شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الكتب والكاتبون
وحي الصحراء (1)
صفحة من الأدب العصري في الحجاز
جمعه الأديبان محمد سعيد عبد المقصود وعبد الله بلخير، ووضع له مقدمة رائعة حضرة الدكتور محمد حسين هيكل بك. 614 صحيفة من القطع الوسط، مزين بـ 26 رسماً في طليعتها رسم جلالة الملك المعظم وصاحبا السمو الملكي الأمير سعود والأمير فيصل، طبع على ورق صقيل بحروف جميلة في مطبعة عيسى البابي الحلبي بمصر، وفيه رسوم وتراجم وآثار 22 أديباً حجازياً، وكلهم من الشباب.
الحجاز هو قلب الأمة العربية، والقلب إذا صلح صلح الجسد كله، لهذا يحق للأمة العربية أن تغتبط بهذه اليقظة تتغلغل بين جوانح شباب الحجاز فتصوغ أدباء يحسنون القريض ويجيدون المقالة على الطراز الحديث والمنهج الرفيع. حقاً لقد كان في المكتبة العربية الحديثة فراغ هائل سببه ما يلاحظه القائمون بهذه النهضة الأدبية الرائعة في أقطار العروبة من خلو هذه المكتبة من سفر هام يعرض على جمهرة الباحثين صوراً وألواناً جذابة من هذا الأدب الحجازي الفتي المغمور، فلما صدر هذا السفر الجامع (وحي الصحراء) أحسسنا من أعماق الأفئدة بتيار غبطة يسري في النفوس لأنه قد سد كثيراً من هذا الفراغ المشهود. أتذكر أني كنت أقرأ مقالات افتتاحية لبركات رئيس تحرير الأهرام من قبل عدة أعوام، كتبها على أثر قيامه برحلة إلى بعض الأقطار العربية المجاورة وعني فيها بتحليل الحركات الأدبية في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق وتونس والمغرب الأقصى والجزائر وكنت أتتبع مطالعة هذه المقالات بشوق مضطرم شغفاً مني إلى الاطلاع على ما يحرره هذا الكاتب الكبير في نهضة الحجاز الأدبية فإذا هو يصل في خاتمة بحوثه إلى الحجاز وينبه القرّاء في ازدراء وتألم إلى أن الحجاز لا يزال تائهاً في بيداء الجمود لم يرفع رأساً للنهوض ولم تطف به موجات التطور، ولم يزل راسفاً في قيود الخمول الأدبي. خاتمة مؤلمة أقضت المضجع أياماً وليالي، وإذا مهرجان تنصيب الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي على كرسي إمارة الشعر يقام في مصر، وإذا للبلاد العربية من حوالينا ممثلون: سوريا ولبنان وفلسطين والعراق وتونس، فما بالهم لم يدعوا ممثلاً للحجاز في هذا المهرجان العام؟ من يجيب إلاّ أحمد شوقي عن هذا السؤال في قصيدته الرائعة التي حيا بها الوافدين إلى عكاظ من كاتبين وشاعرين، جواباً مفعماً بروح الأسى إذ يقول:
يا عكاظاً تألف الشرق فيه
من فلسطينه إلى بغداده
افتقدنا الحجاز فيه فلم نعـ
ـثر على قسه ولا سحبانه
وإذاً فأنا باسم الأدب الحجازي الناهض أهدي جزيل الشكر للمؤلفين الأديبين إزاء جهودهما المباركة، وعملهما المثمر، ومما أوجب لنا سروراً عميماً تلك المقدمة البارعة الزاهرة التي دبَّجها براعة الكاتب العبقري الدكتور محمد حسين هيكل بك، ففي هذه المقدمة يجد المطالعون اعترافاً صريحاً بهذه النهضة الأدبية الحجازية، وإعلاماً مجيداً عن نتائجها الباهرة، وخطواتها الواسعة في سبيل الرقي إلى أسمى المثل، ويقول الدكتور عن هذه النهضة: ((إنها تجري مجرى الصور الأخيرة للأدب الحديث في مصر وسوريا والعراق وغيرها من البلاد العربية في هذا العصر الأخير)) ومما هو جدير بالذكر أن كاتب هذه السطور قد توصل من قبل إلى هذه الحقيقة بملاحظة لسير النهضة واتجاهها وسرعة تطورها، ففي مطلع المقال المعنون بـ ((أدبنا الحديث وكيف نمهد له سبيل التقدم)) (2) قلت ما نصه: ((من بواعث السرور والانشراح أن أدبنا الحديث استطاع لأسباب لا محل لإيضاحها هنا أن يفلت من القيود الأدبية الأولى بحذافيرها دفعة واحدة)). والأسباب المشار إليها جلاها الدكتور في مقدمته وأبان أنها تتلخص في سرعة هضم أدمغة الشباب المتأدب في الحجاز لتلك المدرسة الحديثة في الأدب، بمصر وسوريا والعراق ونرى أن هذه السرعة في الفهم هي نتيجة لما في البيئة الحجازية من ذكاء متقد وشعور دقيق، ولوحي الصحراء مقدمة أخرى عني فيها كاتبها أحد المؤلفين الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود بتحليل المقدمات والأسباب التي أثرت على الأدب الحجازي سمواً وانحطاطاً منذ عصر الجاهلية إلى العصر الحديث.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :388  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج