الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

الشيخ الكردي ⁽¹⁾

و ((مصحف مكة المكرمة))

بقلم: عادل حسن جمدار

غيرة مني على ((الحقيقة)) واحتراماً للتاريخ.. فقد عمدت إلى المشاركة في القضية المثارة في هذه الأيام على صفحات جريدة ((الندوة)) حول الخطاط المكي الأستاذ الشيخ محمد طاهر الكردي -يرحمه الله- فيما يتعلق بفضله في أولوية التفكير في كتابة المصحف الشريف ((كتاب الله الكريم)) في البلد الحرام وحقه التاريخي والأدبي في كتابة اسمه على الطبعات الجديدة والمختلفة الأحجام التي تقوم مطبعة مصحف مكة المكرمة -هذه الأيام- بتنفيذها علاوة على إغفالها اسمه من على ما تم طبعه عنها.. وهما المسألتان اللتان تمثلان معاً القضية التي فجرها الزميل الباحث الأستاذ عبد الله إبراهيم رجب وله من الله تعالى الأجر عليها.

وجاءت كتابته في هذه القضية ((محل النقاش)) في يوم الثلاثاء 18/7/1402هـ. مطالباً بإثبات حق الرجل والاعتراف بفضله عن طريق ذكر أو كتابة اسمه على كل طبعات المصحف الذي قام بخطه بيده.. وذاكراً: ((أنه أول من فكر -بشكل جدي- في ضرورة كتابة المصحف في البلد الحرام)).

وحيث كتب الأستاذ أحمد ملائكة بتاريخ 27/7/1402هـ. رداً عارض فيه ما أورده الأستاذ عبد الله رجب من أن الشيخ الكردي هو أول من فكر في كتابة المصحف ((من غير أن يذكر الأستاذ ملائكة في البلد الحرام.. مثلما جاء في عبارة الأستاذ رجب)) وقال إن ((محمد سعيد عبد المقصود خوجه)) يرحمه الله.. هو أول من فكر في ذلك الأمر!!

كما كتب الأستاذ عبد الله رجب بتاريخ 2/8/1402هـ. يرد على الأستاذ ملائكة موثقاً ما أورده أول مرة من أن الشيخ الكردي هو أول من فكر في أمر كتابة المصحف بالاستناد إلى ما أثبته الشيخ الكردي نفسه في كتابة ((التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم)) المنشور سنة 1385هـ. فقد تألمت غيرة على الحقيقة وإشفاقاً على روحي المتوفيين: الشيخ محمد سعيد عبد المقصود، والشيخ محمد طاهر الكردي والكذب على أي منهما بما ليس فيه ولا له أو سبله حقاً له.

وباعتباري ((متابعاً)) للقضية ومن واجبي كمعاصر لما يدور أو هو قد دار حولها من ((مساجلة)) أو ((سجال)) فإنني -هنا- أودّ أن أسأل الأستاذ أحمد ملائكة.. للتاريخ، وباسم الأمانة اللذين من أجلهما كتب الأستاذ أحمد معارضته فيما سماه ((حدث غير حادث)).

- هل سبق له أو لأحد من المعاصرين لسني صدور كتاب الشيخ الكردي البالغة ((18)) عاماً الاحتجاج أو نشر تصحيح أو بيان للحقيقة محل النزاع في أولوية التفكير في كتابة المصحف التي وردت معلومة في كتاب الكردي ((التاريخ القويم لمكة وبيت الله الكريم)).

إذا لم يكن حدث شيء من ذلك.. فما هو رد الأستاذ أحمد ملائكة على حجة الأستاذ رجب في رفع الاتهام عن ذمته ونقاء قلمه المتمثلة في الكتاب ((الوثيقة التاريخية)) التي استقى منها معلومته.. وما هي حقيقة الأمر التي أصبح مطالباً الآن للأمانة والتاريخ بإيضاحها أكثر من غيره.. إن كان يعلمها؟!.. فإن ((كلمة الحق)) أحق أن تقال.. وعلى الله الاتكال!!