شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رجل ولا كل الرجال (1)
بقلم: عبد الرحمن عمر خياط
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه وبعد السلام عليكم السادة الحضور والسيدات ورحمة الله وبركاته/والشكر الجم للجامعة الموقرة في شخص معالي مديرها العام وسعادة الوكلاء ورجالها المكرمين الأفذاذ في سلسلة تكريم الرموز من الرجال بارك الله جهودهم ووفقهم.. قال تعالى وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ (الإسراء: 70) ثم أن التكريم من مبادآت سيدنا عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله عنه (وذكر الخالدين وهم رفات.. مسارٌ للخلود بكل سهم) وفي هذه الأمسية المباركة أهل مكة على موعد لتكريم الرجل المكي الإنسان الأديب الراحل الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه رحمه الله المولود بهذا البلد الأمين عام 1324هـ الذي درس الابتدائية بمكة ثم التحق بالفلاح ولازم بعض المشائخ بحلقات الحرم المكي الشريف المباركة. وجوَّد الخط والحساب والإملاء بمكتب الشيخ/إبراهيم خلوصي الحلواني بباب الزيادة، ويعتبر بحق ممن شاركوا في إثراء الساحة الأدبية في الفترة التي عاشها.. ولبى نداء ربه عام 1360هـ راضياً مرضياً وهو في السادسة والثلاثين، عاش كريماً عزيزاً عف النفس نقي السريرة نظيف اليد ومات كريماً تاركاً لمكة آثاراً تذكر فتشكر.. استأذنت في المساهمة كلمة (على قدر حالي عن جزء من حياة المحتفى به رحمه الله) معترفاً بقلة البضاعة وقصر الباع.. وللتاريخ أرصد قصة أول نظام للمطابع والمطبوعات سمعتها من معالي الشيخ يوسف يس بدكان العم الشيخ سعيد أبو عرب هاشم رحمهما الله بباب الزيادة (وكنت أحضر لهم الشاي وأقدمه ولا أرى في ذلك غضاضة بل بكل فرح خلاصتها أن جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وافق معالي الشيخ يوسف يس على استقدام خبراء من سوريا الشقيقة لوضع الأنظمة التي تسيِّر الأعمال، ووصل الخبراء الخمسة عام 1364هـ برئاسة الخبير الأستاذ/خيري عبد الهادي.. ومن قبل.. وبالتحديد في الفترة التي كان فيها الأستاذ محمد سعيد رحمه الله مديراً للمطبعة.. استأذن سعادته معالي الشيخ يوسف يس في إعداد مسودة لنظام المطابع والمطبوعات.. وبوفاته عام 1360هـ بقي الملف حبيس الأدراج.. وكان أحد زملائه (خير حلفاوي) رحمه الله على علم بذلك.. ولما وصل الخبراء بحث خير حلفاوي عن الملف فوجده، فسلمه إلى معالي الشيخ يوسف يس لعرضه على الخبراء فقد يكون فيه ما يفيد، وسلم معالي الشيخ يوسف الملف لرئيس الخبراء، وأطلعوا عليه وأعجبوا بما ورد فيه ورغبوا مواجهة محرره فأخبروا بوفاته قبل أربع سنوات فترحموا عليه وقالوا إنه نظام جيد ومتكامل وأقروه كما هو نظاماً للمطابع والمطبوعات. وقال سعادة رئيس الخبراء أن راعي الدار أدرى بالذي فيه وبما يصلح له. وهذه المنقبة تضاف إلى إصداره في عام 1355هـ بمشاركة معالي الأستاذ عبد الله عمر بالخير كتاب (وحي الصحراء) الذي جمعا فيه ثلة من أدباء الرعيل الأول من السعوديين (في الحجاز) وكان إصداره بمثابة نقلة حضارية أحدثت صدى واسعاً في ذلك الوقت لدى الأدباء وكانت تدور في مخيلته مشاريع كثيرة في مقدمتها إنشاء مطابع متطورة على غرار المطابع الأميرية بالقاهرة.. بإمكانات يمكن إذا توفرت طباعة المصحف الشريف بمكة المكرمة، ومنحت المطبعة أرضاً كبيرة بحي الزاهر، وفي عام 1357هـ وفق في إرسال بعثتين إلى مصر لدراسة فن الطباعة والتجليد ومعمل الطوابع والزنكوغراف.. ويعتبر رحمه الله من المخضرمين (تركي هاشمي سعودي) وهو أول من نادى بالكشف الطبي على الزوجين، وفي طليعة الروّاد الذين أيقظوا جذوة الأدب في الحجاز بعزيمة الشباب وحكمة الشيوخ. ولكن المرض داهمه والأجل وافاه.
والموت نقاد على كفه
جواهر يختار منها الجياد
فقدناه والآمال ترجوا بقاءه
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر..
ويقول السيد الجليل العلامة الحبيب عمر حامد الجيلاني (إنكم يا أهل مكة بخير ولا تزالون في خير وأنه لا بد وأن يظهر في كل عائلة من يحيي ويجدد اسم العائلة).. وتحققت من هذه المقولة الكريمة في عدة عوائل مكية -وبالنسبة للمحتفى به رحمه الله فهذا الشبل/عبد المقصود من ذاك الأسد.. فهو من 25 عاماً يكرم الرجال المبرزين وينشر المعرفة ويعتبر الرجل المميز الذي يستحق كل تقدير وتكريم واحترام وندعوا الله أن يبارك في عمره وفي وقته.. كما بورك للإمام النووي نفع الله بعلومه الذي زادت مؤلفاته على الستين.. وتوفي قبل الأربعين، والشاعر أبو القاسم الشابي توفي قبل الثلاثين وله قصائد تنبض شفافية وإحساساً ورقة. وختاماً أرفع الدعاء إلى الله لمحمد سعيد بالرحمة، ولابنه ابن مكة البار المكي للنخاع الحجازي للركب الأستاذ الأديب عبد المقصود عمراً مديداً في صحة ويسر وأن يديم النفع به كما نفع بالأصل وأكثر إن شاء الله.
وهذه الكلمة كنت قدمتها لسعادة الأستاذ د. محمود حسن زيني قبل بدء الجلسة مساء الأحد 9-10/4/27 وأوعدني بخمس دقائق، ولضيق الوقت وإشارة معالي مدير عام الجامعة لمقرر الجلسة كان الاعتذار الذي لم يكن لي بد من قبوله. وللتاريخ أنشرها والله من وراء القصد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :306  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 147 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.