شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(الحلقة الثانية)
حادثة جبل عرو:
وفي أوائل 1350هـ حدثت أول حادثة امتشق فيها السيف، وهي الحادثة المعروفة بـ (حادثة جبل العرو)، وأسبابها أن جند سيادة الإمام يحيى تقدموا إلى جنوب جبل عرو التابع لعسير وأخذوا رهائن من أهلها، كما أن عمّال سيادته أرسلوا عدة مكاتيب إلى رؤساء القبائل التابعين لعسير يدعونهم فيه للطاعة والانضمام إلى اليمن، وعند ذلك حشدت كل من الحكومتين جيوشها على الحدود، وبعد مراجعات طويلة بين جلالة الملك وسيادة الإمام يحيى تم الاتفاق على عقد مؤتمر بين الطرفين.
مؤتمر العرو:
اجتمع المندوبون وتناقشوا طويلاً وكانت النتيجة أن كان نصيب المؤتمر كسابقيه فقد فشل المؤتمر ولم يصل المندوبون إلى حل مرضي لأن جبل العرو كان عقدة العقد في ذلك الوقت.
حُكم جلالة الملك في جبل العرو:
لمَّا فشل المؤتمر أبرق سيادة يحيى إلى جلالة الملك يحكِّمه في جبل العرو فحكم جلالته على نفسه، وتنازل عن القسم الجنوبي منه لليمن، وقد كان هذا العمل آية من آيات العظمة سطرت له أعظم فخر.
المعاهدة بين اليمن:
كان جلالة الملك يرغب في عقد معاهدة مع اليمن فأبرق لسيادة الإمام يطلب منه أن يأمر مندوبيه بالاجتماع لوضع التسوية النهائية على ما تم عليه الاتفاق فاجتمع مندبو الطرفين ونتج عن الاجتماع أن وقَّعا بتاريخ 8 شعبان عام 1350هـ معاهدة صداقة في ثماني مواد، ثم أُبرمت بتاريخ 15 رمضان عام 1350هـ، وأصبحت من ذلك التاريخ نافذة المفعول.
حوادث ابن رفادة واليمن:
هذا مجمل المنازعات القديمة بين نجد واليمن، وقد ظننا -كما ظنَّ غيرنا- أنه بعد إبرام المعاهدة قد انحلَّت العقدة وأن الأمر قد انتهى، ولكن الحقيقة المؤلمة المرة أن تلك المعاهدة لم تكن إلاَّ شبه هدنة لا أكثر ولا أقل، وأن أصابع خفيَّة كانت تحرك مكامن الفتنة.
قدَّر الله وحصل في أوائل 1351هـ الفتنة المعروفة بفتنة ابن رفادة في شمال المملكة العربية السعودية، وقد أكدت الأخبار أن بعض المتصلين بإثارة هذه الفتنة قد اتخذوا اللحية وميدي مركزاً للعمل في توسيع نطاق الفتنة ومدها إلى الجهات الجنوبية، وقد اعترضت الحكومة العربية السعودية على ذلك، وطلبت تسليمهم بكتاب رسمي مؤرخ بتاريخ 25 ربيع الثاني 1351هـ عملاً بالمادة الثانية من معاهدة 8 شعبان عام 1350هـ، فأجاب عليه سيادة الإمام بتاريخ 10/6/1351هـ وطلب من الملك أن يغض الطرف، وجاء في كتاب سيادته ما أنقله بالحرف الواحد: ((على أنه لو وصل إلينا منهم أحد طالباً عذار البغي لكان من حق الأخ أن يقول لأخيه قد أجرنا من أجرت)) فهذا الإقرار بوجود المفسدين في بلاده والتعذر عن تسليمهم لكونه إبعادهم بما ذلك خروجاً على المعاهدة.
صمتت حكومة جلالة الملك على ذلك لأنه كان في عزمها عقد اتفاق دفاعي مع اليمن، وما رأت أن تجعل من مثل هذا السبب أداة للنزاع.
للبحث صلة: (متألم)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :513  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 94 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج