شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
من أساليبنا في المناقصات
في حديث عن العمران قال أحدهم: إن عمارة (كذا) أطبقت سقوفها عليها فهدمتها بعد أن انتهى العمل منها وقبل أن تتسلمها الوزارة من مقاولها. وقد ذكر أن أساسها كان أضعف من أن يتحمل ما بُني عليه من طبقات.
وفي رأيي أن العبرة في الأمر ليست موضوع العمارة بذاتها، فتلك مسألة ستتناولها الرسميات بالتحقيق، وسيفصل في شأن مقاولها بما يقتضيه الحال..
ولكنَّ في الأمر شيئاً أبعد من هذا يصح أن يعطينا فكرة خاصة عمّا تعانيه منشآت الحكومة ومقاولاتها ومناقصاتها.
إن كثيراً من المقاولين والمناقصين يتميّزون بجرأة بالغة لا تقدر خطر المسؤولية..
مثل هؤلاء ربما تقدموا إلى العمل الحكومي بعطاءات لا تغطي سعر التكلفة، إمّا لجهل بدقائق التقدير، أو اعتماد على الثقة ببراعتهم في فن الاحتيال حتى إذا تجلّت لهم الدقائق بعد لأي أو خانتهم براعة الاحتيال، أسقط في أيديهم وانحدروا إلى مهاوي ربما قضت عليهم قضاءً نهائياً.
ولو اقتصر الأمر على ما ينالون لقِيل إنه بما كسبت أيديهم، ولكن النتائج السيئة كثيراً ما تتجاوزهم إلى غيرهم فتمنعهم البلوى.
إن عطاءاتهم التي لا تغطي سعر التكلفة لجهلهم أو لاعتمادهم على فن الحيلة.. هذه العطاءات ظلت عاملاً قوياً من عوامل سد الأبواب في وجه كثير من أصحاب الأعمال.. فشلت سواعدهم وعطلت طاقاتهم، بل وقضت على الأيدي العاملة عندهم.
ونحن نلاحظ أن من شروط المناقصات الحكومية رفض العطاء الذي يراه المختصون دون إبداء الأسباب، ونعرف أن المشرِّع أراد بذلك أن يقضي على العطاءات غير المعقولة، إذا تقدم بها أشخاص غير معقولين ولكننا رغم هذا لا نزال نعاني من تفنن المناقصين عن جهل أو حيلة ما قضى على كثير من جهود العاملين في ميادين المناقصات حتى باتت عامة المناقصات تكاد أن تكون وقفاً على أناس دون آخرين.
إن الأمر في رأيي لا يصلح لأن تكون تفاصيله مدار بحث في الصحف.. إن أساليبنا في المناقصات تحتاج إلى إعادة نظر. ولو تهيأ للمختصين أن يتعقبوا المترددين في مجالي المناقصات من أصحاب الأعمال في كل ميدان على حدة، فلربما استطاعوا أن يسمعوا الكثير من حيل المناقصين وهم لا يجهرون بها لأنهم يعجزون عن إثباتها لفرط ما تبلغ من دقائقها من أحكام.
وربما ظهر للمختصين في أعقاب ما يسمعون أن في استطاعتهم أن يعالجوا ما يمكن علاجه تأميناً للأعمال الرسمية في ميادين المناقصة ومحاولة لإشاعة الفائدة بين طبقات العاملين وتشغيل الأيدي في سائر الحقول وإسالة الأموال بشكل واسع بدلاً من ركودها في بعض الأحايين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :395  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج