شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الأديب الأستاذ أحمد السباعي (1)
من حوار أجراه معه: مندوب مجلة (الفيصل)
- كيف تم اختيارك رئيساً لتحرير جريدة (( صوت الحجاز )) ؟
بعد أن ترك الأستاذ العامودي صوت الحجاز، أخذ صالح نصيف يبحث عن محرر فأشار إليه المرحوم الأستاذ الشاعر فؤاد شاكر بأن هناك شخصاً لديه ميول أدبية وهو شبه مجهول واسمه أحمد السباعي. وكان الأستاذ فؤاد شاكر آنذاك يعيش أغلب وقته في مصر، حيث يصدر صحيفة اسمها ((الحرم)) وتأتي في موسم الحج. وقد كنت أنشر في هذه الصحيفة سلسلة مقالات بعنوان ((الحسين)) بتوقيع (س). وأشار الأستاذ شاكر على محمد نصيف بأنه نظراً لأنني شبه مغمور فلا داعي لوضع اسمي في الصحيفة.. بل أقوم بالتحرير مؤقتاً حتى يتم العثور على رئيس التحرير..
كنت لا أزال وقتها مدرساً في المدرسة، فعملت محرراً في المساء فترة من الزمن، ثم بدأ في الجو ما يعكر صفو العلاقة بين الشيخ محمد نصيف ومديرية الخارجية آنذاك بسبب اضطرار الخارجية (وكان مديرها فؤاد حمزة، ويعمل معه الشيخ يوسف ياسين) للتقليل من حجم المعونة التي تمنح للشيخ نصيف لإصدار الجريدة بسبب ضعف موارد الدولة آنذاك.. مما اضطر الشيخ يوسف إلى طلب سحب امتياز إصدار (صوت الحجاز) المعطى للشيخ نصيف، فما كان من مديرية الخارجية إلاَّ أن طلبت إلى الشيخ محمد سرور مدير المالية آنذاك أن يؤسس شركة للطبع والنشر ويصدر عنها جريدة ((صوت الحجاز)) بعد أن ينقل إليه امتيازها.. وتأسست الشركة من ثلاثتهم مع شخص رابع أو خامس وأظنه عبد الوهاب آشي..
حينما انتقل الامتياز تم الاتفاق على أن أترك العمل.. إلاَّ أنه كانت لي بعض الحقوق المادية لدى الشيخ صالح نصيف اختلفنا عليها، فلجأت إلى السيد صالح شطا أحد أعيان مكة مثله مثل الشيخ صالح نصيف.. وطلبت إليه الرأي، فوجدت الصبان في مجلس السيد شطا، وحين سمع الصبان بالأمر طلب إليَّ أن أتسامح معه، وأن أعمل مع الشركة كمدير لإدارة الجريدة، وسوف يبحث عن رئيس تحرير.
وفي اليوم الثاني اتصل المرحوم حمزة شحاته (وكان سكرتيراً للشيخ الصبان) بالمرحوم محمد سعيد عبد المقصود (صديق العمر) وطلب إليه أن يتصل بي لمقابلته. والأستاذ محمد سعيد عبد المقصود كان يلازمني كثيراً، وكنا نركب الدراجات ونحن نتفسح في العصريات، كما كنا نتناقش في الأدب وفي اللغة، ورغم أنه بدأ متوسط العلم والأدب، إلاَّ أنه ما لبث أن اطلع وقرأ بشكل واسع حتى غدا رئيس الأدباء تقريباً في ذلك الوقت.
وقد أخبرني حمزة شحاته أن الصبان يريد أن يسند رئاسة تحرير ((صوت الحجاز)) إلى الآشي والفقي والعواد على أن أقوم أنا بمساعدتهم، إلى جانب مسؤوليتي في الإدارة، وأنه خصَّص لي مرتباً هو خمسون ريالاً في الشهر، على أن أترك التدريس، ويتقاضى كل من الثلاثة ثلاثين ريالاً؛ ولكن لم تنشر أسماؤهم في الصحيفة.. وإنما ذكر في الصفحة الأولى: يحررها ((نخبة من الشبان))، وظل كل منهم يشرف على عدد واحد بالتناوب وأنا أساعدهم في الأخبار المحلية، وبعض المقالات.
وكانت علاقتي بمحمد سعيد عبد المقصود علاقة قديمة بدأت في ((المدرسة الراقية)) كنَّا في فصل واحد، ثم باعدت الأيام بيننا حين ترك كل منا الدراسة قبل أن يكملها، إلاَّ أنه بعد عدة سنوات افتتح في أجياد معهد سمي ((المعهد الإسلامي)) كان الغرض منه إعطاء دروس ليلية لمن يحتاج إلى ثقافة أعلى. سجلت اسمي.. فصادف وجودنا أنا وعبد المقصود في صف واحد، وعلى مقعد واحد فتذكرنا الأيام الخالية، ثم خرجنا سوياً من المعهد، وذهبنا إلى المقهى وشربنا الشاي، ثم تواعدنا على أن نجتمع عصر كل يوم.. فجاء في عصر اليوم الثاني وخرجنا للنزهة حتى ما بعد المغرب، وظللنا على هذا المنوال مدة طويلة. ثم فرقت الأيام بيننا.. فقد عيّن كاتباً لدى السيد رشدي ملحس رئيس تحرير صحيفة (أم القرى) ومدير مطبعتها بمكة المكرمة، بينما عُينت أنا أستاذاً في المدرسة، فما عادت الأيام تجمع بيننا إلاَّ في النادر، ثم عملت في ((صوت الحجاز)) محرراً مع الشيخ محمد صالح نصيف، وبعد أن انتقلت ملكية الصحيفة -كما ذكرت آنفاً- إلى شركة الطبع والنشر برئاسة محمد سرور الصبان وتم تعييني مديراً للجريدة، إلى جانب عملي محرراً مساعداً للنخبة التي كانت مسؤولة عن التحرير (محمد حسن عواد -عبد الوهاب آشي -محمد حسن فقي) ثم جاء بعدهم المرحوم أحمد قنديل رئيساً للتحرير، ثم أسندت إليَّ بعده رئاسة التحرير إلى جانب إدارة الجريدة.. وعن طريق الصحافة عادت العلاقة بيني وبين محمد سعيد عبد المقصود من جديد.
