(( كلمة المحتفي الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
|
ثم تحدث سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه مرحباً بضيفه والجمهور قائلاً: |
- بسم الله الرحمن الرحيم. |
- أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، وخاتم أنبيائك، صفيك وحبيبك، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. |
- أيها الأحبة: |
|
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهلاً ومرحباً بكم في هذا الملتقى الَّذي يتضوع بعطر المحبة.. ونرحب من خلاله أجمل ترحيب، بالأخ الأستاذ الأديب عبد الكريم نيازي، فهو ليس غريباً عن دنيا الكلمة، فوالده فضيلة الشيخ عبد الله بن علي بن محمد نيازي رحمه الله.. الَّذي ورث عنه حب العلم والعلماء، ومجالس الفكر، وسار على دربه القويم ومنهجه السديد، وحب الكلمة الَّذي يسري في دمه. |
|
- يقول الأستاذ نيازي في كتابه: [وداعاً يا درب زبيدة] "فكرت طويلاً فيما ألح عليَّ به الخاطر.. وما استهواني فيه القلم - وأنا عاشق لما يجود به الوجدان، يسطره هذا الساحر، والَّذي كلما تحرك أنجب بنات الفكر ورائعات الخيال، ونحت من خامات اللغات أنغام الحدا حين مس الهيكل اللغوي بعصا الجمال السحرية التي غمسها في بحار العاطفة العذرية، ورسم بها صوراً تأخذ بمجامع القلب وتعانق شطحات اللب".. وبهذه التعابير الجميلة تنساق كلمات الأستاذ نيازي إلى وجدان القارئ. |
|
- إنَّ الأستاذ عبد الكريم نيازي رغم ثقته العميقة بنفسه، وبكتاباته، لا يحكم على عطائه، وإنما يترك ذلك للقارئ حين يقول: "فالحكم لأعزائي القراء، وأمنيتي الرأفة بي، فإن أحسنت شَكَروا، وإن جاوزت طموحي عَفَوْا وتمنوا التوفيق.. هذا خلق المسلم". |
- أيها الأحبة: إنَّ اجتماعنا اليوم ما هو إلاَّ لمسة وفاء.. وكلمة شكر نزجيها من سويداء الفؤاد لزميلنا الأستاذ عبد الكريم نيازي.. الذي لَبَّى دعوة (الاثنينية) رغم الظروف الصحيّة التي يعايشها، نتيجة الحادث المؤسف الَّذي جعله رهين المقعد المتحرك، عندما كان عائداً من المدينة المنورة بعد إلقاء محاضرة في ناديها الأدبي، نسأل الله (سبحانه وتعالى) أنْ يجعل ذلك في ميزان حسناته، وأن يثيبه على كل ما قدم في سبيل الكلمة والفكر. |
- إن الأستاذ عبد الكريم نيازي زميل في أسرة نادي الكلمة، ويستحق منا كل تقدير على جهوده المتواصلة، وعطائه الثر، حيث بلغت مؤلفاته أكثر من ستين كتاباً، وضمّت كثيرٌ من كتبه قضايا ذات أهمية، تتعلق بالإسلام، وبالشباب، وبالأسس التعليمية، والمنهجية التي ينبغي أن نركز عليها ونظهر الدور البناء لها. |
- والَّذي يطالع مؤلفات الأستاذ عبد الكريم نيازي، يلاحظ الخطوط التي سارت عليها معظم مؤلفاته العديدة، والتي طرق من خلالها قبل عدة سنوات كثيراً من المواضيع الثقافية الهامة، مثل القضايا الفلسفية، والمسؤولية في الإسلام، والبناء الحضاري، وقضية الإبداع، التي يثيرها بعض الكُتَّاب في الآونة الأخيرة، والتي لا تزال من القضايا التي تستدعي منا أن تكون على بساط البحث، ففي كتابه القيم: "أفكار خطرة" تناول مقومات الإبداع ولخصها في الحرية، والنضج، واكتمال الشخصية، والتربة الصالحة التي يترعرع فيها الإبداع.. بالإضافة إلى الأدوات التي يتعين على المجتمع توفيرها للمبدع، حتى يتمكن من إبراز مواهبه.. وقد حلل بطريقة علمية ومنهجية هذا الموضوع.. وغيره من المسائل الشائكة التي تشكل هاجس الأمة الإسلامية في حاضرها. |
- ومما لا شك فيه أنَّ الأستاذ بذل جهداً كبيراً في إصدار كل هذه الكتب..وبهذه المناسبة، نوجه الشكر لنادي مكة الثقافي الأدبي، الَّذي ساهم مساهمة كبيرة في نشر العديد من مؤلفات الأستاذ نيازي، ونتطلع أن تقوم الأندية الأدبية في مختلف مناطق المملكة بجهد مماثل، تدعم به المبدعين في رحابها، حتى تتألق سماء حياتنا الأدبية بهذه النجوم الزواهر. |
- وأحب أن أنوه في كلمة أخيرة إلى أن هذه الدارة، والندوة - كما ذكرت مراراً - لكم وبكم.. وليس هناك دعوات، فكل من له علاقة بالكلمة نرحب به، ونستمع إليه، ونسعد بتواصله معنا. |
- كما أنَّه من المحاور الأساسية في (الاثنينية)، الحوار الَّذي يدور بين المحتفى به والسادة الحضور، وحتى نتمكن من إتاحة الفرصة لمعظم المشاركين، نرجو أن يكتفي السائل بتوجيه سؤال واحد يكون متعلقاً بالضيف، ويمثل السؤال والإجابة عليه إضافة تثري معطيات الأمسية التي هي في الأساس توثيق بالصوت والصورة والكلمة لمسيرة رائد نعتز بتكريمه. |
- في الختام: أكرر الشكر للأستاذ عبد الكريم نيازي، على تفضله بالاستجابة لهذه الدعوة، وتجشمه مشقة الحضور ليمتعنا بذكرياته، وتجربته، ومسيرته، التي نرجو لها دوام الاستمرار والازدهار في رياض الفكر والأدب. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|