلغاً مقدراً لا يرهق أصحاب السيارات ولا يبيح للمتعهد أن يستبد بما انفرد.
إننا بذلك نفتح المجال أمام أصحاب رؤوس الأموال، ونهيئ الأعمال الواسعة للمستغلين ونعد الأراضي والمسالك في أنحاء المملكة كافة للإعمار والإصلاح (1) .
إننا إذا فعلنا ذلك ساعدنا القروي على استثمار أرضه ونشّطنا أعماله في كافة الحقول والبساتين، واستطعنا أن نهيئ الفرصة لجميع الخواص المدفونة في آفاقنا الشاسعة، وساعدنا البلاد كافة في البادية والحضر على تبادل المنتجات والسلع من كافة أنواعها، ويسرنا الأمر للتصنيع الشامل الذي لا يعجزه الانتقال من أطراف المملكة إلى أطرافها، وفتحنا باباً للرواج ربما أغنانا عن كثير ممّا نستورده من وراء البحار.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج