شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
نقد الكتاب في صحيفة (صوت الحجاز)
- كتب الأستاذ الدكتور منصور إبراهيم الحازمي في مؤلفه القيم (معجم المصادر الصحفية.. لدراسة الأدب والفكر في المملكة العربية السعودية) (1) ما يلي:
(لعلّ أهم كتاب أدبي محلي ظهر خلال هذه الفترة هو كتاب (وحي الصحراء)، إعداد محمد سعيد عبد المقصود خوجه وعبد الله بلخير. لذلك فقد استأثر باهتمام لا بأس به. لكن جميع الكتابات التي تناولته كانت بتوقيعات مستعارة، ما عدا مقالة واحدة كتبت بتوقيع فيصل بن عبد العزيز آل مبارك. وربما كان ((سهران)) أهم من كتب عن (وحي الصحراء)، إذ نشر ثلاث مقالات عن الكتاب تتميز بالعمق والشمول والنظرة الموضوعية إلى ما احتواه من نصوص. وقد نوّهت الجريدة بأهمية ما كتبه ((سهران)) عن الكتاب بقولها في صدر مقالته الأولى: ((حول وحي الصحراء)) -العدد 249، 1356هـ-1937م: ((لأديبنا الكبير صاحب التوقيع غيرة كبرى مشهودة على الأدب والتمسك بأسبابه الرفيعة، في وقت أصبح الانتساب إليه معرة في عقيدة أدبائنا المعروفين بدليل موقفهم منه. وقد أبت عليه غيرته الأدبية أن يدفن (وحي الصحراء) ولما تمض على ميلاده أيام معدودة..)).
ومقال ((سهران)) فيه حث للأدباء والنقاد على تناول الكتاب بالنقد والتقويم الموضوعي المحايد. وهو يعتب عليهم إهماله مع أن صدوره يعتبر حدثاً ثقافياً مهماً في المملكة ويقول: ((إلاّ أني أستطيع أن أعلن سروري به وفرحي لظهوره وأن أعدّ الاعتزاز به وبأمثاله واجباً وطنياً لندرة ما يظهر لنا من كتب ومؤلفات)). ويبدأ ((سهران)) في نقده للكتاب بمقدمة الدكتور محمد حسين هيكل، ويقول إن فيها من المجاملة الشيء الكثير حتى ليظن القارئ أن مصر والحجاز في حلبة الاتقان والقوة كفرسي رهان. ويرد على هيكل في زعمه أن الأدب في الحجاز متأثر بالبيئة وبالبادية، ويقول إنه ليس في نصوص الكتاب، مع الأسف، ما يؤيد ذلك. بل إن الكتّاب والشعراء هنا متأثرون في الحقيقة بأساتذتهم الأدباء العرب المعاصرين في كل من مصر والشام والمهجر الأمريكي، وإن البيئة المحلية لا تشكّل في الحقيقة أي أهمية تذكر. ويقوم الكاتب بتصنيف الشعراء في (وحي الصحراء) إلى طبقات، مبيناً خصائص واتجاهات كل طبقة، ويقول إنه إنما يفعل ذلك تجنباً لذكر الأسماء، لأنه لا يريد التشهير بأي أحد منهم. أما هذه الطبقات فهي على النحو التالي:
الطبقة الأولى: جماعة القصور الشامخة، وهم التقليديون الذين يستوحون صورهم وتراكيبهم من الماضي.
الطبقة الثانية: جماعة الأكواخ -وهم الواقعيون الذين يصورون الحياة بحلوها ومرها.
الطبقة الثالثة: جماعة الإبل التي تحوم حول الغدران -وهم الناشئة الذين يملكون الموهبة ولكنهم يحتاجون إلى النصح.
الطبقة الرابعة: جماعة الإتقان والإجادة في الشعر والنثر معاً، وهم قلة.
ونتساءل بعد ذلك عن شخصية هذا ((السهران)) فلا نجد شيئاً يدل عليه، لكننا نستشف من مقالته: ((النقد والناقدون)) التي نشرها في صحيفة ((صوت الحجاز)) -العدد 379، سنة 1358هـ-1939م- أنه من الإخوة العرب المقيمين في المملكة إذ يقول في هذه المقالة ما نصه: ((وبعد، فلا يشق على حضرات الزملاء أننا تناولناهم بما لا يحبون، فقد سلكت نفسي في زمرتهم ووقفت بين يدي المحكمة في صفهم، فأنا أعد نفسي من ناحية الكتابة والبحث حجازيًّا، لأني لم أتصل بالأدباء وشؤونهم إلاّ في هذا القطر)).
وقد تناول من سمى نفسه ((ابن رشد)) أيضاً كتاب (وحي الصحراء) بالنقد والتحليل، وذلك في مقالته: ((الفكرة التامة والحس الملهم بين الشعر والنثر)) -العدد 253- فلاحظ تشابه نصوصه المختارة، شعراً ونثراً، وعزاها إلى ما سماه ((العنصرية)) أو ((القومية الأدبية)) لأن جميع من أسهموا فيه من الأدباء ينتمون إلى بيئة واحدة يقول: ((هناك شبه واضح بين بعض الشعراء في جرسهم الشعري واتجاه خواطرهم وتقارب أخيلتهم، وكذلك يتشابه الكتّاب في مواضيع تفكيرهم ولمحات انتقالاتهم من معنى لآخر وأسلوب المنطق الذي يتخذونه وسيلة للنفوذ إلى أغراضهم. ولئن كان شبه الشعراء يحتاج إلى دقة وإمعان للتثبت منه فإن شبه الكتّاب جليّ واضح يلمسه القارئ في غير عنت ولا مشقة)). وهو يضع مقياساً لجودة النثر والشعر والمتمثل في ((تمام الفكرة في النثر وإلهام الحس في الشعر)).
ونقلت صحيفة ((صوت الحجاز)) ما كتبه ((ح -نزيل القاهرة)) في صحيفة ((السياسة الأسبوعية)) المصرية حول كتاب (وحي الصحراء) -العدد 263- وهو يشيد بالكتاب ويرى تأثر أدبائه بالبيئة المحلية من جهة وبالأساليب العربية الحديثة من جهة أخرى. ويناقش رأي طه حسين فيما كتبه عن أدب الجزيرة العربية، كما يورد شيئاً من مقدمة هيكل للكتاب المذكور.
ويرد على ((ح)) من سمى نفسه: ((أحدهم)) في مقالة له بعنوان: ((حول كتاب وحي الصحراء -نحبّ أن تسمع)) -عدد 266- مشيداً بنقد ((نزيل القاهرة))، لكنه يقول إن مآخذه على الأدباء الحجازيين تحتاج إلى ردود منهم، ومن ذلك نقده لمقدمة ابن عبد المقصود، وما ذهب إليه من أنّ الأدب لا يزدهر في عهد الفتن والحروب، وكذلك نقده لمحمد حسن فقي الذي تحدث عن رواية رفائيل من غير أن يطلع عليها في الأصل المترجم.
أما فيصل بن عبد العزيز آل مبارك فقد كتب مقالة بعنوان: ((كتاب الله لا يماثله كتاب)) -العدد 253- ينتقد فيها كتاب (وحي الصحراء) من الناحية الدينية، مستشهداً بأبيات لأحدهم منها:
آمنت بالوحي في الصحراء أنزله
على الجزيرة كتّاب ميامين
ويقول الكاتب إن الأبيات فيها تصريح بأن وحي الصحراء مثل وحي السماء، وأن الأولى أن يشبّه بوحي مسيلمة ((فوحي مسيلمة ووحي الصحراء أخوان متشابهان، فإن الله ليس كمثله شيء وكتابه لا يماثله كتاب)). لكن هذه الأبيات التي استشهد بها آل مبارك غير موجودة في الطبعة الحالية المصورة التي أصدرتها تهامة سنة 1403هـ-1983م، فلا بد إذن من الرجوع إلى الطبعة الأولى لنتبيّن الحقيقة).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :607  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.