الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

أوقات الفراغ

تعمل التربية الحديثة على توفير فرص مختلفة لاستثمار أوقات الفراغ للأطفال والشباب من تنظيم الجماعات، كجماعة التصوير، وجماعة البر والإحسان، وجماعة التطبيب، والجوالة.. وإتاحة الفرصة لتنمية العلاقات الإنسانية، وتعليم أصول المواطنة، وتنمية قيمتها الاجتماعية والوطنية، وقد تنبه الخوجه إلى قيمة الوقت، ونعى على أهل وقته إهدارهم للأوقات عدا وقت موسم الحج.

فهو يشير في مستهل مقاله: إلى قيمة الوقت (فالوقت ثمين، والوقت من ذهب، والوقت مجال يجب أن نعمل فيه كل شيء، ومن ثم يجب أن نحافظ عليه). ثم يشير إلى عدم استغلال السعوديين استغلالاً حسناً للوقت حينذاك فيقول: إن الوقت عندنا رخيص.. بل مجرم، يجب قتله، لأنه يضايقنا، ويرسل بهمومه علينا، هكذا الوقت في نظرنا نحن الحجازيين، وقلَّ فينا من يعتني به، أو يحافظ عليه، أو يقضيه في عمل يعود بالنفع عليه، وعلى أمته، كل منا يريد أن يقتل الوقت، ولكن بماذا يقتل، بأشياء ضررها أكثر من نفعها.

.. ومما يؤسف له إن قتلنا للوقت بهذه الصفة أخرنا كثيراً، ولو قضينا أوقاتنا في أشياء نستفيد منها ديناً ودنيا لكان أفيد وأصلح لحالنا، وأحسن لمستقبلنا.. وها هي ذي أوروبا تنظر للوقت نظرة جدّية، واستغلاله أحسن استغلال، ولم يدفعها لأن تحافظ على أوقاتها من الضياع، وأن تستغلها إلاّ طلب الفائدة.. فهي تُفتّش عليها في طبقات الجو، وتحت أطباق الثرى، وتستثمرها حيثما تجدها، وتستغلها لمصلحتها -ولا سيما في ميدان التربية والتعليم- أما نحن فالفائدة عندنا مرتبطة بأيام الموسم (موسم الحج) أما غيرها فهي أيام مرح وطرب وأنس وتبذير..

أنا لا أقول إن جميع الأوقات يجب أن يقضيها الإنسان في عمل متواصل، لأن هذا مضر.. وإنما أقول للعبادة وقت، وللعمل وقت، وللراحة وقت، وعندي أن وقت النزهة للنزهة، ويجب أن نراعي المصلحة.. فلا إفراط ولا تفريط.