شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تربية الأطفال
أول ما يلمسه القارئ لهذا المقال الخاص (بتربية الأطفال) (1) هو هذا الإطار الفني الذي يمكن أن ننعته (بالخطة)، فمن مقدمة، إلى جوهر الموضوع، إلى الخاتمة، ما يشعرنا بتسلسل الأفكار، وترابط المعاني، ففي (المقدمة) يقول: (من الأطفال ينشأ الرجال، ومن الرجال تتكوّن الأمة، والأمة إذا اعتنت بأطفالها.. وهم رجال الغد، وعليهم تعلّق الآمال.. إذا صنعت ذلك -تكون قدْ أدت واجباً يفرضه عليها الوطن المقدس).
مسؤولية الأسرة والمدرسة:
ثم يخلص الخوجه من بعد هذه المقدمة إلى (جوهر الموضوع) ومناقشته، مناقشة موضوعية تتسم بالمنطق والواقعية (فالأطفال في السعودية يحتاجون إلى عناية تامة في جميع أدوار حياتهم.. وهذه العناية مطلوبة ممن يتولون أمور التعليم ويشرفون على أمور التربية) ومن ثم فهو يقرر: (إن المسؤولين عن الأطفال في الدرجة الأولى: هما العائلة والمدرسة، فعلى العائلة وعلى المدرسة تلقى كل المسؤوليات، ومن العائلة والمدرسة نطلب الاهتمام بأمر تربية الأطفال، وقبل أن نطالبهما بتحمل هذه المسؤولية الجسيمة، يجب أن نسلح الأولى بالعلم، وأن نسلح الثانية بالمعاونة المادية والمعنوية، أما أن نطالبهما بتربية صحيحة قبل أن نسلحهما بما ينبغي أن يكون، مما يساعدهما على النجاح في أداء مهمتهما، فذلك من الخطأ).
ثم يأخذ في مناقشة (مسؤولية العائلة) أما بالنسبة إلى واجب المدرسة فلم يلتفت إليه هنا بالشرح والإيضاح، كما صنع مع العائلة، ويبدو أنه اكتفى بما سبق أن أوضحه في مقالته (2) السابقة من توثيق العلاقة بين المدرسة والمنزل، وإقامة مجالس الآباء، وتنظيم المشروعات لخدمة البيئة.. واعتبار نفسها جزءاً مهماً في عملية التشكيل الاجتماعي للناشئة، وإن أهمية مكانة المدرسة، وازدياد مسؤوليتها لا يلغي أهمية الوسائط الأخرى في المجال التربوي.
مسؤولية العائلة (3) :
(العائلة هي المدرسة الأولى للطفل، بين أفرادها ينشأ، وفي وسطها يترعرع، ومن طبائعها يقتبس، ومما يغرسونه في نفسيته من عادات وأخلاق عليها يشب، ومما يعودونه عليه من طبائع يأتلفها، وما يعملونه من أعمال ينهج فيه منهجهم، لا رأي له في شيء، ولا قوة له في عمل، إلا المحاكاة والتقليد، وهما عنده كل شيء، فإذا ما كان حول الطفل وما يحيط به من الأقوال والأعمال حسناً كانت نشأة الطفل حسنة، وإذا ما كان حوله سيئاً كانت نشأته سيئة، وعلى العائلة تلقى المسؤولية الأولى، وهي حجر الأساس في تربية الطفل ونشأته).
إهمال الطفل ونتائجه:
يذهب الخوجه إلى أن أكثر العائلات قد أهملت أطفالها، ولذلك أصبحنا نرى أن الأخلاق بها فوضى، مؤلمة، وأن هذا الإهمال الواقع -في مجال- تربية الطفل، يرجع في جانب منه إلى الجهل العلمي، ومن باب أولى جهلهم طرق التربية، ويرجع في جانب آخر إلى الإفراط في التدليل، ويرجع في جانب ثالث: إلى الإساءة للأطفال من حيث يظنون أنهم يحسنون صُنْعاً.
نعم، إن الوالدين يحبان أن يريا أولادهما على جانب عظيم من الرقي، لكن بعضهم قد ضل الطريق، فأخذوا يقولون للأطفال: هذا مضر، وهذا قبيح، ويرتكبونه أمامهم، ونظراً إلى أن التقليد والمحاكاة في ميدان الطفولة هي كل شيء، فهو يجنح إلى تقليدهم فيما يعملونه أمامه بمزيد من الشوق، ضارباً بنصائحهم عرض الحائط.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :375  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج