شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى معالي وزير الصحة
نشرت في جريدة الندوة عام 1387
يا للحياة!
إنه مسكين.. لا تكاد تقع عليه العين حتى تدرك أن حركاته تستدر الدمع وتتفطر لها أقصى القلوب ألماً وأسى.
ما إن رآني أدخل غرفة التحليل في مستشفى أجياد حتى تحامل على نفسه وأهاب بي: الرحمة يا أصحاب الصحف.
ونظرتُ فإذا شاب لا يتجاوز عقده الثالث يترنح أمامي في قامة تفككت أوصالها، وماع جذعها حتى لا يقوى على الوقوف إلاّ مستنداً على حائط أو باب، ولا تخطو قدمه إلاّ متكئاً على كرسي أو مكتب، أمّا أطرافه فلا تنفك ترتعش في شكل حزين، أمّا لسانه فيلوك الكلمات ولا يكاد يفصحها.
قلت: مهيم. قال: أهذا أنت تراني أنهكني المرض من سنوات وسنوات، وقد قيل إنه لا علاج لي في أي بلد من الشرق، وإنه لا بد لي من السفر إلى أوروبا أو أمريكا لعلّهم ينقذون شبابي.
وأنا رجل فقير الحال، متزوج ولي أطفال لا أكاد أجد ما أطعمهم، فمن أين لي ما أنفقه على علاجي في أوروبا؟
وأنا كما ترى موظف تابع لوزارة الصحة وقد تقدمت إليها لتسعفني بالعلاج في أوروبا أو أمريكا فحسنات حكومتي ومليكي من هذا النوع لا يحصيها العدد، وعطف وزير الصحة لا ينكره أحد ولكن سوء حظي تركني إلى ما ترى.
قلت: وما يمنعك أن تتقدم بطلب رسمي إلى وزارة الصحة؟
قال: لقد فعلتُ وفعلتُ ومضتْ أوراقي إلى الهيئة الطبية العليا في الرياض، فقررت إرسالي للعلاج في القاهرة، فسافرت إليها في عام 80 فلم يفدني علاج القاهرة، فاستأنفت الاسترحام وانتهت الأوراق إلى الهيئة الطبية العليا، فقررت إرسالي إلى بيروت فسافرت إليها عام 84 ولكني عدت منها كما ذهبت.
إن علاجي كما فهمت لا ينفع في غير مستشفيات أوروبا، وأنا كما تراني فقير الحال فإذا لم تدركني شفقة الوزير فسأبقى معذباً طول حياتي.
قال هذا وهو يبسط أمامي صوراً من التقارير الطبيّة التي يحتفظ بها ونظرت فإذا فيها: "محمد نور عبد الله" هندي، مصاب بالتباس ظهري متقدم نحو الشلل العام.
إنه يستغيث بمثلي ولست إلاّ صحفياً لا أملك إلاّ هذا القلم الذي يرتعش في يدي.
فهل لي أن أتوجه إلى معالي وزير الصحة وهو محط أنظار هذا البائس المتهالك.
هل لي أن أستثير شفقته ليتفضل فيشمله بها؟
إن كلمة واحدة يأمر فيها بترحيله إلى أوروبا ليعالج في مستشفياتها ربما كانت كافية لإنقاذ هذا الشاب رحمة به وبزوجه وأطفالهما.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :689  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 4 من 92
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل