شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإعلان التجاري (1)
بقلم: حسين عاتق الغريبي
الإعلان في اللغة؛ إظهار الشيء، واصطلاحاً: النشر عن هذا الشيء وغيره في الصحف والمجلات، وهو أسلوب حضاري نشأ مع تطور الحركة الاقتصادية في العالم، وأصبح له مفاهيمه العلمية والتقنية.
وفي أوروبا وأمريكا وغيرهما من الدول الصناعية المتقدمة ارتبط ((الإعلان)) بالحركة التجارية وبحياة الناس المعيشية بعامة، وبالتالي بتقدّم الصحافة ورواجها، وقياساً لأعداد الصحف والمجلات المحلية لدينا نلاحظ أن ((الإعلان التجاري)) فيها لا يتناسب مع حجم المساحة الاقتصادية التي أخذت في الازدياد نظراً إلى تطور التنمية الوطنية في مجالاتها المتعددة.
وحيث إن انتشار الإعلان التجاري في صورته المرضية دليل على وعي التاجر بأهميته ومردوده الإيجابي على تجارته، فإن الواقع يعكس مدى ضالة الإقبال على ذلك، فهل هذا يعني جهل البعض بالجدوى الاقتصادية التي يمثلها الإعلان؟ أم أن الأمر يعود إلى حرص التاجر على الإنفاق فيما يراه هو وفق درجة الوعي لديه؟
- لا ننكر أن هناك مؤسسات تجارية وصناعية حريصة على استغلال الإعلان في الترويج لمنتجاتها، لكن هذا يأتي في حدود ضيقة قياساً بسعة المجال الاقتصادي في البلاد. فالمؤسسات والمحلات التجارية الصغيرة القائمة على أساليب قديمة في البيع والشراء تتجاهل هذا الجانب في ((فن التسويق)).
- ولا شك، أن المصلحة في انتشار الإعلان التجاري يعود على الطرفين: التاجر المُعْلن، والمطبوعة التي تنشر الإعلان، فالأول يستفيد من خلال الإقبال على منتجاته أو بضاعته المعلن عنها فيزداد بالتالي دخله المادي، أما الطرف الثاني فإنه يحصل على ما يدعم مركز المطبوعة، ويتيح لها الانتشار الأوسع، وصحفنا المحلية -كما هو معروف- تعتمد على الإعلان في تطورها الطباعي والتحريري.
وإذا كنا نجد بعض الصحف المحلية التي تعاني من فقر الإعلان، تلجأ إلى وسائل دعائية للحث على الإعلان في صفحاتها، فإن في تاريخ صحافتنا السعودية من وَجَّه خطابه المباشر إلى التجار عبر مقال صحفي يوضح لهم فيه قيمة الإعلان وأهميته، وينتقد بعض من يتجاهل هذه الأهمية، ولعلّ -في اعتقادي- أَنَّ أول من نادى بذلك هو الأديب والرائد الصحفي (محمد سعيد عبد المقصود خوجه) -تعالوا لنقرأ ما كتبه عن الإعلان التجاري منذ أكثر من سبعين عاماً.
- جاء في مقاله المنشور تحت الاسم المستعار ((الغربال)) في العدد 385 من جريدة أم القرى بتاريخ 23/12/1350هـ وبعنوان ((التاجر أيضاً)) ما يلي:
وكما أن الجمعيات والأندية والمؤتمرات سواء الدينية أو الأدبية، أو السياسية تحتاج إلى دعاية عظيمة، فكذلك الأعمال التجارية تحتاج لذلك، والأمم الراقية تعتقد أن الإعلانات هي أحسن دعاية للأعمال التجارية، لذلك أصبحنا نرى طرقاً غريبة لإعلانات في الخارج، وقد أصبحت أكثر المحلات التجارية تخصص قسماً عظيماً من ربحها لتنفقه على الإعلانات، ولا يصح أن نقول إن أرباب هذه المحلات متهورون في عملهم هذا، لأنهم استفادوا كثيراً، وأمثال هؤلاء لو لم يشعروا بالفائدة العظيمة من وراء الإعلانات لما أقدموا عليها ولما أنفقوا قسماً كبيراً من أموالهم في سبيلها. والصحافة في العالم تعتمد في منصرفاتها على أجور الإعلانات أكثر من غيره، ومن هذا يعلم ما للإعلانات في العالم من أهمية.
تم ينتقد حالة الإعلان التجاري في زمنه -وكأنه يعايش حاضرنا المعاصر، فيقول: (والإعلانات لا يستعملها في بلادنا إلاّ بعض أشخاص يعدون على الأصابع، واستعمالهم لها ضعيف جداً، وكثيراً ما كنت أتحادث مع بعض التجار لأعرف السبب الذي يمنعهم عن ذلك فظهر أن المبلغ الذي يصرفونه في ذلك يذهب بدون جدوى، مع أنهم لو فكروا وأقدموا على ذلك لصار الإقبال على بضاعتهم عظيماً، ولاستفادوا من الأرباح ما لا تعد النفقات التي يصرفونها على الإعلانات شيئاً بجانبها.
وبعد: (ما أشبه الليلة بالبارحة) وما أحوج البعض إلى جرعات مستمرة من الوعي التجاري النافع.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :308  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 118 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.