شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
14- حبيب سلطان
لعلّ محدثنا (حبيب) هو الأقرب من حياة محمد سعيد عبد المقصود العملية ليكشف لنا جوانب مهمة من تعامله مع الآخرين. يقول (1) : ((أول مرة قابلت هذا الرجل حين كان مدير مطبعة أم القرى، وتعرفت عليه أثناء عملي في المطبعة وبإشرافه)).
كان الشيخ محمد سعيد عبد المقصود -رحمه الله- حسن التعامل، ملتزماً، عادلاً في معاملته، لا يفرق بين عامل وآخر. وكان يجري اختباراً للعمَّال كل ثلاثة شهور، خصوصاً في العمل الفني، للتعرف على مستوى كل عامل في المطبعة، ومن خلال نتائج الاختبار تتم زيادة الرواتب. وقد كان عملي في قسم الطباعة وبدأت براتب شهري قدره تسعة ريالات فقط.
وكان من أفضاله أنه كان يساعد الموظفين عندما يراهم متعبين، فقد كان -رحمه الله- يحمل بنفسه الصفحة -وكانت ثقيلة لأنها من الرصاص. يضع ((الحواية)) على رأسه بعد إزاحة الغترة والعقال، ويحمل الصفحة ثم ينزل بها بنفسه. كان مخلصاً جداً، ولم أر مثله في الإخلاص.
- أذكر من أصدقائه الأساتذة: فؤاد شاكر، عبد القدوس الأنصاري، عبد الله بلخير، أحمد قسام، أحمد النبهاني.
كان الشيخ محمد سعيد عبد المقصود قد أسس مع الشيخ محمد سرور الصبان ((مشروع القرش)) وكان من أعضاء هذا المشروع الأستاذ عزيز ضياء والأستاذ هاشم زواوي ومجموعة لا أذكر أسماءهم.
- وكان -رحمه الله- لا يحب العمل لنفسه بل للبلد، وكان له أصدقاء أوفياء يساعدونه على إقامة المشاريع الصالحة للبلد والنهوض بها، ومنها موافقة الحكومة على إنشاء مبنى جديد للمطبعة.
- أذكر أننا كنا نجتمع معه ((أنا والأستاذ محمود حافظ)) خال ابنه عبد المقصود في مكان يسمونه سطح البركة بالمسفلة. وذات مرة كنا جالسين في هذا المكان بعد العصر، وفجأة سمعت الأستاذ محمد سعيد يقول: أتمنى أن يكون لدينا أسطول جوي من الطائرات، مثل ما لدينا الآن من السيارات.
- وعندما قامت الحرب العالمية الثانية حدثت أزمة في الورق، وكان في مصر وكيل يرسل الورق اسمه عيسى الباب الحلبي، فسافر الشيخ محمد سعيد بالباخرة (تالودا) إلى مصر لتأمين ورق الطباعة للمطبعة والجريدة، وفي غيابه كانت الأمور في المطبعة تسير على ما يرام، ولم تتوقف الجريدة يوماً واحداً.
- بعد أن تعلمنا مبادئ الطباعة هيأ لنا الشيخ محمد سعيد بعثة إلى مصر لدراسة الطباعة المتطورة في ذلك الوقت، وكانت البعثة مكوّنة من: حبيب سلطان، محمود رواس، حسن خشيفاتي، عبد الرحيم ملاه، خيرو حلفاوي، ومحمود حافظ. كنا ستة أو سبعة أشخاص، سافرنا إلى مصر لتعلم فنون الطباعة، كي نعود بعد ذلك لنعلم الأفراد الجدد الذين يرغبون العمل في المطبعة.
- بعد أن ظهر المرض على الشيخ محمد سعيد خوجه حاول الشيخ يوسف ياسين أن ينقله إلى عمل مريح في الخارجية، لكنه رفض مفضلاً الارتباط بالعمل في المطبعة والجريدة.
- ومن الأشياء التي تعجبني في الشيخ محمد سعيد -رحمه الله- أنه كان كريماً مع أصحابه وموظفيه، لا يظلم أحداً، ومن يعمل أكثر من فترة الدوام الرسمي يُصرف له الزيادة المستحقة ولو كانت نصف ساعة، وكان يعجبه المجتهد في عمله.
كان يحضر مبكراً ويعمل حتى ما بعد العصر عند انصراف العاملين، ثم يعود بعد المغرب ليكمل العمل إلى ما بعد منتصف الليل.
وبعد وفاته تقلد منصبه الشيخ عادل كردي رحمهما الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :345  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 24 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج