شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 17 ـ (1)
ألقى الشيخ ضياء الدين الصابوني (شاعر طيبة) هذه القصيدة الشعرية التالية ـ مشاركةً منه في الاحتفاء بالدكتور أبي غدة ـ فقال:
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيِّه المصطفى؛ وبعد:
((علاَّمةُ (الشام)))
إن أردت العلم فاقصد حلبا
فالنجوم الزهر فاقوا الشهبا
إن شيخي طيب من طيب
ينفحُ الطيِّب دوماً طيبا
هذا (أبو غدةٍ) في علمه علَم
فإنَّه مَنْهَلٌ للظامىء السَّغب
هذا (أبو زاهدٍ) إن كنتَ تجهلُه
فما أتى مثلُه في سالف الحِقَب
مَنْ مثلُ (شيخي) في فهمٍ ومعرفةٍ
مَنْ مثلُه في فنونِ العلمِ والأدب؟
فيا رعى اللهُ أيَّاماً بصحبتِه
مرتْ بنا كوميضِ البرقِ في السحب!
عرفتُه فعرفتُ الفضلَ شيمتَه
علاَّمةُ (الشام) شيخُ العلمِ والكتب
(أبو حنيفةَ) في رأي وفي جدلٍ
يسمو بهمتِه لأرفع الرُّتَب
يأتيكَ بالرأي جَزْلاً دونما حصَر
ورأيه الصدق ما في ذاكَ من رِيَب
تسمو البلادُ بأبناءٍ جَهَابِذَةٍ (2)
وإنما العلمُ والآدابُ في (حلب)
مدينةُ العلم كمْ باهى الزمانُ بها
مدينة الشعر والفرسان والطرب!
فأين مني (سيف الدين) قائدُها
مَنْ قاومَ الرومَ لم يَضْرَب ولم يُعَب
(ستين) معركةً قدْ خاضها وقضى
على القياصر أهلِ الجوْر والصُّلُب
هذا (عليٌّ) (3) وما أحلى مجالسَه!
وتلكَ دولتُه تزهو على الشُّهب
وذاكَ (أحمدُ) (4) رَبُّ الشعر، نافَسَهُ
(أبو فراس) (5) أميرُ الشعر والحرَب
يشدو فمُ الدهر ألحاناً موقّعةً
(ملاحماً) خطَّها في الساحِ لا الكتب
كَمْ أنجبتْ من رجالٍ كالنجوم عُلا
وكم سَمتْ برجالٍ قادة نُجُبْ!
قومٌ إذا غَضِبُوا ضجَّتْ لغضبتهم
جحافلُ الكفرِ بين القَصْفِ واللَّهب
شُمُّ العرانين، أبطالٌ جحاجحة
بيضُ الوجوه كِرامُ الأصل والنَّسب
وتلك (قَلْعتُها) الشَّماءُ ناطقةٌ
شابَ الزمانُ فلم تَضْعُفْ ولم تَشِب
يفنى الزمانُ ولا تفنى مآثرُها
وليس في أرضِها رِجْلٌ لمغتَصِب
يا أيها (المحتفي) بالشيخ تكرمةً
هذا الفخارُ، وهذا غايةُ الأرب (6)
كرمتمُ العلمَ والإخلاصَ في رجل
سما بهمته العلياء للشُهُب (7)
العالِمُ العاملُ المحمود سيرتُهُ
ربُّ البيانِ، إمامُ الفقهِ والأدب
يجزيكَ ربُّك في تكريمِ (عالِمنا)
فأنتَ للعلما كالوالِد الحدِب
كرمتَ كلَّ أبيٍّ مخلص عَلَم
مثل (الدواليبي) و(الزرقا) ذوي النسب
ثلاثةٌ في سَما (الشهباء) لامعةٌ
مِثلَ النجوم تراءتْ دونما حُجُب
قد طاولوا النجمَ لن تَفْتُرْ عزائمهم
وزاحموا الناسَ في التحصيلِ بالرُّكب
فإن طلبتَ من العلياء منزلةً
فالمجدُ بالعلمِ، ليس المجدُ بالنشب (8)
العلمُ نورٌ وكمْ من أمةٍ نهضتْ
بعالِم فسمتْ فيه إلى الشُّهُب
إذا رأيتَ عناءً في مسالكِهِ
فسوف تجني ثمارَ الجُهْدِ والنَّصَب
الله يَشْهَدُ أني لا أجامِلُه
هي الحقيقةُ، ما في ذاكَ من رِيَب
يقضي الليالي في بحثٍ وفي طلب
محافظاً وقته يأتيكَ بالعجب
الوقتُ أَنْفَسُ شيءٍ أنت ذاخِرُه
أغلى من الذهب (9) الإبريز والنَّشَب
أجهدتَ نفسَك في العلياء تخطبها
كالشمس ساطعةً في برجها الذهبي
مَحَبَّةٌ (لرسولِ الله) صادقةٌ
إن المحبَّ لخيرِ الخلْقِ لم يَخِب
قد قال (شاعرُنا) (10) ويا لحكمَتِه
بنتُ التجارب والتفكير والدأَبِ (11)
(بَصُرت بالراحةِ الكبرى فلم ترها
تُنالُ إلاَّ على جِسْرٍ من التعب)
والله أسألُ عزَّ المسلمينَ به
فإنَّه أملُ الإسلام والعَرب
صلى الإلهُ على الهادي وعترتِه
ما غنَّتِ الوُرقُ في رَوْضٍ على عَذَب
 
طباعة

تعليق

 القراءات :352  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 147 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج