شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
12- معتوق حسنين
- ويحكي الأستاذ معتوق حسنين هذه القصة (1) : (كُنَّا قد سافرنا مع والدنا إلى ((عدن)) وذلك بعد عام من دخول الحكومة السعودية، وكنَّا نجاري أهل البلد في لبس ((العمامة)) لأن جميعهم يلبسونها. وعندما عدنا إلى المملكة كنَّا قد تعودنا على العمامة، وحين دخلنا مدرسة ((الفلاح)) مرة أخرى استمرينا في لبس ((العمامة)) وكانت في ذلك الوقت من اللبس المحترم؛ غير أن بعض الأساتذة لم ترق في نظرهم -رحمهم الله- لأنهم يستعملون ((الإحرام)). والعمامة كانت على شكلين: شكل يتطبق وتوضع على ((الكتف))، والشكل الثاني توضع على ((الظهر)) مثل ((الوشاح)). فقمت وكتبت مقالاً عن العمامة نُشر في جريدة ((صوت الحجاز)) بتوقيع ((فلاحي))، فتصدى لي شخص وكتب بتوقيع ((معهدي)) وقال: إن هذه العمامة من صنع الهند، وهي المعمولة بالفصوص. فرديت عليه وقلت بأنني لا أعني ذلك، وإنما أقصد ((اللَّفَّة)) التي يستعملها العرب، وتستعملها بلاد عربية مثل: المغرب وليبيا وغيرهما. وبدأ الخلاف ينشب من خلال الجريدة بين الفلاحي والمعهدي من أجل ((العمامة)) وكان ((فلاحي)) ينتمي إلى مدرسة أهلية، و ((معهدي)) ينتمي إلى مدرسة حكومية، ورأت الحكومة أن توقف هذا الجدل، فكتبت إلى جريدة ((صوت الحجاز)) التي كانت تنشر تلك المقالات بعدم نشر أي شيء منها..
واتصلت بالشيخ محمد سعيد عبد المقصود -رحمه الله- مدير جريدة ((أم القرى)) وقد توقعت بأنه لم يُبلغ بأمر عدم النشر، وعرضت عليه المقال فقرأه وقال: إنه مقال جيد وسوف أنشره، ونُشِر المقال في جريدة ((أم القرى)) في صفحة كاملة أيَّدت فيه لبس ((العمامة)) وأوردت بعض الأحاديث عن ((العمامة)).. وعندما نُشر المقال أحدث ضجَّة، وبلَّغوا الشيخ محمد سعيد بعدم نشر أي شيء يخص العمامة..
وللعلم.. عندما قدمت المقال للشيخ محمد سعيد قلت له بأن أحد أصدقائي كتبه، فقال: إن هذا غير صحيح، لأن الكلام الذي تقوله أنت هو المكتوب في المقال.. وهذا يدل على مستوى ذكاء الشيخ محمد سعيد -رحمه الله-..
لا أريد أن أثني عليه، لكنها الحقيقة التي تقول بأنه كان ذكياً جداً، وعصامياً، وصريحاً وحازماً في إدارته. وأيضاً كان رجلاً محبوباً يحترم نفسه، ويعمل على مساعدة الناس في حدود استطاعته، وكان متواضعاً. وحين كنت أتصل به فهو اتصال تلميذ بأستاذه لتقدمه في السن والعلم والأدب والمركز الوظيفي).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :371  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 22 من 153
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج