شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(الحلقة الثامنة)
أرسلت برقية بتاريخ 5 شعبان فجاء جوابها في 13 منه (الوثيقة 62) وغيرها بتاريخ 11 منه فكان جوابها في 19 منه (الوثيقة 64) وغيرها في 19 منه فكان جوابها في 26 منه (الوثيقة 68) وغيرها في 23 شعبان فجاء جواب في 1 رمضان (الوثيقة 70) وغيرها في 8 رمضان فجاء جوابها في 15 منه (الوثيقة 101). والمتتبع لدقائق الكتاب الأخضر يجد أكثر من هذا؛ أمَّا الغموض والمراوغة فهذه محسوسة وملموسة، وقد حكم بذلك كبريات صحف العالم، ويعلم الله أن ذلك الحكم آلمنا لأن مَنْ في اليمن منَّا وإلينا.
نقض مَنْ في اليمن للاتفاق:
يعلم الله أننا نكتب هذا ونحن خجلون لأنَّا لا نود أن يوصم مَنْ في اليمن بذلك.
إن في اليمن أعزاء علينا تربطنا وإياهم رابطة الدين والعروبة والجيرة، وأنَّ مَنْ في اليمن مِنْ لحمنا ودمنا، ولكن ما الحيلة ونحن نسرد حقائق وقعت ونسجل دقائق حدثت.
كانت برقية سيادة الإمام بالموافقة على تحديد الحدود بتاريخ 1/9/1352هـ ولكن -مع الأسف- كانت في ذلك التاريخ وبعده جيوشه تتقدم، وغزوات جنوده تتوالى، إذ بتاريخ 26 شعبان حاصرت جيوشه آل خالد وآل سلمة؛ وبتاريخ 27 منه أخذت منهم رهائن وأرسلتهم بتاريخ 28 منه لحاضرة بني مالك (الوثيقة رقم 74) وبتاريخ 29 شعبان حاصرت جيوش الإمام العبادل (الوثيقة 74) وبتاريخ 15 رمضان قبض أميرها على كتاب من الأدريسي إلى محمد بن سادي يحثَّه فيه على الانتقاض (الوثيقة 80) وفي أوائل ذي القعدة دخلت الجيوش اليمنية إلى فيفاء ووضعوا على أهلها ضرائب (الوثيقة 88). أثَّر هذا النقض في النفوس، ولكن جلالة الملك اتخذ الصبر درعاً فلم يحرك ساكناً واكتفى بأن احتج بتاريخ 29 شعبان على ما حصل على بني مالك، فجاء جواب سيادة الإمام بما نصه: ((من شأن بني مالك، نعم، بلغ إلينا ذلك، وفي الحقيقة لا أهمية له فحكمهم حكم أهل الخلاف (الوثيقة 90)، وبتاريخ 17 رمضان احتج جلالة الملك مرة ثانية على بني مالك والعبادل))، فجاء الجواب وفيه: ((حالاً كتبنا إلى ولدنا سيف الإسلام وأعلمناه إفادتكم الكريمة ومنعناه عن كل حركة وعدوان وتجاوز (الوثيقة 103))). وبتاريخ 7 شوال احتج جلالة الملك على سعي الأدارسة وعمال سيادته في إفساد القبائل فرد الجواب يقول ((.. وقد أبرقنا إلى السيد عبد الوهاب الآن بمنع كل حركة، وقد أساءنا ما كان من أمر فيفاء وعتبنا على الولد سيف الدين وأفاد أنه كان الأمر قبل وصول كتابنا إليه الأخير (هكذا) وكتبنا إليه يومنا بصحبة الولد عبد الله بن الوزير أمراً قطعياً بمنع كل حركة أو عدوان ويطلب السيد عبد الوهاب (1) ويُمنع ابن علقان عن كل كلام (الوثيقة 114) )).
- هذا قليل من كثير مما حصل بعد الاتفاق من نقض مَنْ في اليمن للعهود في الوقت الذي كان فيه جلالة الملك حريصاً كل الحرص على تنفيذ ما جرى عليه الاتفاق، وقد كانت برقياته متوالية على قواده بلزوم السكينة وعدم الاعتداء (راجع الوثائق 73، 76، 83، 85).
هذه حقائق نثبتها ودقائق نسجلها معتمدين فيها على وثائق رسمية لا ندع معها لخطيب قولاً. فهل بعد هذا يبقى قول لقائل؟ وهل أكثر من هذا يكون الحلم؟ لقد بقي جند الحكومة مرابطاً على الحدود سبعة شهور وعدده لا يقل عن عشرة آلاف مقاتل يصرف عليه في كل شهر مائة ألف جنيه ذهباً، كل هذا سعياً وراء السلم وحقناً لدماء العرب في بلادهم وشفقة بمن في اليمن.
- الله يعلم أننا لسنا من الذين يصوتون في بوق الفتنة وأن أحب شيء إلينا أن نرى السلم مخيماً في كل مكان فضلاً عن بلاد العرب التي فيها قوميتنا وعزنا. وإني أقسم بالله أنه لولا حكمة جلالة الملك وتشديده على قواده المرابطين على الحدود لاشتبك الفريقان قبل أن يعقد مؤتمر أبها جلساته بل قبل أن يتفق على عقده وليس لنا إلاَّ أن نقول:
(قل كل يعمل على شاكلته)، (وما ربك بظلام للعبيد).
مكة: متألم
 
طباعة

تعليق

 القراءات :278  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 100 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج