شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الفصل
.. قالها الأستاذ عبد الله عمر بلخير أحد مؤلفي كتاب وحي الصحراء تجاوباً مع رغبة الأستاذ عزيز ضياء في إيضاح الحقيقة. وهذا نص الكلمة (1) ، وكانت مرتجلة (نُقِلت كما هي):
بسم الله الرحمن الرحيم..
الأستاذ عزيز ضياء جاري وحبيبي وصديقي، يقول لي: أنا كنت في اللجنة لكن لا أريد أن أتكلم. يا سيدي لجنة ((وحي الصحراء)) التي أُلِّفت كانت باقتراح مني ومن صديقي المؤلف الآخر، لأنه عندما أعلنَّا الفكرة ونشرناها في جريدة ((صوت الحجاز))، فرح الناس كلهم بها خاصة الأدباء، ثم بدت آراؤهم وكلامهم لنا وللأخ محمد سعيد عبد المقصود: إياكم والمحاباة، حتى أتذكر أن الأديب المعروف معرفة أبونا الأستاذ عزيز ضياء ((عبد الله فدا)) كتب كلمة في جريدة صوت الحجاز، موجهة إليّ وإلى الأخ محمد سعيد عبد المقصود.. بأنه إذا حابيتم الشباب وأخذتم كل شيء دون تمحيص فإن اللوم عليكم، وهذه مسألة وطنية، وطالما انتظرنا كتاباً في هذا الباب.. حتى أعلنتم ففرحنا وأيّدناكم، والتففنا حولكم، وباركنا ما دعوتم إليه، فإياكم والمحاباة، نحن فكرنا إذن أن نعمل لجنة من كبار الشباب الموجودين المعنيين بالأمر، حتى يساعدونا أو ((يشيلوا)) عنا عبء المسؤولية، ونشاركهم طبعاً في ذلك.
أُنشئت اللجنة، عيّنا فيها، والله ما هو تعيين، الحقيقة ما دامت سائرة في نوع من أنواع التساؤلات ((أو هكذا)) إذن نترك الأستاذ عواد، فتركناه على مضض، مع أني كنت أنا أقول للأستاذ محمد سعيد والأستاذ محمد سعيد مثلي وأكثر في تقدير الأستاذ العواد، كيف يطبع كتاب ولا يكون فيه الأستاذ حمزة شحاته، ولا يكون فيه العواد؟ يعني عين القلادة عندنا الاثنان، وهذا هو الموجود، فما نقول للناس؟ حتى خيل إليّ في بعض الأوقات أن أقول له: الأولى وأمانة للتاريخ أن لا نصدر الكتاب، أو نتركه مدة حتى تهدأ الأمور، إلى آخره، ولكن هذا الذي حصل فيما يتعلق بالموضوع وشكراً.
أنا والأستاذ محمد سعيد من مكة، والأستاذ أول ما عرفته بالسماع الأستاذ محمود عارف أول ما سمعت به صغيراً.. تلميذاً في مدرسة الفلاح، وتعلقت بشعره كما تعلقت بشعر غيره، وبقي عندي إيحاء خاصاً من هذا الاسم.. الذي لم أكن في تلك الأيام أعلم أن صاحبه أنت! نوع من التعلق.
محمود عارف هل هو من الأسماء؟ وهل هو من محمود وعارف إلى آخره؟ ثم أصدر هؤلاء الأخوان الروّاد من جدة وهم العواد وحمزة شحاتة والأستاذ العارف، كتيّباً صغيراً في وريقات أظن ((15)) أو ((16)) عارضوا فيها القصيدة المشهورة للحصري التونسي: ((يا ليل الصب متى غده))؟ وقد سبقهم إلى ذلك طبعاً شعراء العالم العربي في مصر والشام، عارضها شوقي كما هو معروف، وغناها محمد عبد الوهاب، وبقية الشعراء كلهم اشتركوا في ذلك، حتى لقد جمعت بعد ذلك في كتاب عن الشعراء المغاربة والتونسيين واللبنانيين والسوريين والمصريين.
جماعتنا الروّاد هؤلاء.. تداعوا إلى أن يعارضوا القصيدة لنفس السبب الذي أراد شوقي وحافظ وغيرهم الأمير شكيب أرسلان، والأمير عادل أرسلان وغيرهم. اشترك العالم العربي كله في قصيدة رائعة، فيها موسيقى، وفيها حب وفيها إلخ: فأنشأوا هذا الكتيّب الصغير الذي احتفظ منه الآن بنسخة، والله لا أعلم أين محلها، وأنوي أنا من ثلاثين سنة أو عشرين سنة، أبحث عنها حتى أعطيها مثلاً للدكتور منّاع لينشرها أو أعطيها.. أي واحد آخر من الصحافة، وأتمنى أن أجدها لتنشر ذلك أن الأستاذ محمود كان من أعلامها.
لما ظهر وحي الصحراء، ((ما دام سيرة وانفتحت)) لاقينا ما لاقينا من المشاكل، كنا نظن أنا والأستاذ محمد سعيد عبد المقصود.. أن المسألة بسيطة جداً، وهو يملك مطبعة أم القرى لأنه كان مديرها وأنا صديقه.. وبه معاون له في الأفكار إلى آخره إلى آخره إلى آخره. جاءتنا الفكرة في يوم من الأيام بعد صلاة الجمعة، تغدينا مع بعض -معلهش أقول لو فيه مدح أو شيء- الفكرة مني، لكن الدينمو دائماً لمن عرفه ويعرفه الأستاذ عارف ويعرفه آخرون: لماذا لا نجمع كتاباً ونكتب لكل واحد من الأدباء والشعراء الآن كتاباً.. نطلب فيه إرسال بعض شعره ونشره ثم ندرسها، وكان في فكري أن نعلق عليها مثلاً.. إلى آخره إلى آخره.
لم يزد أن أخذ دفتراً من أمامه، احنا قاعدين على الأرض في جلسة بعد الغداء، مع بعض على الأرض، ورماني هذا.. وقال: أكتب الرسالة: قلت له: أولاً نبحث ونكوّن الفكرة، قال الآن نبحثها ونعملها ومش عارف إيه إلى آخره إلى آخره.
أخذت أنا الدفتر وكتبت فيه الرسالة.. التي ضاعت منا، ولكنني تحصلت الآن من واحد من الأصدقاء في عرعر شمال المملكة، يقول لي من ثلاثة أربعة سنين إن عندي صورة من كتابك الذي وزعته على الأدباء كلهم، عندما كنت أنا في مدرسة الفلاح في جدة فقلت له: دخيلك جيبها لأني أتمنى أنا أن نضعها على بعض الغلاف، يعني صورة.
وبعدما انتهيت من الرسالة.. قرأتها على عبد المقصود فأجازها حالاً، عنده خادم اسمه غرم الله، لا بد أنك تتذكر وأنت جالس معنا في البيت: قال: غرم الله قال: نعم قال: روح الآن إلى المطبعة والتفت إليّ يقول لي نطبع ((100)) أو ((150)) فقلت: لا ما عندناش يعني يطبع ((100)) كفاية إطبع هناك واعطها لخير، أنت تعرفه. خير هذا رئيس الطبّاعين، وقول له يطلع ((100)) ويبعث النسخ، هيه الآن ومنتظرينها بعد ساعة أو ساعتين، وبعد ساعة أو ساعتين وإذا بغرم الله آت لنا بها مليانة، وطبعاً قرأناها مرة أخرى وبدأت النشوة عندنا وعند الأخ محمد سعيد، أخذها يمضيها وأنا أمضيتها، أخذنا حالاً ظروفاً وبدأنا، هو يكتب على الظرف وأنا أكتب فيه طبعاً، عملنا الأسماء العوَّاد أولهم كما لا نحتاج أن نتمنن على ذلك، يعني ما يحتاج حمزة شحاتة نفس الوضع، أحمد إبراهيم الغزاوي، الأستاذ عزيز ضياء، أحمد قنديل إلى آخره، من حضرنا حتى نسينا ثلاثة.. أربعة منهم، بعد ذلك استدركناهم ووضعناهم، أرسلنا الذي يحمل من مطبعة أم القرى، مطبعة أم القرى دائرة رسمية طبعاً، الفراش الليل يحمل الرسائل، وضعنا عناوين جميع الأدباء وقلنا بلاش نروح احنا، خليها تيجي مفاجأة لهم، مفاجأة للأستاذ عزيز ولغيره وللشيخ محمد سرور الصبان وغيره، فذهب إلى هناك كالمعاملات باسمه، وأن يوقع بالظرف بأنه تسلّم ولم يأتِ المغرب من ذلك اليوم إلاّ وقد تسلّم كل واحد منا رسالته.
ومن هنا بدأنا نفكر كيف نعمل ما، كيف نعمل؟ وبدأت إشاعات عند الشباب وعند الأدباء وفرحوا بما سمعوا، نوع من التحريك، ولم يكن هناك تحريك يعني في ذلك الوقت الدنيا كلها مفرقة، وبدا لنا أننا نحتاج إلى لجنة، ولكن لما كتب الأستاذ عبد الله فدا في صوت الحجاز كلمة موجهة إلينا: إياكم والمجاملات مع أصدقائكم، لأننا نحن لا نريد المجاملات فيما يتعلق بالحركة الأدبية الموجودة في بلادنا، واحنا تعبنا عليها إلى آخره، جاءت فكرة اللجنة، وتبرع من اتصلنا بهم ((الأستاذ عزيز ضياء)) الأستاذ حمزة شحاتة.. وطبعاً العواد، في تلك الأيام في مكة أو جدة، لأنه موظف في الحميدية. كما تعلم أنت أيام تأليف الكتاب عام ((1353هـ)) وظهر ((1355هـ)) والشاهد، ساعدنا الجماعة، بدأت لنا مشاكل بين الشعراء ومنها مشاكل حمزة، حمزة كان.. ماشي مثل الدينمو ثم اعتذر وأتى بأعذار قبلناها طبعاً، ثم أرسلنا الكتاب في مسوداته إلى مصر.. بعد جهد كبير أخذ منا سنتين تقريباً، فأرسلنا إلى الأستاذ ((الحلبي)). وجاءنا كتاب من الأستاذ يقول: هذه مسودة كلها بالقلم، وأنا من رأيي علشان لا تتعبونا، وكل واحد بيخاف طبعاً صاحبه، وكثير من أصحاب الخطوط لا تقرأ، فأنا أعيده لكم علشان تطبعوه على الآلة الكاتبة، وأنا ما أتحمل مسؤوليته. في تلك السنة أنا سافرت لأول مرة إلى بيروت، التحقت بالكلية الثانوية في الجامعة الأمريكية ببيروت، كتب لي محمد سعيد أيش نعمل ما المخرج.. لأن ما عندنا أحد هنا يطبع ويسوي إلى آخره؟ مر على بالي أن صديقاً من أصدقائي شاعراً مشهوراً كلكم تعرفونه هو الأستاذ علي أحمد باكثير قد أقام في مكة مدة طويلة خمس سنوات، واحتفل به الأدباء.. وأحبوه وأحبهم، وأصبح له علاقة مع محمد سعيد ومع الأستاذ عزيز ومعاهم كلهم، هو كان التحق بكلية الآداب القسم ((الإنجليزي)) بعثت له كتاباً رجوته أن يذهب إلى ((الحلبي)) ويأخذ النسخة لأن ما عندنا أحد، حتى أم القرى، ما في كاتب آلة كويس، الرجل طبعاً رحب بالفكرة حباً في الحجاز، وبعد ذلك حيَّانا وحيَّا الحجاز في وحي الصحراء بقصيدة رقيقة جداً.
أهلاً بأنفاس الحجاز
ومرحبا بصدى الحرم
قصيدة رائعة وضعناها. بدأت الطباعة ولأمانة التاريخ كتب لي كتاباً لا يزال موجوداً، كتب لي لأن هناك البريد في بيروت أكثر سرعة وأقرب من محمد سعيد في مكة، يقول لي أنا وجدت أن في الكتاب ما يجب أن يحذف، وسمى لنا بعض الشعراء بأسمائهم، أنا من رأيي أن لا يذكر وطبعاً إحنا شبه إجماع في مجلس الشورى حقنا اللي عملناه واللجنة، وطبعاً صلاتنا بالشعراء، كل واحد منهم سيزعل منا. أنا أرسلت له كتاباً بأن لا يحذف شيئاً ولكن يمكن أن يصلح إصلاحاً لا يخرجه عما ائتمنا عليه. فقال: ما دمتم أنتم مصرّين على الموضوع، فأنا سأعمله وأبعث لكم إياه، ودفعنا بعد ذلك إلى المطبعة وطبع وانتهينا منه.
وجاءت فرصة عيد الميلاد، أني سأذهب إلى مصر، أنا خصوصي علشان أشوف الكتاب في آخر أدواره، وأسلم للمطبعة باقي نحو ((30)) أو ((40)) جنيهاً. والحقيقة أن محمد سعيد لم يحوجني أن أدفع شيئاً ولكن صادف الشيخ عبد الله السليمان موجوداً هناك فأخذت له نسخة منها فقال خلصت المطبعة؟ فقلت له باقي عليها ((30)) جنيهاً قال: ليش ما قلت لي من الأول هذه ((50)) جنيهاً، وحملنا الكتاب إلى جدة.. فوقف في الجمرك. جاءت هيئة المراقبة حينئذٍ وقالت لا يفسح هذا الكتاب لأسباب كثيرة: أنا في بيروت طبعاً ومحمد سعيد في مكة، ومحمد سعيد الواقع في مثل هذه الأمور لا يحتاج إلى مسنا.. في تلك الأيام، كنا طلبة كما قلنا، لكن فؤاد حمزة كان غائباً عن المملكة.. في بيروت. فمحمد سعيد كتب لي كتاباً يقول: ألحق أبو ((سامر)) وشوف طريقة علشان ييجي إلى هنا يطلع الكتاب. ذهبت إلى فؤاد حمزة وأخبرته الموضوع، فقال: أنا بعد أسبوعين رايح وأحل المشكلة. راح بالفعل بعد أسبوعين وحل المشكلة، على أن يطمس منه نحو ثلاثين كلمة، للتاريخ كل شيء اسمه طبيعة لازم نقعد ونمسحها طبعاً، هذه تولاها محمد سعيد، وبعض أشياء مثلاً منها إلى آخره. جينا وقفنا في الاسم ((وحي الصحراء)) تداولناه.. أنا ومحمد سعيد، أولاً ثم أقرتنا عليه اللجنة، وحي الصحراء كلمة جميلة جداً يعني وحي الصحراء وفي الجزيرة، فجاءنا الاعتراض الثاني، كيف يذلل الأخ عبد الله شطا يرحمه الله، صديق من أصدقائنا؟، حيانا بقصيدة أنا ومحمد سعيد يا مرحبا بوحي الصحراء ومش عارف إيه إلى آخره، زادت الطين بلة، هو جاءته منها مشكلة حلها عمه صالح شطا، الرجل الزعيم المعروف، الرجل الطيب، خلاص ما حيصير مشاكل؟ فكتبنا له وقلنا دبرها أنت بينك وبين الشيخ صالح، فانجلت المشكلة، بعد ذلك أخذ الكتاب حوالى ستة أشهر أو ثمانية واحنا في: كيف النفاس وكيف الولادة حتى انتهى وبعنا الكتاب هذا بعد تصليحه؟ نزل باب السلام (الفدا) دول ناس أصدقاؤنا وناس كتبيين، منهم عبد الله وصاروا يتنازعون مين نخصه بالتوزيع وغيره؟. محمد سعيد هو الذي اتفق على كل شيء، أنا جبت له ((30)) جنيهاً من الشيخ عبد الله السليمان.. يعني ليس مني شيء. أعطينا للفدا يوزعونه وبدأوا يوزعون، أرسل لي محمد سعيد وأنا أخذت معي من مصر 50 نسخة وجلدتها تجليداً مذهباً.. بحسب ما قال لي الأخ محمد سعيد.. وأعطاني ((بياناً)) لمن أهديها من أدباء الشام وبيروت، وأنا صرت في هذه الأيام أعرف أدباء الشام وبيروت كما يعرفهم محمد سعيد، وأن يكون منها نسخة طبعاً لجلالة الملك عبد العزيز ونسخة للمرحوم الأمير فيصل الله يرحمهم، وبعدين الشيء الذي أخذته هناك بدأت بمصر، لحسن الحظ كنا نسمع بطه حسين، ونسمع بالأدباء الكبار، حافظ عفيفي باشا، وحافظ عوض في جريدة البلاغ، أنطون الجميل في جريدة الأهرام، محب الدين الخطيب في مجلة الفتح، ودرت أنا على كل واحد منهم في تكسي وأحمل له نسخة موقعة بالإهداء مني ومن محمد سعيد، وكان له صداه عند هؤلاء الكبار، ولأني كنت صغيراً لما أدخل عندهم يقولون أنت أيه؟ أقول أنا من الحجاز ومعي هدية لكم، هدية إيه؟ كده يا ابني أقول: كتاب، فيفتح الكتاب، الكتاب كانت طبعته لطيفة كويسة، ورق مصقول، والطبعة ما فيش فيها خدوش، فأخذوها وكتبوا عنها في الصحف اللي كانت عندهم، المقطم كان فيها وديع فلسطين في أول شبابه بالصحافة، لا أزال أتذكر لما دخلت عليه في مكتبه ورحب بي ترحيباً كبيراً.. وأنتم كمان المؤلف وعندكم شعراء وعندكم أدباء، عندنا شعراء وأدباء وتستطيع تشوفهم، فتح الصورة طبعاً، رأى صوراً للأدباء كلهم.. إلاّ الأستاذ محمود عارف ما كان موجوداً. جاني على محطة سيدي جابر، يعني مكان كل واحد يرحب بها ترحيباً كبيراً.
في سورية نفس الوضعية، الأستاذ شفيق جبري الشاعر الشامي، الأستاذ خير الدين الزركلي كان موظفاً في تلك الأيام في السفارة السعودية جنب وزارة الداخلية مع الشيخ فوزان، ذهبت إليه وأعطيته إياه، وهو أعرف الناس بالطائف.. وأعرف الناس بالأدباء، نصف الأدباء الكبار من أصدقائه. بمن فيهم الشيخ محمد سرور، والشيخ محمد سعيد عبد المقصود.. إلى آخره، فكان الترحيب من كل أديب كبيراً، أنا تصور فرحتي؟ أنا لما دخلت على مكتب طه حسين، طلع جريدة خاصة به الشعب ولا الراعي والله ما أدري ((إيش كدا))، تخاصم مع الوفد وطلع جريدة فرحنا إلى هناك.. واستلمها استلام شيء محب كبير، وتشجيع كبير، ومش عارف إيه! إلى آخر بقية الأدباء في الشام شفيق جبري كما قلنا والأستاذ كرد علي، والأستاذ ناصوح بابيل صاحب جريدة ((الأيام)) وبقية الجماعة، وفي بيروت نفس الوضع إياه، أمين نخلة، الأخطل الصغير، هؤلاء كلهم أنا سبق وتعرّفت عليهم، لما جيت كنت بحثت عنهم في محلاتهم، وكل جريدة كتبت عن هذا الكتاب.. ترحيب المحب.
بالمناسبة لما أردنا أن نعمل له مقدمة اختلفنا في البداية أنا ومحمد سعيد: من يعمل هذه المقدمة؟ ثم أشركنا الجماعة السادة النجب، ومن ضمنهم الأستاذ عزيز. أنا متمسك بالأمير شكيب أرسلان أمير البيان، وقد سبق أن زار الحجاز مرتين أو ثلاثاً، وألّف كتابه ((الارتسامات اللطاف))، ثم إنه رجل طابعه إسلامي. الشباب هنا التقدميين: الأستاذ عزيز وشركاه قالوا: لا، محمد حسين هيكل.. الذي أصبح فيما بعد وزيراً في مصر، وألف كتابه في منزل الوحي، بعد ذلك طبعاً مش قبل ذلك، وأصروا عليه حتى في ناس منهم قال: سلامة موسى، وبلاش أقول اسمه، لا بد أن يعملوا. قلنا يا راجل من بلاد الحجاز والناس كلهم يرحبوا بينا، ((ومن أول غزاته كسر عصاته))، اتغلب علينا الجماعة واللي ماسك الأمير شكيب أنا وحدي، محمد سعيد من رأيه محمد حسين هيكل، محمد حسين هيكل تلقاها أيضاً بمحبة كبيرة، وأظن أنه حج في تلك الأيام سنة 1355هـ أيوه حج هنا.. واحتفلنا به، الشباب في حوش ((الكردي)) هنا في منى، وبالمناسبة كان هذا الحج فتحاً كبيراً له بأن يصبح وزيراً، وألقى كلمة نشرها أستاذنا محمد حسن فقي في تلك الأيام، كان في عز الشباب، ولكن طبعاً هو ناضج من أساسه، ومشارك في صوت الحجاز من العدد الأول الذي صدر عنه فأملى عليه مقالاً نشر في صوت الحجاز يعتذر للشباب السعوديين في مكة وجدة والمدينة، بأنه الاستغراب الذي كان قد أخذه إلى الغرب وإلى باريس، والإعجاب بفرنسا والأدب الغربي، وكذا.. وكذا، هو في الواقع سببه.. أننا كنا في خواء في مصر، وما كنا نعرف شيئاً إلاّ عن فرنسا، وما كنا نقرأ إلاّ باللغة الفرنسية، حتى أكبر الأدباء الكبار تقريباً يعرفون الفرنسية أكثر مما يعرفون الإنجليزية، وطبع الكتاب على هذا الأساس، وشكراً جزيلاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :399  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 51 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.