فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
((كلمة سعادة الدكتور فواز بن علي الدهاس)) عندما أتحدث عن سعادة الأخ العزيز والزميل الأثير الأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة. فإنني لا أستطيع أن أعبر عن ما أكنهُ له من صدق المحبة وعمق المشاعر الأخوية التي أكتنزها له في داخلي وهو بذلك عليم لقد عرفتُ سعادته منذ ما يزيد على عشرين عاماً زاملته حينئذ في قسم التاريخ الإسلامي بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى وكنتُ قبل أن أسعد بمعرفته قد خططت خلال رئاستي للقسم أن أعمل على تنويع المدارس التاريخية بالقسم فلا نقتصر على بلد معين وقد وفقت في ذلك عندما أقنعت المسؤولين في الكلية بهذه الفكرة فكان تطعيم القسم بعناصره جادة ومتميزة من الأخوة المصريين والسودانيين والفلسطينيين والتونسيين وكم كانت سعادتي أن يكون الأستاذ الدكتور الهيلة هو أول تونسي يعمل في جامعة أم القرى وكم كانت سعادتي أيضاً عندما جلست إليه فوجدت فيه موسوعة تاريخية وتطور الأمر إلى أن أصبح ما بيننا علاقة صداقة ومحبة امتدت لتشمل عائلتينا فكانت الزيارات العائلية المتبادلة سواء في منزلي أو في منزله في الخريق قريباً من ثنية كداء. لقد آنست به وآنس بي طالما تحدثنا عن الهم المكي والتاريخ المكي وشرفت بمشاركته في مناقشة بعض الرسائل العلمية فكنت أجد فيه حباً جامحاً لما هو حجازي لا سيما ما يتعلق بالحرمين الشريفين وكم كنت أقول له إنك تونسي النشأة حجازي الهوى فيسعد لذلك أيما سعادة. لقد أهداني سعادته كتابين مهمين للشيخ الإمام الذهبي هما: 1- معجم الشيوخ وأرخ إهداءه لي في (8/2/1409هـ). 2- المعجم المختص بالمحدثين في (5/5/1409هـ). ثم خصني بكتابه القيّم وموسوعته التاريخية والأرشيف العام للتاريخ المكي الذي أسماه التاريخ والمؤرخون بمكة من القرن (3/13هـ) في تاريخ مكة. يقول سعادته عن مناهج الكتابة التاريخية عند المسلمين: وبرز من خلالها ملامح المدارس التاريخية المصرية والشامية والعراقية والأندلسية.. الخ بينما أغفلت المدرسة المكية رغم غزارة ما ألف عنها. إن كل قرن من هذه القرون من الثالث الهجري إلى الثالث عشر منه يمثل مؤرخوه مدرسة متميزة بمنهجها يتطور مع تطور الزمن ويتأثر بجوانب الحياة المختلفة السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية. فمكة المكرمة لها دور القيادي في السياسة خلال هذه الحقب التاريخية المتلاحقة يحتاج إلى تفصيل لا يسمح به المقام ضمنته كتيب لي أسميته: الدور القيادي لمكة المكرمة في العصر الأموي. وهو سلسلة لما يتبعه من عصور إن شاء الله. أقول لقد وضع سعادة ضيفنا المحتفى به الأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة. الأسس العلمية لهذه المدرسة وأعني بها المدرسة المنهجية للتاريخ المكي عند مؤرخي مكة وذلك لما احتواه مؤلفه هذا بل إنه وجه تلامذته للإسهام في هذا الجانب فقدمت رسالة دكتوراه بعنوان: 1- النجم عمر بن فهد مؤرخاً. 2- مناهج المكيين في القرن العاشر الهجري. 3- المنهج التاريخي لمؤرخ مكة المكرمة في القرن الحادي عشر. والله أسأل أن يثيبه على ما قدم لمكة تاريخها خير الجزاء وأن يجعل ذلك في موازين حسناته. شكراً جزيلاً سعادة الدكتور وقبل أن نعطي الكلمة لضيف الاثنينية، نود أن نسمع من الدكتورة لمياء شافعي، وهي تمثل الطرف الآخر من تلامذة العلامة المؤرخ الفقيه المحقق، الأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة، فلتشنف أسماعنا بحديثها عن الأستاذ الضيف وشكراً.
طباعة تعليق  القراءات :572  التعليقات :0
صفحة 167 من 223

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج