شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إحقاقاً لحق محمد سعيد خوجه يرحمه اللَّه (1)
بقلم: عبد الرحمن عمر خياط
أستاذي الأديب الكبير راعي الأدب والأدباء عبد المقصود محمد سعيد خوجه لا يسعني وقد قرأت كما قرأ غيري مقالتكم المعنوية (ليس دفاعاً عنك يا أبي) متحدثاً عن مقال نشر لوالدك بجريدة صوت الحجاز بالعدد 26 بتاريخ 2/6/1351هـ الموافق 3/10/1932م تحت عنوان (نحن والعادات) وتكلم يرحمه الله في ذلك المقال بضرورة الكشف الصحي للمتزوجين من الرجال، وإنني يا أستاذ عبد المقصود أحد من عرف عن والدكم شيئاً قليلاً (وليتني كنت تعرفت عليه كثيراً لكنت تعلمت منه) أقصد لأن يكون عنوان مقالتي هذه (أما أنا فأدافع عن محمد سعيد خوجه يرحمه الله).. ففي الجرأة والشهامة والنبل والصدق والأمانة هناك عدة وقائع تؤيد وتؤكد أن محمد سعيد عبد المقصود يرحمه الله كان يتسم بتلك الصفات، أما عن عبقريته فإن واقعة استقدام الحكومة الخبراء من رجالات سوريا المعروفين بالمقدرة وبالمعرفة لوضع الأنظمة عام 1364هـ برئاسة الأستاذ خيري عبد الهادي يرحمه الله وقد كان محمد سعيد يرحمه الله مديراً لمطبعة الحكومة فأعدّ مسودة لنظام المطابع والمطبوعات وبواسطة الشيخ يوسف يس يرحمه الله الذي كانت له صلة طيبة، وصلت المسودة إلى الخبراء وقابلوه وبعد تلاوتها قال رئيسهم للشيخ يوسف (إذا كان يوجد في رجال المملكة مثل هذا الإنسان كلّ فيما يختص به فإنكم لا تحتاجون إلى من يضع لكم أنظمة) وأقرّ الخبراء مسودة محمد سعيد يرحمه الله وهذه القصة سمعتها من أحد الخبراء بمتجر الشيخ (سعيد هيثم راغب -المعروف بأبي عرب يرحمه الله) الذي كان وكأنه وداره بمثابة محطة لهؤلاء الرجال لا يغيبون عنه وإن طالت غيبتهم لظروف الأعمال المكلفين بها فيوم الجمعة لا بد من حضورهم للغداء على مائدته، ومما يذكر عن وفاء مستشاري جلالة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه صديقهم الشيخ سعيد هيثم أبو عرب عندما دعاهم لحضور وليمة زواج ابنه الأكبر (عرب) في داره بالشامية بجبل الترك -ولا وسيلة لطلوع السيارة إلى داره في ذلك الوقت.. وكان أبو عرب يركب الحمار من دكانه بباب الزيادة إلى داره بالجبل -ومن داره بالجبل إلى الدكان بالشامية باب الزيادة- ووصل المستشارون إلى ربع الرسام.. وأوقفت السيارة التي كانت تقلّهم وركبوا الحمار (واحداً بعد الآخر) ووصلوا دار الشيخ سعيد أبو عرب، وهناك رحبة أمام داره كان احتفال الرجال فيها بلعبة السيف والورقة والصولجان وكانت ليلة أنس وفرح، وبمناسبة باب الزيادة الذي كان فيه بجوار دكان الشيخ سعيد أبو عرب يرحمه الله وكان الشيخ حسين بكري قزاز يبيع العطور وجواره درجة الرباط السلطاني، ويشغل طرفان مدخله الشيخ عبد الله غازي المكي يرحمه الله (راعي أجزاء) إفادة الأنام في تاريخ البلد الحرام -الذي لا يزال محظوظاً- والرجاء في الله ثم في معالي الأستاذ د. عبد الملك بن دهيش الذي يتولى دراسته وتحقيقه بتخويل الأستاذ الدكتور عبد الوهاب إبراهيم أبو سليمان (من ورثة الشيخ عبد الله غازي يرحمه الله) ومعالي الأستاذ د. الشيخ عبد الملك وسعادة الأستاذ د. عبد الوهاب حريصان كثيراً على الاستفادة من نشر المعرفة عموماً وخصوصاً إذا كانت تتعلّق بالشأن الملكي -ولا ينسى الأستاذ الكبير عبد المقصود محمد سعيد خوجه- الدور الذي يتحمله والإخفاق في سبيل نشر الكتب وإهدائها وتكريمه المميزين من المملكة ومن خارجها.. إنه مجهود ضخم وكبير وقديماً قيل (ما للحمول الثقال إلاّ ثقات الرجال) وهؤلاء منهم فجزاهم الله خيراً وشكر لهم ونشر الكتب العلمية صدقة جارية ولا يعرف قدر العلم إلاّ من سهرت عيناه في تحصيله.. وهذا قليل من كثير وغيض من فيض وجهد المقل وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وسلم ومن إليهم منسوب والحمد لله رب العالمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :307  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 122 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.