مركز المرأة القومي |
من أهم النقاط التي عالجها الخوجه (مركز المرأة القومي) بالنسبة إلى الرجل، وبالتالي بالنسبة إلى الأسرة فقد (خلقها الله لإتمام الطبيعة، ولتكون قرينة الرجل في حياته، ومساعدته في أعماله، فلذلك جُعلت حلقة الوصل فيما بين الأسر والعائلات، فهي بمثابة مجرى الدم في جسم الأمة). |
ثم عرض (لوظيفتها في الأسرة) فقال: (نريد منها أن تربي ولدها، وأن تُعدّه للنفع والصلاح، ولا ريب أن بيدها مستقبله، فإن هي أحسنت تربيته، وأجادت في إعداده إعداداً صحيحاً وهو صغير، فقد هيأت له مستقبلاً حميداً، وإن هي لم تحسن تربيته، ولم تتعهده بما ينبغي فقد جنت على الأمة). |
ثم هاجم (التقليد الأعمى) فقال: (يجب على الفتاة الحجازية أن لا تسترسل في التقليد، وأن لا تنقاد انقياداً أعمى للتقاليد الغربية، التي لا تتفق وتعاليم ديننا الإسلامي.. |
.. ومن هنا يجب على فتاتنا الحجازية أن تجعل نصب عينيها أنها (أم) وأن تلك المهنة الجليلة تحتاج إلى فتيات متعلمات، ليتمكّن من القيام بإدارة مملكتهن الصغيرة (البيت) وتربية أبنائهن). |
وانتقل من بعد ذلك إلى جوهر الموضوع الذي طرقه، ألا وهو (تعليم الفتاة الحجازية) فقد رأى أن العقل والمنطق والمصلحة -فضلاً عن الدين- تقتضي القيام بتعليم المرأة، ويلمح القارئ لهذه المقالة جملة ملامح: |
- الملمح الأول: (إجلاله للعقل) من جملة زوايا، وجعله المقياس الصحيح في فتح أبواب التعليم أمام المرأة، وبذلك يكون التدرج نحو الكمال الحضاري، والكمال النفسي، والتحديد الاجتماعي لمكانة المرأة (فالعقل أساس في أخذ المعارف والعلوم، ودعمه بالمواد التثقيفية، وإذا وُجد من يغذيه في نموه.. فإن صاحبه سوف يجني ثمرة ذلك). |
و (العقل لم يخلقه الباري سبحانه وتعالى إلاّ ليكون لبني الإنسان مصباحاً يستضاء به، ويهتدي بواسطته في تمييز النافع من الضار..). |
و (العقل هو الذي يعوّل عليه في مهام الأمور، ولا غرو فهو أكبر دليل، وأعظم قائد، وأحسن نبراس نهتدي به في ظلمات الحياة).. ولذلك: (ينصح المربون أن يعود الأبوان طفلهما منذ ظهوره إلى الحياة الاعتماد على عقله). |
- الملمح الثاني: تأييد كل من طالب (بمساواة المرأة بالرجل) في الحقوق التعليمية، وإمكانية تعادلها بالرجل في المقدرات، وتحمل المسؤوليات، والقيام بالأعمال الحيوية، وقد شجب كل من عارض المساواة ونادى (بأن في ذلك إخلال بنظم الحياة، والخروج على الآداب العامة، وبأن في ذلك إفساداً لأخلاق المرأة وآدابها). |
- الملمح الثالث: ضرورة (تسليح المرأة بالعلم والتربية)، فالعلم يزيدها فهماً، والمعرفة تزيدها وعياً، والتربية تقرّب مفهوم الحياة الحقيقية من ذهنها، (وفساد التربية المنزلية، لا يقاومه إلاّ التعليم الأصيل، ما يدل على خطل رأي المعارضين للمساواة.. ولو أن الفتيات نشأن نشأة إسلامية، وشببن على أخلاق فاضلة، وتربية قويمة أساسها الآداب التي يأمر بها دستورنا السماوي، فإن ذلك ولا شك سوف يعلي قدرها، ويشدها إلى جوهر الحياة، ويقفها على اتجاهات التفكير لدى زوجها ومن يحيط بها). |
- الملمح الرابع: (مغبة عدم تعليمها)، وهو في هذا الملمح يتخذ من القضايا العلمية، والحقائق الواقعية سبيلاً للإقناع، كما يدهشه أمر هؤلاء الكتّاب الذين اتهموا المرأة في عقلها، وطبيعتها، ومواهبها، ولذلك كان عليه على حد تعبيره: ((أن يلح على هذا الجانب لأن هذه الآراء المعارضة للمساواة، قد أرغمته على الحديث، والتوسع في هذا الموضوع للإقناع)) علّه يجد قبولاً وتأثيراً في أذهان هؤلاء المعارضين، استمع إليه وهو يقول: (أما إذا لم تتعلم الفتاة إلاّ كل ما يتعلق بمنزلها المحدود، وأسرتها فقط، تعليم تقليد.. فإننا بذلك نكون قد قضينا على مواهبها العقلية، وعلى ملكة التفكير فيها، ونزلنا بها إلى منزلة ساقطة.. وربما كانت هذه الطريقة، وهذه التربية الناقصة سبباً في انحطاط فتاتنا وتأخرها في المجتمع، ومن ثم يجب علينا إزاء هذا أن نربي الفتاة الحجازية تربية قوية ومنظمة بحيث تتجه من بعد ذلك إلى التربية الرشيدة، والتدبير المنزلي.. وما إلى ذلك بحسب استعدادها وتخصصها، لأنه بقدر ما تكون الفتاة متعلمة مثقفة تكون مملكتها البيتية عامرة منظمة). |
- الملمح الخامس: ضرورة إنشاء (مدارس خاصة بتعليم البنات) وعلى الشعب والحكومة والتضامن والتكاتف على العناية بالفتيات الحجازيات، وإعدادهن إعداداً صالحاً، وذلك بإنشاء مدارس ابتدائية يكون من ضمن برامجها: التدبير المنزلي، والعناية الصحية، والحياكة والتربية وغير ذلك مما يساعد فتاتنا على أن تخرّج لنا أطفالاً صالحين، (ثم يشيد بهيئة الإشراف على مدارس الفلاح تلك التي أنشأت في جدة أول مدرسة للبنات، وإن كانت لا تفي بالمقصود). |
|