((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
|
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين، وصحابته الميامين. |
السيدات الفضليات |
الأساتذة الكرام |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
يطيب لي في هذه الأمسية أن نحتفي معاً بالسيدة الفاضلة الأديبة، والناقدة، وصاحبة "دار النخبة للتأليف والترجمة والنشر"، الأستاذة غريد يوسف الشيخ محمد، التي نسعد بحضورها من بيروت خصيصاً لتلبية دعوة "الاثنينية" لنتعرف على مشروعها الثقافي الذي تحمله هاجساً، وترعاه مولوداً إبداعياً شب عن الطوق، وعانق المكتبات في مختلف الدول العربية. |
وفي ذات الوقت أعزي أنفسنا والمثقفين عامة بفقد الروائي الكبير الأستاذ الطيب صالح "رحمه الله"، الذي شرفت "الاثنينية" بتكريمه بتاريخ 6/6/1413هـ الموافق 30/11/1992م، فقد كان مثالاً للإبداع المحلي الذي ينطلق نحو العالمية بكل ثقة.. تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنانه. |
فارسة أمسيتنا أديبة متعددة المواهب، كتبت في أدب الطفل، ولديها رؤى محددة في هذا المجال الخصب، تنطلق أولاً من وجود الهدف، والفكرة، والغاية التي تؤطر هذا الفن، فالطفل من المهد حتى المراهقة المبكرة يمر بعدة مراحل تبدأ من شغفه بالقصة الشفهية، وصولاً إلى المكتوبة بأسلوب سهل ممتنع، يجمع بين التشويق، والغموض، والمغزى، والقيم التي يود الكاتب غرسها في النشء.. ويزاحم هذه القصص ما تبثه الفضائيات من أفلام رسوم متحركة تشد الصغار ساعات طوال، وتحمل دون شك مضامين عميقة تتجذر في وجدانهم تدريجياً وفق استراتيجيات مدروسة.. ويواكب ذلك أيضاً الكثير من الألعاب الإلكترونية التي لا تخلو من أهداف لا تخفى على الدارس والمختص. |
ولضيفتنا الكريمة باع طويل في تخصصها الأكاديمي في مجال تحقيق التراث، وقد أنجزت الكثير من الأعمال بأسلوب مزدوج، يجمع بين التشويق الأدبي والصرامة الأكاديمية، فقد طرحت سلسلة "أيام معهم" تناولت فيها حياة شعراء كبار منهم: جرير، ونزار قباني، ومحمد الفيتوري، ومعالي الدكتور عبد العزيز محي الدين خوجه. |
في مسيرة ضيفتنا الكريمة نلاحظ جانباً إبداعياً مهماً كان حكراً على الرجال إلى عهد قريب، فقد ظل تقديم المعاجم عملاً ذكورياً إلى حد كبير حسب علمي.. إلى أن طرقت ضيفتنا الكريمة هذا الباب وتمكنت من إنجاز سلسلة من المعاجم التي شكلت إضافة قيمة للمكتبة العربية، ومعيناً طيباً ينهل منه طلاب العلم والمختصون على حد سواء.. وأسهمت بنصيب مقدر في سد ثغرة نأمل أن تتضافر الجهود لتغطيتها من مختلف الزوايا.. وضيفة أمسيتنا ما زالت تبدع كل يوم لتتحفنا بمعجم "أشعار العشق في كتب التراث العربي" الأمر الذي تطلب منها قراءة آلاف الأبيات الشعرية عبر حقب زمنية متفاوتة، والخوض في كثير من المخطوطات لاستخلاص ما تصبو إليه.. وهو عمل شاق للفرد، ويدخل في صميم أعمال المؤسسات الثقافية، غير أن ضيفتنا بما أوتيت من عزيمة وحب لعملها قادرة إن شاء الله على تحقيق غايتها. |
أما قصتها مع دار النشر فإنها "موال" طويل وحزين.. فهي حدوتة تتجاذب أطرافها نوازع شتى، نجد "للمبدع" شجونه وآلامه الخاصة، و "لصاحب دار النشر" أعذاره والتزاماته، و "للرقيب" صولاته وجولاته، و "لمؤسسات التوزيع" سطوتها وجبروتها وشروطها.. و "الكتاب والقارئ" بين هؤلاء حملان وديعان في أرض مُسبِعة، نام عنهما من نام، فتولت السباع رعايتهما.. وأعتقد أن الحال سيبقى على ما هو عليه، وإن لاحت في الأفق تباشير كسر هذه الحلقة بواسطة النشر الإلكتروني الذي يحمل لواءه موقع "قوقل" رغم المحاذير التي تحيط به، إلا إنه قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح، وكل يغني على ليلاه، أو يردد: "أنا ومن بعدي الطوفان"!! |
هذا هو عالم ضيفتنا الكريمة بكل تجاذباته وتحدياته، عالم مليئ بالمنحنيات الصعبة، والإشارات المتناقضة، إنها تقود جهودها في طريق لا يخلو من مرارات، وضنى، وشوق، وآهات.. لكنها حتماً تجد في البحث والتقصي والإنجاز متعة قد تعوضها عن جميع التشوهات التي تعترضها.. فأهلاً وسهلاً بها متمترسة بأكثر من حلم يمنحها القوة، والصبر، والعزيمة، لتمضي قدماً في تحقيق مشاريعها الإبداعية، والأكاديمية، والعملية.. إنها تعيش منظومة عطاء وتحديات. سعداء بهذا التواصل الخير.. داعين لضيفتنا الكريمة بالتوفيق والسداد.. ويطيب لي أن أترك الميكرفون للسيدة الفاضلة الأستاذة منيرة صالح العكاس، مشرفة الحوار الوطني بمنطقة مكة المكرمة، لترعى هذه الأمسية مشكورة. |
آملاً أن نلتقي الأسبوع القادم في أمسية مميزة ضمن إطار "قراءة في كتاب" لتناول العمل الإبداعي الأخير للأديب والصحفي المعروف والمفكر الدكتور عبد الله مناع، الموسوم "بعض الأيام.. بعض الليالي" الصادر عن دار المرسى للنشر والتوزيع 1430هـ/2009م.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم وبكل من يتعامل مع الكلمة. |
والسلام عليكم ورحمة الله،،، |
الأستاذة منيرة العكاس: شكراً لسعادتكم هذا الإطراء الرائع، نقدم ضيفتنا الأديبة غريد الشيخ، عاشقة الجمال والحب والتي كتبت أحلى كلمة قيلت في الجمال والحب والحكمة، فلتتفضل بنت الشام عند أهلها وذويها مرحب بها بين مجموع السيدات والسادة. |
|