شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رسالة اليوم
الأديب السعودي الراحل: محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1)
من: مغيث أبو عبيدة
لقد أنجبت الصحراء الحجازية عباقرة كانوا نبراساً للأمة ومثالاً يحتذى به. ويعد الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه من أولئك الأفذاذ فكان من طليعة الروّاد الذين قامت على أيديهم يقظة الأدب.
ولد الأديب السعودي في مكة الخير والبركة لعام 1324هـ وكان ولداً باراً لأب شيخ وقور وجد عالم أزهري من أبناء الفيوم في مصر. نزح إلى الحجاز في العهد التركي وكان يجيد علم الحساب وعلوم اللغة والدين فعمل في المدرسة الرشيدية بمكة المكرمة وكان الناس في الحجاز ومصر يطلقون على من يرتدي الزي الأزهري ويمتهن التدريس لقب ((خوجه أفندي)).
وفي عام 1350هـ التحق بالحسبة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو أول من التحق بها من أهل مكة وكان الناس يعجبون من أمر هذا الشاب الطويل الأبيض الوسيم العصري الأديب الذي يدور على أرباب المحلات ويلزمهم بالقيام إلى الصلاة وذلك لأنه ما كان يلتحق بهذا العمل إلاّ من جاوز مرحلة الشباب.
عيّن مديراً لجريدة ((أم القرى)) ومطبعتها سنة 1345هـ وهذا يعني أنه كان يقوم بعمله بالإضافة إلى نشاطه في الحسبة ويقبل على عمله بنشاطه المعهود وأخذ على عاتقه تطوير المطبعة بعد أن سماها مطبعة الحكومة وأرسل بعثتين إلى مصر الأولى في عام 1357هـ ومهمتها إجادة فن الطباعة والتجليد، والثانية في آخر العام نفسه ومهمتها الدراسة في معمل الطوابع والزنكوغراف. وظل مديراً للجريدة والمطبعة إلى أن اشتد به المرض في عام 1360هـ حيث توفي رحمه الله بعد مغرب يوم الخميس لعام 1360هـ.
ولعلّ من أهم نشاطاته في الحياة العامة مقالاته الاجتماعية في جريدة ((أم القرى)) تحت توقيع ((الغربال)) مصوراً بعد ذلك كيف تغيرت وازدهرت الحياة في المملكة العربية السعودية بشكل هز العقول وحرك الأقلام إلى كتابة أبحاث في الأدب والاجتماع والتاريخ والآثار والسياسة.
وفي إطار تعدادنا لأعماله ومشاريعه لا بد من أن نذكر كيف خدم النشاطات المختلفة في بلاده وكيف أخرج ((الأزرقي)) و ((وحي الصحراء)) وكيف أدار التحرير بـ ((أم القرى)) أربع سنوات كانت فيه مثال القوة الصحافية العارمة.
كما كانت له نشاطات اجتماعية وأدبية منها أنه كان يقيم في يوم 10 ذي الحجة حفلاً كبيراً بمنى في منزل الشيخ ماجد كردي لأنه كان يحتوي على صالة واسعة جداً.. وكان الشيخ محمد سعيد يدعو إلى هذه الحفلة التي أُطلق عليها اسم ((حفلة التعارف)) وكان يطبع لها بطاقات بهذا العنوان تسلم لكبار الشخصيات حيث كان يحضرها وجهاء البلاد السعودية بالإضافة إلى رجال الفكر من المسلمين العرب وغير العرب.
لقد ودّع الأديب الراحل الحياة وفي نفسه آمال كبار، لا بد من أن يقوم الجيل الجديد من الأدباء السعوديين والذين تتلمذوا على يديه بتحقيقها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :370  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 110 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج