شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
13- محمود عارف
- في حديثه عن ((محمد سعيد عبد المقصود)) ذكر الأستاذ محمود عارف بعض المواقف الإنسانية للأديب الراحل.. يقول (1) : ((في بعض زياراتي لمكة المكرمة)) حضرت برفقة المرحوم الصديق أحمد قنديل إلى إدارة جريدة ((أم القرى)) وكان مديرها الشيخ محمد سعيد عبد المقصود خوجه -رحمه الله- فأحاطنا بلطفه ودماثة خلقه، وتفضل علينا بوليمة غداء في غرفة الإدارة بعد أن اتصل هاتفياً بالأستاذ حمزة شحاتة ليحضر معنا فقضينا وقتاً ممتعاً تخللته الفكاهات، وكان بطلها شحاتة والقنديل. والزيارة كانت على ما أعتقد عام 1360هـ.
في الذاكرة توجد مواقف عديدة، أذكر احتفاءه بأصدقائه، حين دعانا إلى الحج مع بعض الزملاء: جميل مقادمي وعمر عرب وأحمد بخاري، فأدينا الفريضة بإشرافه، وقمنا بزيارة الشيخ محمد سرور الصبان في داره بمنى ثم زرنا الشيخ عبد الوهاب آشي بمنى أيضاً.
- ومن الطرائف التي لا تُنسى أن الشيخ محمد سعيد خوجه دعاني لزيارته بمكة المكرمة وأنا في جدة، ولم يذكر لي سبب الدعوة، فسافرت ووصلت مكة عشاءً، وكان الطريق غير مسفلت وطال المشوار إلى أربع ساعات.. وحين وصلت فاجأني بضرورة زيارة ((سجين)) ولم يذكر لي اسمه، وفي سجن مكة وجدت أحمد قنديل، وقد سُجن بسبب نشره قصيدة في جريدة البلاد غير مقبولة لدى المسؤولين. وعلى الفور أسرع الشيخ محمد سعيد وطلب النجدة من مسؤول كبير، فساعده مشكوراً على إطلاق سراحه بعد ثلاثة أيام.
- يعتبر الشيخ محمد سعيد عبد المقصود في منزلة (العمدة) بين أصحابه الذين يتخذونه للنجدة وقت الشدة. ولدماثة أخلاقه وحكمته كان مقبول الشهادة والشفاعة لمن يستحق من الأصدقاء، وهذه ميزة الرجل. والرجال معادن.
ومواقف الشهامة عند الشيخ محمد سعيد لا تعد ولا تحصى. وأهم ما أذكره كتاب (وحي الصحراء) الذي أصدره مع صديقه الشيخ عبد الله بلخير، فبعد وصول الكتاب إلى الجمارك في جدة لم يسمح له بالدخول إلى البلاد، لوجود بعض الملاحظات، وكان الشيخ محمد سعيد سبباً في السماح بدخول الكتاب بواسطة صديقه السيد فؤاد حمزة، الذي كان وقتئذٍ نائب وزير الخارجية، وقد صدر الأمر بإطلاق سراح الكتاب.
- مع بداية الحرب العالمية الثانية عام 1359هـ أصاب الهلع الأمم شرقاً وغرباً للصراع المحتدم بين دول الشرق والغرب، والصراع معناه وقوف حركة الاقتصاد والمؤسسات التجارية ومنها مصانع الورق، وحين وقف الاستيراد للورق تعطلت المطابع في كل البلاد، ومعها الجرائد. وعلى كثرة متاعب محمد سعيد لم يتأخر في إنجاح جريدة ((أم القرى)) لأنها كانت محل اهتمامه الأول رغم مناصبه المتعددة ومسؤولياته الكبيرة.
- كانت مشاريع التنمية الاقتصادية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عبارة عن حلقات أولية لمتطلبات البلاد في شكل بدايات، والبدايات معرضة للاهتزاز والإحباط، لكن الشيخ محمد سعيد كان يقدم الضروريات على الكماليات وعلى هذا الأساس رأينا نجاح شركة الاقتصاد والطبع، وشركة القرش باعتبارهما في بدايتهما. وهذه هي ضرورة النجاح على أساس حكمة الرجل المدير، والاجتهاد أساس النجاح.
- الشيخ محمد سعيد عبد المقصود انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد حياة كريمة عرفها كل الناس، وقد توفي عام 1360هـ وهو في سن الشباب، قضى شبابه في العمل الدائب مع الاحتفاظ بالصدق والأمانة كرجل، وقد خلَّف خلفاً أكبرهم الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه الذي تصدق فيه المقولة المأثورة ((إن هذا الشبل من ذاك الأسد)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :341  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 23 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج