شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور مصطفى حسين ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور مصطفى حسين فقال:
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلاةً وسلاماً دائمين على رسول الله؛ وبعد:
- فأهلاً ومرحباً بهذه الوجوه النيرة وبهذه الأمسية الكريمة الطيبة، ولا يسعني في بداية هذه الكلمة إلاَّ أن أتوجه بالثناء والشكر إلى الشيخ عبد المقصود خوجه، وأحيي فيه وفاءه للمعرفة والثقافة، وهو ليس بالأمر المستغرب، فهو من دوحة عرفت الأدب وعرف بها الأدب في هذه المنطقة، فوالده الأديب الحجازي الرائد الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه (رحمه الله) وكم أشعر بمنتهى الخجل وبمنتهى الندم إن لم يكن هذا الرجل العظيم الرائد، الذي فتح بكتابه الرائد صفحات مشرقة لجيل من ناشئة أدباء الحجاز، فتح لهم صفحاتٍ من كتاب شامل جامع، ضم باقة من نتاجهم لكي يقرأ الناس أدب هذا البلد الكريم؛ أنا أشعر بمنتهى الندم والألم إنه لم يكن ضمن هؤلاء الرجال الرواد السبعة والعشرين، الَّذي ضمنتهم كتابي المتواضع بعنوان: "أدباء سعوديون".
- ولكن أقول إذا كانت كلمة أدب مأخوذة من الأدب والفضل، وإذا كان الأدب الَّذي يضم الشعر والنثر هو في الأصل منبع الفضيلة، والخلق، والرفعة، عند الإنسان العربي؛ وإذا كان الوفاء فضيلة وأدباً، فنحن الآن نعيش في دوحة الأدب بمعنييه، شعره، ونثره، وفضائله، وأخلاقه، وقيمه الرفيعة..، ذلك أن الابن كان حفياً بوالده وباتجاه والده، وكان وفياً حفياً بالثقافة والأدب، وإلاَّ لما كان هذا الجمع الكريم في هذه الدوحة الجميلة الرفيعة..؛ أحيي هذا الابن الوفي كما أحيي والده الرائد العظيم.
- أيها الإخوة، أيها السادة: أما المحتفى به فليس أميركياً وإنما هو عربي شامي، يحمل في جيبه جواز سفر أميركي، ومنذ رأيت نذير العظمة - منذ اللحظات الأولى التي حضرنا فيها إلى الرياض في عام 1403هـ - وأنا أراه يسير سيراً وئيداً في ردهات الجامعة، أو بلبلاً صدَّاحاً غرداً على المنابر.. يلقي قصائده وأشعاره، أو قلماً خبيراً صانعاً يسطر كلماته النقدية على صفحات المجلات والجرائد؛ وأنا أقول هو فارس عربي في خلقه، في تراثيته، في أدبه الجم، في حفاوته بإخوانه ومودته..، وقد ذهب إلى أميركا عربياً وعاد إلينا عربياً، ونحن الآن نحيي فيه عروبته وشآميته.
- أيها الإخوة: وإذا كان نذير العظمة واحداً من الحداثيين البارزين، فإنَّ الرجل لم يتنكر لتراثيته العربية، وإذا كان الرجل هو الأدب والأدب هو الرجل.. فلا فاصل بين شخصيته العربية في تعامله وسلوكه، وبين ثقافته العربية وممارساته العربية، عبر ساحتي النقد والإبداع معاً؛ ما سمعت لنذير العظمة - الشاعر - إلاَّ قصائد عمودية متوهجة برنين الخليل في قوافيه وأوزانه، وكلما انتهى نذير العظمة الفارس العربي من قصيدة اطمأنت نفسي وقلت سيعود الخليل يوماً ما إلى الساحة العربية.
- أيها الإخوة، أيها السادة: ونذير العظمة يعد شاعر مبدع وناقد باحث..؛ والحقيقة أنَّ الناقد عندما يكون مبدعاً يضيف أشياء جديدة وجليلة، إنه يتعامل مع مادة هو أدرى الناس بها وأعرف الناس بها، ولا أريد أن أعدد كتبه ودراساته، فيكفي أن أشير إلى واحد فقط من كتبه التي أصدرها نادي جدة، وهو كتاب المدخل إلى الشعر العربي الحديث؛ فإنَّ التوازن بين الحداثية والتراثية شيء يلفت نظر قارئ هذا الكتاب، منذ أول كلمة، في أول صفحة، إلى آخر كلمة في آخر صفحة في الكتاب؛ فإن نظرته للتبعيين وبحثه عن الجذور التراثية الأصيلة، ومحاولة البحث عن التيارات التجديدية الممثلة في حركات الترجمة وفي أولئك المثقفين، الذين حاولوا أن يقدموا للمائدة الثقافية العربية زاداً أوروبياً أو زاداً يونانياً، واهتمامه بهذين الرافدين أو هذين التيارين: التيار التراثي والتيار الحداثي؛ لأكبر دليل على أنَّ هذا الناقد المبدع لم ينفصل عن تراثه ولم ينفصل عن أصوله يوماً ما.. وهذا مجرد مثل أسوقه.
 
- وبعد.. فتحية للفارس العربي الَّذي نجلس إليه ونجلس معه هذه الليلة، ونحتفي به الاحتفاء اللائق به؛ وشكراً مرةً أخرى لآل خوجه ولدوحة خوجه، ولهذه الاثنينية العامرة المجيدة، التي أنتهز الفرصة لأحيي صاحبها؛ كما أرجو أن تسمحوا لي بأن أحيي أيضاً خميسية أستاذنا الراحل الأديب العالم الأستاذ عبد العزيز الرفاعي، فقد كانت خميسيته في الرياض دوحة عظيمة كدوحة اثنينية خوجه في جدة.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :566  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 41 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج