شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( قصيدة شعرية للدكتور عبد الرحمن السماعيل ))
ثم ألقى الدكتور عبد الرحمن إسماعيل السماعيل قصيدة شعرية مشاركة منه بهذه المناسبة، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الإخوة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
- في الحقيقة ليس لدي ما أقول لما سمعت وما سمعتم، سوى أن الدكتور عبد الله الغذامي أشار إلى زمالة د. نذير العظمة في المشي، وأنا أضيف شيئاً آخر لا يعرفه الدكتور الغذامي وهو أستاذيته؛ د. نذير العظمة المعلم والأستاذ، فأنا عرفته سنين طويلة أستاذاً، فوجدت فيه المعلم الفاضل الرائع الَّذي يحب لتلميذه ما يحب لابنه؛ اسمحوا لي قبل أن ألقي ما في جعبتي أن أستعيد أبياتاً من الشعر - كنت قد كتبتها منذ سنوات قليلة - أتحدث فيها عن قصتي مع الشعر، الشعر الَّذي ابتعد عني وعن شيطانه الَّذي عقني، وما زلت أركض وراءه، أقول في هذه الأبيات:
شاعر خانه القريض فلـم يقـض مطلبـه
كـان شيطـان شعـره ذكـراً ماله شبه
إن دعاه أجابه وإذا قال أطربه
مستهاماً فكلمـا لاح ومـض الهـوى انتبه
عاش فحلاً وكـم قضـى بقوافيـه مأربـه
فتلاشى مخلفاً شاعراً دون موهبه
ليت شيطان شعره عاش أنثى محجبة
 
- وفي الحقيقة: لما عرفت هذه المناسبة السعيدة، عدت إلى تلك الأنثى المحجبة أراودها عن نفسها وأذكرها بأن أستاذي وأستاذها د. نذير العظمة سوف يكون ضيفاً لهذه الاثنينية المباركة، حتى لانت وسمحت لي بالأبيات التالية:
نذير الشرق
أَرِحْ ركابَك، قد أَمعنْتَ في السّفرِ
فكلُّنا اليومَ قد جئنا على قَدَرِ
قم حدّث القومَ عن قومٍ لقيتَهم
فـي رحلة العمـر قـد هانوا علـى العُمُر
وحـدث القـومَ عـن شَعْبٍ غـدا شُعَباً
في كل ناحيةٍ صوتٌ بلا أَثَر
توقفتْ ساعةٌ كانت تُحرِّكُها
يدُ الرشيدِ فتاهوا في دُجى العُصُر
وأصبحت عند شارلمانَ مبصرةً
تسير كالبرق بين الشمس والقمر
وأدلجوا خلفها والأمسُ يسكنهم
غبارَ ذكرى من التاريخ والسِّيَر
نسوا الزمـان سـوى ذكـرى تعاودهـم
عن الرشيد وعن ساعاته الغُرَرِ
هـارون قـم، تـر كيف الساعةُ انتكست
في معصمٍ كان بين السُّحب والمطر
عقاربُ الساعة اختارت مواقعَها
فلْيَحْلمِ القومُ في فجرٍ وفي سَحَرِ
هم أيقظونا وناموا عند يقظتها
فما رأوا عيشة أحلى من الذِّكر
* * *
قـم سيّـد الشعـرِ حدثنـا فمـا عجزت
يوماً يراعُك عن وِرْدٍ ولا صَدَر
حوربتَ، والدهـر دومـاً حـرب مجتهـدٍ
وغايةُ البَطَلِ المغوار في الظَّفَر
فما ابتذلتَ يراعَ الحقِّ من وَهَنٍ
ولا خفضتَ جناحَ الذلِّ من خور
ففيك من ميسلونٍ شيمةٌ بقيتْ
تأبى القيودَ ولو كانت من الدُّرَر
ولم تَخُنْ صرخةً للحقِّ أَعْلنَها
شهيدُ حقٍّ أمام الظَّالم الأَشِرِ
ما زال يحضنُ ذاكَ القبرَ عَظْمتَها
نوراً تلألأ في داجٍ من الحُفَر
شَدَدْتَ رحلَك إذ حُوربتَ مغترباً
لعلَّ في الغربِ آمالاً لمفتَخِر
فما وجدتَ سوى الدولارِ منتظراً
وما رأيتَ سوى أنيابِ منتظِرِ
ولو أردتَ بريقَ المالِ عشتَ لـه
لكنَّ نفسَك تأبى عَيْشَ محتَقَر
واليومَ عدتَ نذيرَ الشرقِ مؤتلقاً
ومن لنا في سماءِ الشرق بالنُّذُر
حتى حللتَ من الآفاق أطهرَها
فارفعْ لواءَك، هذا منتهى الظَّفَر
* * *
أبالكرامِ رعيتَ المالَ في شَرَفٍ
وزنتَه بجميلٍ غيرِ مندَثِر
رابيتَ في درجات الخير في زمنٍ
رابى به البعضُ في كأسٍ وفي وَتر
وأشرفُ المالِ ما ازدادت به شرفاً
أصحابُه بين سمع الناس والبصر
 
 
(( مداخلة من الدكتور المعطاني ))
وعلق الدكتور المعطاني على ما جاء به الدكتور السماعيل من شعر عن شيطانه فقال:
- حينما أنشد الفرزدق قصيدة ووقف عند أحد أبياتها، أكمل جرير البيت فقال له: وهل اطلعت على القصيدة؟ قال: لا ولكنَّ شيطاننا واحد؛ وفي هذه الليلة أعتقد أن شياطين الشعر قد استنفرت قواها، وذكرني د. عبد الرحمن ببيت قديم للكلبي يقول فيه:
إني وكل شاعر من البشر
شيطانه أنثى وشيطاني ذكر (1)
 
- على عكس ما تمنى د. عبد الرحمن، وكذلك هناك قصيدة جميلة للدكتور نذير العظمة عن عنيزة يخاطب فيها الشيطان وقد عالجتها في أحد أبحاثي، أرجو إن كان هذا يسمح لي - كمدير للجلسة - أن نستمع إليها فيما بعد.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :769  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 40 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.