وحي الصحراء:
- هل كان للأستاذ محمد سعيد عبد المقصود ميول أدبية أو صحفية حين تعرفت عليه؟
أول ما تعرفت عليه لا أذكر أنه كان له ميل أدبي.. بل ولا حتى ميل للقراءة الأدبية، وأعطيته مرة كتاباً أدبياً لجبران خليل جبران لقراءته فاستساغ الكتاب وقرأه بإمعان، وبدأ كما يبدو لي يعشق هذا اللون من القراءة، ثم أعطيته كتاباً آخر، ثم آخر.. وهكذا..
وأذكر أنه تدرج في القراءة حتى أصبح في يوم من الأيام كاتباً في جريدة ((أم القرى))، الجريدة الرسمية الأسبوعية التي كان عليها أن لا تتخطى الرسميات، رغم أنه لم يكمل دراسته، بل عندما سافر السيد رشدي ملحس رئيس تحرير ((أم القرى)) إلى الرياض للالتحاق بالسيد يوسف ياسين في المكتب السياسي، أوكل أمر تحرير الجريدة إلى محمد سعيد عبد المقصود، على أن يشرف عليه السيد فؤاد حمزة بمديرية الخارجية، لأن الإشراف العام على الجريدة كان من قبل (قلم المطبوعات، التابع لمديرية الخارجية آنذاك).
بدأ الرجل بعد هذا يفتح المجال في جريدة ((أم القرى)) لغير المواد الرسمية من مقالات أدبية، وشرع يكتب باسم مستعار وهو: ((غربال)).. يكتب موضوعات اجتماعية، وأكثر ما كان يكتب عن نفسه وتربيته، وكيف نشأ.. ثم تدرج حتى أصبح في يوم من الأيام أنشط الأدباء، وكنا نجتمع في داره، وهو الذي اقترح إصدار كتاب أدبي باسم أدباء الحجاز تحت عنوان ((وحي الصحراء))، وكنا نجتمع من أجل هذا في بيته، وهو الذي كتب إلى جميع الأدباء في المملكة، وتلقى منهم المقالات العديدة، ومقالتين أو أكثر مني، فشكلت لجنة من أربعة أشخاص للنظر فيما يصلح من تلك المقالات.
- هل تذكر من هم أعضاء اللجنة؟
أذكر أن الأعضاء: هو، وأنا وعبد السلام داغستاني (لا ليس داغستاني).
- طبعاً تقصد المرحوم عبد السلام الساسي؟
لا.. عبد السلام الساسي كان أحد الأدباء الذين كنا نسميهم الناشئة.. مثله مثل: حسين عرب، عبد الله عريف، وحسين خزندار، من أجل ذلك غضب بعض الناشئة ومنهم الساسي لأنهم لم يضموا إلى كتاب ((وحي الصحراء)) فأصدروا كتاباً مستقلاً باسمهم.. ربما كان اسم الكتاب ((الناشئة)) أو اسماً كهذا.
- يبدو أنك نسيت العضوين الآخرين في لجنة النظر في المقالات التي ظهرت في كتاب (( وحي الصحراء )) .. إذن ما هو دور معالي الأستاذ الشاعر عبد الله بلخير في هذا الكتاب، ونذكر أن له دوراً، وأن هناك علاقة صداقة متينة تربطه بالأستاذ محمد سعيد عبد المقصود من جهة، وتربطه بك من جهة أخرى؟
كان الأستاذ عبد الله بلخير صديقاً للأستاذ محمد سعيد عبد المقصود، وحين أكملت اللجنة اختيار المقالات مما وصل إليها من الأدباء.. وسلمناها لمحمد سعيد عبد المقصود كان عليه أن يرتبها وينظمها فاستعان بالأستاذ بلخير الذي كان لا يزال طالباً في مدرسة الفلاح، وكان شاعرنا.. له شعر ممتاز، وكان شديد الصلة بالأخ محمد سعيد عبد المقصود، فاستعان الأخير به، ورتبا كتاب ((وحي الصحراء)) معاً، ثم أرسل محمد سعيد عبد المقصود خوجه الكتاب ليطبع في القاهرة على نفقته الخاصة.. بعد أن عرض علينا مشاركته في نفقة الطبع، أو يطبعه ويبيعه لحسابه، فأجبناه بأن يقوم بطباعته وبيعه لحسابه.
ويؤسفني أنه كانت لدي نسخة منه، لا أدري من استعارها مني ولم يعدها إليَّ حتى اليوم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :454  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 128 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأربعون

[( شعر ): 2000]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج