دارَ الوفاءِ تحيةً وقَبُولاً |
أكرمْ بجمْعٍ قد أَتاك نَزيلا |
فالجمعُ أكبرُ شاهد لمحبةٍ |
في الله كانتْ للوفاء دليلا |
هذا المضيفُ أبو السعيدِ كعهده |
تُزجي البشاشةُ وجهَهُ تقبيلا |
ليكونَ في معنى التحية بهجةٌ |
تبقى على مرِّ الزمان فصولا |
وأقولُ باسمكمُ لضيف لقائنا |
وهو المضيءُ بليلنا القنديلا |
يا من عملتَ وما ركنتَ قليلاً |
أبشرْ بذكرَى إذْ تدومُ طويلا |
فلقدْ مضيتَ على الطريق مثابراً |
لم تعط نفسك راحة وفُضولا |
ومشيتَ في درب النجاح مخفضاً |
فيه الجناحَ وقد أنرتَ فتيلا |
فالله يجزيك المثوبةَ عندَه |
حسبُ امرىء كونُ الإله وكيلا |
سيظل اسمك ذكرُه متواصلٌ |
يعطي الدليلَ مجسماً وجميلا |
فإذا انتقلتَ لموقع من موقع |
يبقى المسارُ مسجلاً تسجيلا |
والبنكُ إذْ أَرسيْتَ أصبحَ دوحةً |
تُعطي الثمارَ لمن يروم سبيلا |
أكملتَ مرحلة وكانتْ غايةً |
ليجيءَ بعدك من يُضيف مثيلا |
حتى يزيدَ على الرصيد بمثله |
عملاً يكمِّلُ ما بدأتَ جليلا |
فالخيرُ أجملُ ما يكونُ إذا ابتدى |
فيما يزيدُ ولا يصيرُ ضئيلا |
والفضلُ يبقى من فضائل أهله |
نوراً يقودُ مشاعراً وعقولا |
ليكونَ من هذي الديارِ شواهدٌ |
تُرْسي الوفاءَ وتَزْرعُ التأْصيلا |
فالكل إخوانٌ وليس تفاضلاً |
إلاَّ بتقوى من يريدُ وصولا |
هذي الديار فخارُها برجالها |
أنّى التفَتَّ وجدتَ ثَم قَبيلا |
* * * |
يا أهلَ مملكة السَّعودِ تقدّموا |
قدْ بوركتْ هذي السواعِدُ طُولاَ |
اللهُ يعلم قدرَكمْ وَمقامَكمْ |
في القلب موقعكم يَظَلُّ مُقيلا |
لا تحسبُوا أنا سنَنْسى حبّكمْ |
يوماً، ولو لقيَ الفراتُ النيلا |
فالله أعطاكُم ونحنُ بجنبكمْ |
نتنفسُ النّعْمى رضىً وَقَبُولا |
سيظَل يجمعنا كتابٌ واحدٌ |
وقَدْ ارتبطنا قِبلة ومُثُولا |
حيث المقامُ وما حباكم ربُّكمْ |
فضلاً إذِ اتخذَ الإلهُ خَليلا |
يدعو لكم خيراً يُظِلُّ دياركمْ |
لينالَ برّاً مثلكمْ ونَبيلا |
طوبى لجمع قد تداعَوْا أُلْفَةً |
ليكونَ منهمْ مَنْ يَزِيدُ قَليلا |
هذا الوفاءُ سجيةٌ أكْرمْ بها |
حيثُ المكارم فُصّلتْ تَفْصيلا |
أما الختام فبالصلاة على الَّذي |
رفع الإلهُ مقامَهُ المأمُولا |
صلى عليه الله رُحمى أُجْزِلَتْ |
والله يُنعِمُ ما يشاءُ جَزيلا |