شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أين الكلمة (1) ؟
بقلم: عبد الله رجب
من روّادنا الأدباء محمد سعيد عبد المقصود خوجه، وقد اشتهر بكتاباته الاجتماعية، والتاريخية، والأدبية، وما كتبه في التاريخ أصبح اليوم مصدراً مهماً نظراً لاستيفاء الموضوعات التي كتبها لكل جزئية يتطلبها البحث.
وفي كتاب محمد سعيد عبد المقصود خوجه حياته وآثاره، للدكتور محمد بن سعد آل حسين إشارة إلى ما كتبه رائدنا (ابن عبد المقصود) حول الصحف، والمكتبات، والطباعة، وهي أمور تتعلق بصورة مباشرة بالتثقيف، وإنه من منطلق هذه الأهمية عُني الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود بالحديث عنها، إذ كتب عن الصحافة مقالاً نشره في سنة 1347 اتبعه بكلمة عن المكتبات.
وفي عام 1357 فصل فيه الحديث نوع تفصيل عن الطباعة في الحجاز.
((وتعد مقالاته هذه رغم قصرها وإيجازها من أهم المصادر التي كتبت عن الصحافة والمكتبات والطباعة في الحجاز، وبخاصة أن الرجل كان يتحدث حديث العارف بهذه الأمور لأن عمله مديراً لمطبعة صحيفة أم القرى جعله أعرف بتاريخ هذين المرفقين)).
ووعد الدكتور ابن حسين قرّاء كتابه بالكلمات الثلاث، لكنه لم يلتزم بما وعد حيث نشر الكلمتين الأوليين، ولم ينشر الكلمة الثالثة: الطباعة في الحجاز، فأين هذه الكلمة يا دكتور؟
وبحث الطباعة الذي نشره (ابن عبد المقصود) في صحيفة (صوت الحجاز) بعددها 343 الصادر في 5/12/1357هـ اعتبره من أقوى ما نشر في فن الطباعة حتى الآن.
وفي هذا البحث يقول الكاتب:
((لم يعرف الحجاز فن الطباعة إلاّ في عام 1300هـ إذ فيه استحضرت الحكومة التركية مكنة بدال صغيرة، ثم في عام 1302هـ استحضرت مكنة متوسطة من النوع المعروف في المطابع بالفرنساوي مقاس 82 في 57 سنتم، وبعدها بعدة سنوات استحضرت مكنة حجرية مقاس 50 في 70 وقد أطلق عليها المطبعة الأميرية..
وشهدت المطبعة حركة تطوير واسعة فيما بعد، وأصبحت تعرف بمسماها الجديد (مطبعة أم القرى) وفسح المجال أمام السعوديين لتعليم قواعد فن الطباعة، وتم التعاقد مع بعض الفنيين للقيام بمهمة التعليم، والتدريب و ((خصصت وزارة المالية مبلغاً من المال يصرف إعانة لكل من يريد تعلم هذا الفن بمطبعة أم القرى واستفاد عدد من الراغبين في تعلم الطباعة من هذا البرنامج، وكسبت البلاد فنيين مهرة ولا شك)).
ولم يقتصر الأمر على ذلك، لقد أرسلت بعثة من الطباعيين إلى مصر للحصول على تدريب أعلى، وتحقيق شيء من التخصص في دنيا الطباعة.
ويطلق على المطبعة في الوقت الحاضر اسم (مطبعة الحكومة) وسبق الحديث عنها -انظر: البلاد ع8345.
يكتب الكاتبون مقالاتهم ويحرصون على أن تكون اللغة سليمة، والفكرة واضحة، ويفرحون إن نشرت وليس بها أغلاط، أو أخطاء تحسب عليهم، مع أنها من فعل المطبعة ومن يقومون بعملية التصحيح.
وفي هؤلاء المصححين العالمون باللغة وأسرارها ونوادرها، وفيهم غير ذلك.
وفي مرات كثيرة يقع الكاتب في حرج نتيجة خطأ لم يصدر عنه حتى الحرف الواحد (يحذف، أو يضاف) بغير المعنى المراد، ويقلب الجملة رأساً على عقب.
حصل معي شيء من هذا في فقرة (مع القرار) المنشورة ضمن حلقة سبقت من هذه الزاوية، حيث نشر على لساني: ((استرعى انتباهي كلمة عشرين عاماً من تاريخ كفاح السيدين ولا أقول عمريهما، والذي كتبته يختلف عما نشر تماماً، وما حصل استبدال حرف بآخر في قولي:
أكله عشرين عاماً، حيث حذف حرف الألف وأضيف حرف الميم فصارت الجملة؛ كلمة عشرين عاماً، وذلك ما استرعى انتباهي)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :304  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 112 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.