شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لمسات
الكشف الطبي قبل الزواج (1)
بقلم: عدنان أحمد كيفي
الحديث عن طلب الكشف الطبي ليس جديداً فقد نشرت جريدة (صوت الحجاز) العدد 26 في يوم الاثنين 2 جمادى الآخرة سنة 1351هـ أي قبل أكثر من 74 عاماً وأطلعت على ذلك في كتاب أهدانيه الأستاذ حسين عاتق الغريبي من إعداده بعنوان: (المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه 1324-1326هـ) وأثناء تصفح هذا الإصدار الرائع وجدت في صفحة 432 بحثاً في الزواج يحمل عنوان: (الكشف الصحي ضروري للمتزوجين من الرجال سطرته يراع الأستاذ الأديب الأريب على النفوس طيب الذكر والسيرة والسريرة المرحوم بإذن الله محمد سعيد خوجه ولا أعتقد أن أحداً غيره قد سبقه إلى مناداته تلك. وقد عرض مبررات طلبه بشفافية بالغة وبأسلوب يلامس شغاف القلب معتمداً على الحوار المنطقي بأسلوب سلس مفهوم ويحفز على التأمل والتدبر وأعمال الفكر وتحكيم العقل والمنطق منبهاً إلى أن الفحص قد يكشف مرضاً لا يعرف عنه المريض شيئاً إلاّ بعد أن يحمل عليه بخيله ورجله. (نسأل الله السلامة والحماية) انظروا إلى العبارة الجميلة التي أوردها في صيغة دعوة تأسرك طيبة ومحبة، ومؤكداً على أن الأمر خطير جداً على النسل أيضاً. وعلينا أن ننبذ العادات القديمة التي تقع تحت لواء (فضيحة وعيب) ما دام لها أثر على صحتنا وسلامتنا وقارئ المقال يحس بأنه أمام أمثلة واقعية حية لخفة روح كاتبه أو دماثة أخلاقه، وخفة روحه، مع قدرته الفائقة في الإقناع ولنتأمل توقعاته من القرّاء حين قال: أنا أعتقد أن كثيراً من الناس -سامحهم الله- سيسخطون علي لطلبي هذا وربما قالوا عنه هذه مجاغة وما شكلها ولكن ذلك لا يهمني لأن الحاجة ماسة إليه.. متيقن.
والذي يمكن أن نطلق عليه رجع الصدى أو التغذية الراجعة (Feed Back) إن صح التعبير.
وفي برنامج صور مسموعة من إذاعة الرياض الذي يذاع يومياً في الصباح ويعاد قبل العصر من البرامج المحببة للنفس ويحمل مضامين هادفة في حوار درامي ممتع ومفيد قصير يبث في مدة زمنية لا تتجاوز ربع الساعة ويحمل بين طياته صوراً اجتماعية واقعية قوية صادقة مؤثرة مقنعة (جديدة قديمة متجددة) لا يكاد يخلو منها بيت ولا مكتب ولا شارع ولا مصلحة ولا مؤسسة ولا أي مجتمع بشري في أي مكان.
توقظ في نفوس المستمعين المشاعر النبيلة والأحاسيس الطيبة. وتدفع الملل وتحقق التفاعل والاندماج وتعمل على التفكير السليم والوصول إلى حلول مقترحة لكثير من المشاكل.
أذكر مما نبهت إليه إحدى حلقات (الصور المسموعة) أن عروساً طلبت من أبيها أن ترى خاطبها وهو يراها وهذا لا يتعارض مع آداب الإسلام فهذا اللقاء حري بأن يؤدم بينهما ثم طلبت ضرورة إجراء الكشف الطبي وهو أيضاً أمر مشروع ولا يتنافى مع الدين في حين أن الأحرى أن يطلب الخاطب ذلك حيث إن الإسلام أمر باختيار الزوجة (تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس) وينبغي إيقاع الكشف على الطرفين (الخاطب والمخطوبة) قبل الزواج.
وعندما طلب والدها ذلك من الخاطب اعترض متعذراً بأن طلبات العروس كثيرة ومن عاف أوله عاف تاليه وتبين مع مرور الأيام أن الخاطب من ربع المخدرات ولو وافق على الكشف لافتضح أمره.
ترى كم من القصص المشابهة التي وقعت وتكررت وكانت واقعية مطابقة إلى حد بعيد مع الواقع في حياة بعض الأسر؟
ومن سيدفع الثمن بعد معرفة أمر (عريس الغفلة) ويكون قد اقترن بها وخلف منها؟
وهل ينفع الخلع أو طلب الطلاق لحل مشكلاته وما ينجم عنهما؟
والمسألة كانت في أولها بسيطة ويمكن تحاشيها بإجراء كشف طبي وكم تساوي قيمة الكشف والتحليل مع ما ستغرمه الأسرتان من مال وجهد ووقت ودم ووجع دماغ وضياع وتشرد أفرادها وتعرضهم لكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية والجسدية بالإضافة إلى الفرقة والعداء والتشتت وما ستغرمه الدولة في مواجهة ومعالجة تلك الإفرازات؟
ولنفي الحرج من قبل أهل الزوجين في طلب الكشف أن يعمم على كل مأذون شرعي ألاّ يعقد إلاّ بموجب نتيجة الفحص الطبي لتجنب كثير من المشاكل وأن يعلن ذلك في وسائل الإعلام والاتصال كافة. أخاف فقط أن يُستجاب لهذا المطلب بعد 70 سنة أخرى.
والله المستعان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :359  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 123 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.