شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المسؤولية الجماعية والفردية
لقد شغل أمر التعليم والتربية فكر الأستاذ محمد سعيد فكان المقال الثاني بعنوان (عود على بدء)، والمقال الثالث بعنوان (واجب الأمة نحو المدارس)، وقد عرض فيهما لجوانب كثيرة:
الجانب الأول: واجب الأمة نحو المدارس: فعلى المجتمع الرسمي والأهلي أن يضطلع بمسؤولية جسيمة هي العمل على إنشاء المدارس، لأنها هي التي تصوغ حياة المجتمع، وتعمل على دعمه: خُلقياً، وعملياً، وأدبياً، واقتصادياً.. والإدارة الحكومية (الرسمية) لها الفصل الأوفر في تحمل المسؤولية نحو قيام المدرسة، ثم تليها في المرتبة الثانية مسؤولية الشعب والأهالي.
ونستمع إليه وهو يقول: (كما أن على الحكومة واجبات فعلى الأمة واجبات، وإذا لم يقم كل من الحكومة والأمة بالواجبات التي عليه متكاتفين، فسيكون التقدم بطيئاً، والحقيقة أن الشعب مقصر في كثير من الواجبات، وبالأخص مساعدة المدارس).
الجانب الثاني: قضية الجهل: لأن المدرسة هي القاعدة الثانية بعد البيت في محاربة الجهل، وإثراء حياة الشعوب بالتعليم، وإذا كانت هناك مؤسسات أخرى للتعليم (كالكتاب -والمسجد) فإن المدرسة هي الوسيلة الفريدة التي يجب أن تكون موضع الاهتمام لمحاربة الجهل.
ويجب أن تفكر الأمة عند قيام المدرسة في قيام استراتيجية تتمكن بها من تحمل مسؤولياتها..، وذلك للعبور من الجهل والأمية إلى العلم والتعليم، حيث إن المدرسة هي الركيزة القوية في التحول من التأخر إلى التقدم الحضاري، والتمدن الاجتماعي، وذلك حيث يقول: (فلا شيء في العالم يفيد الأمم أحسن من العلم، ولا شيء يضرها ويؤخرها مثل الجهل، ولا نستطيع أن نقضي على الجهل، ونوسع دائرة العلم إلاّ بالمدارس والإكثار منها).
الجانب الثالث: التضامن والتعاون، وقد أخذ هذا الجانب صبغة التحميس والاستثارة، (فالمدارس هي التي نضع بين جدرانها أولادنا، وأفلاذ أكبادنا.. ومن هم إنهم أعزّ الناس عندنا، وعلى ثمرتها (أي المدرسة) يتوقف سير حياتنا وتقدمنا، ومن ثم فعلينا واجبات يجب أن نقدمها إلى المدرسة متضامنين جميعاً فيما بيننا مقتسمين هذا العبء).
الجانب الرابع: اليقظة والثبات: فيجب أن يكون السعي حثيثاً، والسير وئيداً على أسس ثابتة، لأننا نطرق باب الحياة واليقظة من جديد، بعد نوم طال سباته، وبعد أن ادلهمت الخطوب، وأظلمت الجوانب، ومن ثم يجب أن يتحمل أرباب الثروات القسط الأوفر من هذا العون.
الجانب الخامس: ضرورة التشجيع الأدبي والمادي، وذلك حيث يقول: (من الأمور المسلم بها، والتي لا تحتاج إلى دليل: أن المشروعات العمرانية، والمؤسسات الخيرية لا تتوطد دعائمها، ولا يتم نجاحها، ولا تظهر فائدتها -إلاّ إذا تم تشجيعها وتعضيدها- ومن أهم ألوان المساعدات، المساعدات المالية هي من الضروريات والأولويات).
ومن هنا حرصت كل دولة، وكل مجتمع على رصد الأموال من مختلف الوجوه، لفتح المدارس والمعاهد، والتوسع فيها، وإعداد المعلمين والفنيين، ووضع اللوائح والقوانين، وتنظيم الخبرات التربوية في صورة مناهج، وإخضاع هذا كله لعمليات من الإشراف الفني، وتنظيمه في إدارة محلية تتسلسل فيها المسؤوليات.
الجانب السادس: المدارس الأهلية، حيث يقرر الخوجه بأنه إذا كان ذلك هو واجبنا نحو المدارس الرسمية، فهناك واجب آخر نحو المدارس الأهلية (التي يجب أن نعرف معرفة تامة.. أنها في حاجة شديدة إلى المساعدة، وأن هذه الأزمة الخانقة قد أثرت فيها كثيراً.. حتى إن -مدرسيها- قد تنازلوا عن جانب عظيم من رواتبهم.. فما أحرانا أن نمد إليها يد المساعدة كل بما يستطيعه).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.