شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى متى التواكل؟
لا يزال يعيش بيننا -مع كل أسف- مَن يرى أن الفرنجة هيأهم الله ليكونوا خدماً يبنون لنا السيارات، ويصنعون الإبرة، ويكفوننا كل مستلزمات العيش، فهل يجوز في عرف الحق أن نسكت عن جهاد أمثال هؤلاء، وأن نتركهم لأفكارهم يبثون سمومها في أطفالنا وناشئتنا؟
إن علينا أن نجاهدهم في الله حق جهاده، وأن نزحف في صفوف مرصوصة لنقتلع هذه الجذور من منابتها، ونتيح لشبابنا الجديد أن يملأ رئتيه بالهواء النقي الذي لا تسممه مثل هذه الأفكار.
لمثل هذا تتزاحم الصحف، وتتكتل الأقلام، فهل جاء أصحاب النعيم وأرباب الثراء الطائل نبأ هذا الزحف؟ وهل فرضوا في أموالهم وأرباحهم شيئاً لتموينه وتدعيم حركاته؟
إن أحدهم لينافس في مزايدة أرض يشتريها يفوق رؤوس الأموال التي يملكها سائر الصحف في بلادنا مجتمعة، فهل جاءه أن عليه لبناء الأفكار في بلاده وجهاد الجهل في أمته ما يكفيه جزءاً من مائة جزء صرفه في سبيل التباهي بالبنيان والتسابق في مضمار الزيف؟
هل جاءه أن في أمواله حقاً للمدارس ودور العجزة والأيتام والإسعاف، وأن عليه لسائر الصحف التي تبني الوعي في بلاده وتنشر الأفكار التي تحارب العجز والتواكل حقوقاً لا يغفرها له هذا التغاضي؟
لا نريد للصحافة براً أو تبرعاً يتصدق به، ففي دور المدارس وبيوت العجزة والأيتام متسع له إن كان من المتصدقين.
ولكننا نريد له أن يعرف أن ثمة أقلاماً مجاهدة عليه أن يحييها، وأن يساعد في رواجها ليخدم النهوض الفكري ويساعد على تقويته ونمائه.
نريد له أن يعينها في أسلوب مشروع، فيبحث عنها بين أكداس المكتبات ليتشيعها بين معارفه وأصدقائه وموظفيه، فيساعد على نمائها وبث أفكارها.
نريده أن يسعى إليها قبل أن (ترتمي) في صندوق بريده أو على مكتبه وأن يتعرف عناوينها وأسماءها ليكتب إليها كلمة مشجعة، أو يرصد لها في موازنة إعلاناته بنداً لا يحاول فيه المساومة أو المواكسة بقدر ما يحاول فيه التدعيم في سبيل الجهاد الفكري.
أينكر أخونا أن صحافته اليوم تناقش الوزارات والإدارات، وتضع أنفها في كل المرافق التي تتوقف عليها المصالح العامة، وأنها تتعرض من جرّاء ذلك وفي سبيل بلادها لألوان من الهزات، وأنها إلى جانب ذلك تحارب الأفكار الخاطئة والآراء الضالة، وتوقظ الوعي في صفوف الشعب على اختلاف طبقاته؟
أليست هذه خدمات عامة يجب أن يساهم فيها أغنياء البلاد قبل فقرائها، وجهاؤها قبل المغمورين فيها؟
فإذا رأينا صحافتنا تتصدى لكل هذه الخدمات، وشهدناها تقتحم المسالك الوعرة في سبيل ذلك، وكنا نعلم أن بعض أصحابها وكتّابها لا يملكون من حطام الحياة إلاّ أقلامهم.. وأقلامهم فقط، فهل نبيح لأنفسنا أن ندعهم وما يتصدون وننساهم وما يقتحمون، وأن نظل عائشين على هامش الحياة لا يهمنا من بلادنا إلاّ مظان الكسب؟
أم يتعين علينا أن نقاسمهم الجهاد، وننادي بهم حسب أقلامكم وستجدونا في إثركم لنساعد في رواج ما تنشرون، ونبذل لإعلاناتنا عندكم ما يدفع عجلتكم، ويقوي إساركم، ويثبت أقدامكم خدمة للصالح العام والوطن المشترك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :375  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 76 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج