شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هل آن للإسلام أن ينطلق؟
هل صحت أحلام أستاذنا الكواكبي رحمه الله..؟؟
لقد تخيّل في كتابه (أم القرى) أنه أُنشئ في مكة مؤتمر إسلامي عالمي يبحث سائر شؤون الإسلام، ويحيل ما يلزم إحالته منها إلى لجان خاصة لدراستها. وبعد أن تستكمل جميع الإجراءات ويوافق عليها المؤتمر تستأنف دورتها لتحال إلى التنفيذ.
إنك تقرأ الكتاب فتتصوّر أنه مؤتمر قائم فعلاً دون أن يكون له أثر في الخيال، وتجد أنك أمام تنظيمات لا تشك في وجودها إطلاقاً. فهل كانت الفكرة إرهاصاً لحقائق نعمل اليوم لإثبات وجودها؟
والواقع أن ما نشاهده اليوم من نشاط الرابطة في مكة يتسع لكثير من الآمال التي يتمناها كل مسلم على وجه الأرض، فأمانتها العامة لم تألُ جهداً في بذل المساعي على أوسع نطاق كما نتخيّله. وأمينها العام يفرغ فيما يبدو لنا كل طاقاته من النشاط والتجارب ليجعل لصوتها صدى يدوّي في آفاق العالم الإسلامي.
وها نحن أولاء نتيجة لهذا الجهد الواسع نصافح اليوم في مكة أعيان المسلمين ووجوه الرأي في أقطار الإسلام من أقصى الشمال إلى أدنى الجنوب، ومن أبعد نقطة في الشرق إلى آخر مدى في الغرب.. تقاطروا جميعهم مستجيبين لنداء الرابطة، متهيئين للعمل في نطاق مؤتمرها الكبير..
ولكن الذي يحلو لي ولكل مسلم أن يسأله: هل آن للإسلام أن يبدأ بهم انطلاقة جديدة تخدم المسلمين في جميع أصقاعهم في أسلوب عملي جديد؟
لقد سئم المسلمون كثيراً من ألوان الاجتماعات التي تبدأ بأوراق المحاضر وتنتهي بلفات الأضابير، وهم اليوم يأملون من مؤتمراتهم هذه وقد ضمّت وجوه أصحاب الرأي في بلاد المسلمين أن يبدأ حياة جديدة لا علاقة لها بكل الأساليب القديمة التي كانت تلف مجتمعاتنا.
نتمنى على المؤتمرين أن يعطوا الموضوع ما يستأهله في قلوبهم، وأن يتكاشفوا الحقائق في غير غموض أو تقية، وأن يتبيّنوا ما يمكنهم أن يتفقوا عليه في وضوح، وما لا يمكنهم فلا يضطروا إلى الإبهام في قراراتهم، أو تحميلها ما لا تحتمل من التفسير، أو صياغتها فيما لا يقبل التنفيذ جرياً على عادة أكثر الاجتماعات في أكثر البلاد.
نتمنى عليهم أن ينسوا ولو إلى حين خطاباتهم البليغة، وكفاءتهم في الإسهاب والبيان فالوقت في حاجة إلى شيء عملي تتكاشف فيه النيات ليستوضحوا من بينها ما يهدف إلى خدمة المسلمين عامة.
الوقت في حاجة إلى أن نسدد ونقارب في سبيل المصلحة العامة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :419  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.