شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((عكاظ)) ترافق ((بابا طاهر)) (1) في يوم الإجازة (2)
أجرى الحوار: أيمن حبيب
- كم يبلغ أول مرتب حصلتم عليه؟
كان راتباً مؤقتاً وأعتقد بأنه 300 قرش في الشهر، لكن الراتب الرسمي الذي يعتبر في مسلسل الكادر الوظيفي وهو مرتب طاهر عبد الرحمن الملاوي المراسل في المطبعة الأميرية والمضحك أنني كنت آخذ راتب مراسل والعمل كاتب.
- لماذا؟
لأنه لا توجد وظيفة وعيب عليَّ كمتخرج في مدرسة الفلاح وأرى نفسي -أبو عرام- ومحمد سعيد عبد المقصود رحمه الله قال يجب أن تعينوا الكاتب طاهر عبد الرحمن الملاوي في وظيفة (فراش) وهذا أول عمل باشرته تقريباً.
- ما هي طبيعة العمل الذي كنت تقوم به في المطبعة؟
الحقيقة أن محمد سعيد عبد المقصود صنع مني الرجل الجيد والإنسان العملي فعلاً، وكنت أعمل مصححاً ومأموراً للمستودع ومقيداً للوارد والصادر، -كلها مع بعض- ولا أشعر أبداً بأي تعب أو إرهاق، وجزاه الله خيراً. ولقد قلت لعبد المقصود خوجه: لقد أكرمني أبوك في أول عمري وأكرمتني أنت في نهاية العمر -لأنني كنت محل عطفه الكبير ورعايته خلال الأيام التي قضيتها في لندن وكانت كلها برعاية عبد المقصود خوجه شخصياً وكان يهتم بي أكثر من كل أصدقائي على الرغم من أن مرضي الأخير أشعرني بوجودي ومركزي في الحياة الاجتماعية.
- بابا طاهر.. هل استمريتم في حياتكم العملية في المطبعة فترة زمنية طويلة؟
عملي في المطبعة كان على فترتين، الفترة الأولى كانت تلك التي اشتغلت فيها مع محمد سعيد عبد المقصود براتب فراش اضطريت فيها لأن أسافر للمدينة المنورة لكي أتزوج وتركت العمل بالمطبعة وأنا نادم عليه خصوصاً وأنني أستحق لقب أول من صحح بروفات في المملكة العربية السعودية لجريدة ((أم القرى)) وهي الجريدة الرسمية.
- هل كان يغضب منكم؟
لا بالعكس، والميزة في الناس الذين يوجهون الإنسان أنهم كانوا على جانب كبير من الاحتمال لأنني إذا كنت لا أحتمل أخطاء إنسان أنا أوجهه فمعنى ذلك أن توجيهي له لن تكون له قيمة.. وكان يغضب -تقريباً- ولكن ليس الغضب المثير، لأننا كنا نحن مجموعة من الشباب حوله وقد اختارنا اختياراً دقيقاً جداً، أنا، وعبد الله عريف، وحسين خزندار، وأحمد مصطفى كمال باتوبارة، وأحمد ملائكة.. وكانت هناك نخبة كبيرة جداً من خيرة الشباب الذين تخرجوا من المدارس في تلك الأيام وكان يشجعنا ويوجهنا التوجيه الصحيح، وقد كان موفقاً فعلاً في توجيهنا.
- وكيف كانت العلاقة بينكم كشباب في ذلك الوقت؟
كنا على تفاهم عجيب جداً، فقد كنا نعيش في المطبعة حول سعيد كأسرة واحدة.
- هل اكتشف فيكم الجوانب الفكرية والأدبية والشعرية؟
هذا هو الذي جذبنا إليه، والمطبعة كانت عبارة عن نادٍ أدبي، ومن روَّاد هذا النادي أذكر عبد السلام عمر وعزيز ضياء وحمزة شحاته وأحمد العربي وأحمد قنديل، وكان هؤلاء يذهبون وهؤلاء يأتون.
- نعود لذكرياتكم مرة أخرى، وأود أن أعرف الفترة التي قضيتموها في المدينة المنورة، ولماذا تركتموها إلى مكة؟
ثلاث سنوات أمضيتها في المدينة، وسبب العودة إلى مكة حماقات صبيانية، وكان بعض زملائي يقول لي بأن الناس يذهبون إلى مكة ليبحثوا عن وظيفة وأنت تيجي هنا تشتغل، وقررت السفر والعودة إلى مكة.
- ما هي طبيعة العمل الذي مارستموه بعد العودة؟
لقد استدعاني محمد سعيد لبيته وعرض علي العمل وعدت مرة أخرى إلى المطبعة.
- وما هو العمل الذي التحقتم به؟
لا أدري بالضبط، إنما رجعت كمحرر بأم القرى.
- يعني بدأتم تنتقلون إلى الممارسة الفكرية أو الصحفية؟
نعم.. وعندما حضرت كنت متحمساً على أساس أنني بدأت أقرأ جيداً، وكان رشدي ملحس ومحمد سعيد يتركان لي فرصة لكي أبوّب البريد، فكان البريد يأتي في مبادلة الجرائد في زنبيل، فيه الكواكب والبلاغ والأيام والأهرام.. الخ، فأجلس لكي أرتب هذا وأنسى مهمتي وأظل أقرأ في الجرائد فيتركانني لقراءتها، ولا أشعر بنفسي إلاَّ وقد أمضيت 3-4 ساعات في القراءة!
- وطبعاً استفدتم من هذه العملية؟
لقد استفدت كثيراً جداً بالطبع، وكان أيامها الأخ محمد سعيد عبد المقصود متحمساً لإصدار كتاب ((وحي الصحراء)) فكلفني وحسين خزندار رحمه الله لتبييض الكتاب، وكتبت أنا مقالات كما كتب حسين خزندار أيضاً، ولكن من أحسن النصائح التي تقبلتها من الأستاذ حمزة شحاته رحمه الله أنه قال لي: أنا أعتقد بأنه بدري عليك وأرجو أن تدع مقالاتك.. فقلت: لماذا لا تقبلوا مقالاتي كما قبلتم مقالات خزندار، فقال: أنا أُفضِّل، وأقترح عليك ألاَّ تكتب، فقلت له: حاضر، فسحبت إنتاجي وظهر ((وحي الصحراء)) ولم يكن لي فيه أي شيء، واحتكيت في تلك الأيام بالأدباء الكبار.
- ذكرتم بأنكم أمضيتم 11 سنة في البلدية، وبعد ذلك أين قضيتم المرحلة الثانية من حياتكم (3) ؟
لقد رجعت للمطبعة ثانية.
- وما هو السبب؟
السبب هو أنني ترشحت سكرتيراً للمطبعة.
- وهل كان هذا المنصب مغرياً أكثر من منصبكم في البلدية؟
نعم.
- وكيف كان موقف الشيخ محمد سعيد من عودتكم إلى المطبعة؟
كأي طالب.. كأي إنسان يحمل مقالاً في جيبه ويذهب ليقابل رئيس التحرير ويترجاه لينشر مقاله.. فيقول له إنه لا يصلح. ثم إن رغبتي في الدراسة جعلتني أعرف أن نشاطاتي الاجتماعية لا تتفق مع نشاطاتي الثقافية. لأن المطبعة أفضل لي من الناحية الثقافية. ولم أمكث بها كثيراً لأنني انتقلت منها للمالية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :424  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج