(( كلمة المحتفي سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
|
ثم تحدث صاحب الاثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه مرحباً بضيفه وبالحضور، قائلاً: |
- بسم الله الرحمن الرحيم. |
- أحمدكَ اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير رسلك، وخاتم أنبيائك، صفيك وحبيبك.. سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم. |
- أيها الأحبة: |
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم - مجدداً - في هذا اللقاءِ، الَّذي نسعدُ فيه باستضافةِ سعادةِ الأستاذ الدكتور نذير العظمة، وصحبهِ الكرام.. |
- ضيفُنا الليلةَ - أيها الأخوة - رجلٌ من الطرازِ الموسوعي.. وما أندر هذا الطرازِ في زمنٍ تراجعَ فيه كلُ شيءٍ - للأسف - وأصبحت القراءةُ شبهَ عبءٍ على البعض. |
- لقد تلطف أستاذُنا الدكتور بالاستجابةِ لدعوةِ الاثنينية لتكريمه، والاستفادة من علمِه وفضلِه، وأدبِه، شعراً، ونثراً، ونقداً..؛ فهو صاحبُ خلفيةٍ عميقةٍ في مختلفِ مجالاتِ العطاءِ الفكري والأدبي، وشاركَ مشاركةً فاعلةً في كثيرٍ من القضايا المطروحةِ على الساحةِ، منطلقاً من قاعدةٍ صلبةٍ بناها بجدٍ واجتهادٍ كبيرين دون كللٍ أو مللٍ، خلال سنواتِ عمرِه المديد بإذن الله. |
- ولعلَ بعضَ المثقفينِ يتفقون أو يختلفون مع طرحِ وأفكارِ أستاذِنا الدكتور نذير العظمة، غير أنه في كلّ الأحوالِ تبقى الفكرةُ النيرةُ هي الهدفْ، والحوارُ العلميُ الموضوعيُ هو الوسيلةُ الحضاريةُ للوصول إلى قناعةٍ بشأنِ المرتكزاتِ الأساسيةِ، التي ينبغي أن تسيرَ عليها قافلةُ العطاءِ الإبداعي..، فإذا اتفقنا مع سعادة الأستاذِ الدكتور نذير العظْمة في طروحاتِه وأفكارِه، فإننا نكونُ قد قطعنَا شوطاً في تأصيلِ تراثِنا الأدبي، وإذا اختلفنا نكون أيضاً قد ألقينا الضوءَ على بعضِ جوانبِ القصورِ في المسيرةِ ووضعنا الأساليبَ الكفيلة بعلاجِ تداعياتِ الموقف. |
- ولعلَّ المتتبعَ لأعمالِ الأستاذِ الدكتور نذير العظْمة، يلاحظُ أنه رغمَ كثرةِ كتاباتِه ومشاركاتِه في المؤتمراتِ والندواتِ واللقاءاتِ الأدبية، إلاَّ أنه - دائماً - يحرصُ على وحدةٍ منهجيةٍ تنتظم جميعِ أعمالِه في سياقٍ علميٍّ وفلسفيٍّ، وضع إطارَه وسارَ على دربهِ بمنتهى الدقةِ والإخلاصِ..؛ ولم ينسَ في غمرةِ أعمالِه ومشاغِله الأكاديميةِ حقَ أمتِه العربيةِ عليه، فأنصفها بكلِ قوةٍ وجسارةٍ في كافةِ المنتدياتِ التي دُعِيَ إليها، وكان خيرُ سفيرٍ للغةِ الضادِ في المحافلِ الدوليةِ، وترجم لها ومنها إلى بعضِ اللغاتِ الحيةِ..، وهذا جهدٌ غيُر عادي لا يستطيعُ أن يقدرَه حقَ قدْرِه إلاَّ من كابدَ وعانَى صعوبةَ الترجمةِ، والقوالبِ اللغويةِ والفكريةِ، التي تتطلبها حضارةُ شعوبِ اللغةِ التي يُتَرْجَمُ لها. |
- أما عن ترجمةِ الشعرِ فحدث ولا حرج.. ذلك لأن الشعرَ ما هو إلاَّ أحاسيسُ مرهفةٌ، تُشكل بنيتَها معاناةُ الشاعرِ نفسِه في مجتمعٍ له قوانينُه الخاصة، التي يحسُ بها الشاعرُ برهافةٍ أكثرَ من غيره؛ ومحاولةُ ترجمةِ النصِ الشعري تتطلبُ لِبْسَ مُسوحِ الشاعر، وتقمص أحاسيسه في ظرفٍ حسيٍ، وزمانيٍ، ومكانيٍ معين، ونقلَها بذاتِ الملابساتِ إلى المتلقِي في بلدٍ له ظروفُه الاجتماعية والمكانية والمناخية، المختلفة كلياً - أو جزئياً - عما يُنقل إليه؛ وذلك يتطلبُ جهداً غيرَ عاديٍ، بغضِ النظرِ عن طلاقةِ اللغةِ التي تنقلُ عبرَها هذه الرؤىَ والأفكار.. ورغمَ هذه المصاعبِ، فقد ترجمَ الأستاذُ الدكتور نذير العظمة من الإنجليزية إلى العربيةِ عشرَ قصائد، للشاعر ديلان توماس، بالإضافةِ إلى مختاراتٍ من شعر رومانيا المعاصرة؛ وترجم من الفرنسيةِ إلى العربية نماذجَ من شعر إيتيل عدنان، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى..؛ وله - أيضاً - أعمالٌ مترجمةٌ من العربيةِ إلى الإنكليزيةِ. |
- وأتطلع معكم - أيها الأحبة - إلى أن يحدثَنا الأستاذُ الدكتور عن تجربتِه الرائدةِ في مجالاتِ الأدبِ، والنقدِ، والشعرِ، والترجمةِ، والحياةِ التي بدأَها في المهجرِ الشمالي؛ وقد يتفضلُ علينا بإلقاءِ بعضِ الضوءِ على نشاطاتِ المهجريين، التي أحسبُ أنها قد انحسرتْ بموت آخرِ أبطالهِم الشاعرُ العربي الأرجنتيني زكي قنصل - الَّذي تشرفت بطباعةِ أعمالهِ الكاملة التي آمل بإذن الله أن ترى النورَ قريباً - ولعله يحدثُنا عن مستقبلِ اللغةِ العربيةِ، ودَوْرِ النقدِ في إثراءِ الحركةِ الفكريةِ، وكيفيةِ تنشيطِ ونشرِ الدراساتِ النقديةِ عبرَ وسائلِ الإعلامِ المختلفة. |
- ختاماً: أرحب - مرةً أخرى - بالأخوةِ الأفاضل الَّذين تكبدوا عناء السفر من الرياض، وهم الدكاترة عبد الله الغذامي، ومعجب الزهراني، عزت خطاب، وحامد أبو أحمد..، آملاً أن نسعد بمشاركتهم معنا هذا الحفل، ونستفيدُ من علمهِم وأدبهم وفضلِهم..، مع أطيبَ أمنياتي لكم - جميعاً - بقضاءِ أمسية ماتعة. |
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|