شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ثم قرأ الأستاذ عدنان صعيدي عدة أبيات مهداة من السيد محمد بن أحمد العربي إلى المحتفى به في ليلة تكريمه:
يا ليل هل عاد البيان عكاظا
أم أنني لملمتها ألفاظا؟
هي ليلة قد أشرقت وتلألأت
حسناً وليس قذائفاً وشواظا
ما كل هذا الحسن في جنباتها
أعروس ليلتها البهية "ظاظا"؟
حفلت صحائفنا بلطف طباعنا
فعلام توسم عنوة أفظاظا؟
لا يا بني صهيون إنا أمة
للحق تنجب سادة حفاظا
 
ثم وجه سؤالان، أحدهما من الأستاذ محمد الفال:
- أين وصل البهلول ونريد أن نسمع خروجه من العباسية؟
والثاني: من الدكتور محمد القويفلي وقال فيه:
- أرجو أن يطلب من أستاذنا أن يسمعنا شيئاً من البهلول؟
فأجاب المحتفى به قائلاً:
- أنا وعدت ولكن البهلول مجنون، وإذا بدأ بالكلام لا ينتهي، وهو نمط شعري قصصي في نفس الوقت، يمزج فيه الشعر العمودي بشعر التفعيلة المقفى، ووصلنا إلى النشيد الثامن عشر وكل نشيد يملأ إذا ما طبع الأربعين صفحة، وهكذا أصبح يتجاوز الثمانية آلاف بيت من الشعر، والآن أنا متحير في هذا - كثيراً - وأعد - إن شاء الله - في لقاءات قريبة في يوم ما أن آتي بشيء من البهلول وأسمعكم إياه.
 
وسأل الأستاذ عبد الحميد الدرهلي قائلاً:
- نرجوكم إفادتنا عن سبب تدني لغتنا الجميلة وثقافتنا وإعلامنا، إضافةً إلى ذوبان الشخصية العربية وزوال المروءة والشهامة عند عرب اليوم، إنها المأساة.. هل لدى سيادتكم علاج لهذه الحالة المؤسفة، أم يحتاج الأمر الحالك السواد أن يعود العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس إلى الحياة من جديد ليصلح ما أفسده العطار؟
وأجاب المستضاف قائلاً:
- السؤال ينقسم إلى قسمين: شطر خاص باللغة وشطر خاص بالأمة؛ أما الشطر الخاص باللغة فإنه قد أجيب عنه باسمي وبكل أمانة.
- عندما ذكر تلميذي وصديقي الأستاذ محمد مختار الفال، إنني قلت: إن كتاب سيبويه يحتوي على ألف شاهد وخمسين ومن كل شاهد تستخلص قاعدة، وإن الأعصاب البشرية لا تتحمل الاحتفاظ بأكثر من 250 عملية على الأكثر من هذه العمليات التي تحتاج إلى تطبيق وإلى مرونة، فإذن النحو العربي، وضعف اللغة العربية السبب فيه تعقيد تدريس اللغة العربية، اللغة العربية لو أخذنا القرآن كريم وحاولنا أن نستقصي القواعد التي تهيمن على أسلوبه الحكيم لما وصلت حتى إلى المئتين وخمسين قاعدة التي ذكرتها الآن؛ وكذلك كل كلام بليغ استعمل في اللغة العربية، والمسألة أنه حشد لهذا - أحياناً - نصف بيت من الرجز أو شطر من بيت شعر قديم، واستخلصت منه قاعدة أخذت حق الجنسية وحق الوجود في كتب النحو بجانب رفع المبتدأ والفاعل وغيره؛ فهنا ليس هناك ضعف ولكن هنا سوء توزيع وسوء اختيار وسوء تعليم.. وفي جزء كبير من قواعد اللغة العربية يبقى للمتخصصين، والجزء الآخر ليعين الكاتب أو القارئ أو المنشئ على ألاَّ يخطئ في قواعد اللغة العربية، وهذا ممكن وعمله ابن جني في ثماني ورقات قديماً؛ وحققه ونشره الأستاذ الدكتور حسن شاذلي فرهود، كما كتبه الصنهاجي في متن الأجرومية المعروف؛ وكل هذا في بضع صفحات تلخص ما لا غنى عنه في قواعد اللغة العربية.
- أما في ما يتصل بانهيار الأمة، فهذه حالة من الضعف جاءت من تسرب عوامل كثيرة جداً من التفرق، ومن اختلاف مستويات الحياة بين الفقر والغنى، خصوصاً بعد سهولة المواصلات بين الأمم بعضها ببعض، فأصبحت هذه الأمم متفككة غير متضامنة أبداً، في حين يأتي التضامن عندما نشعر أن مستقبل الإِسلام في خطر؛ في مسألة البوسنك والهرسك - مثلاً - نتعاطف مع هؤلاء الناس بقدر الإمكان.. لا نستطيع أن نرسل جيوشاً للقتال، لأن هيئة الأمم المتحدة أخذ على عاتقها إيجاد حل للأزمة، وأنا أشك أنها ستجد لهذه الأزمة حلاً قريباً وعادلاً لكن أصبح خروجاً على هيئة الأمم المتحدة أن تقوم أي دولة إسلامية بعمل عنيف في هذه المناطق، في غير هذا من الممكن جداً شيء من التساهل في تبادل الأفكار وتبادل برامج التعليم وتبادل الناس؛ يعني أنا مصري وجالس أتحدث إلى أخوة فيهم السعودي وفيهم السوري والفلسطيني، وفيهم من نشاء من الأمم العربية، ومع ذلك لم يكن هناك داع إطلاقاً إلى أن يكون هناك احتكاك فكري بين ما أقوله وبين ما يعتقدونه.
- هناك حد أدنى من إمكانية التفاهم، يجب أن نطبقه كما نطبق هذا الحد الأدنى بيننا وبين زوجاتنا، لا يمكن لمخلوقين يسيران في الحياة سيرة موازية ومتوازية ولا يحدث بينهما خلاف، فالرجل هو وزوجته.. يتجاوز الرجل عن قليل من الصغائر، وهي من جانبها - أيضاً - حرصاً على مستقبل هذه الأسرة؛ الأسرة العربية - أيضاً - تحتاج إلى هذا، إلى شيء من التسامح، وإلى شيء من طول الأناة، وإلى شيء من التفاؤل أيضاً؛ يعني السواد المخيم الَّذي أشار إليه الأخ الكريم - يجب أن نرى فيه بصيصاً من نور من حين لآخر؛ يعني نشجع كل من يحاول أن يمزق هذا الظلام بأية فكرة نيرة يأتي بها. وشكراً.
 
وسأل الأستاذ محمد علي موزة قائلاً:
- ما طبقات رجال الدين اليهودي، ما مدلول كلمة حاخام، ولماذا يسمي اليهود الحسيديين علماءهم باسم صَدّيق؟
وأجاب الدكتور حسن ظاظا على السؤال قائلاً:
- مراتب رجال الدين تبدأ برسول الله الَّذي يلقب برجل الله، وهذا كان فقط واحداً وهو موسى، لم يلقب لا بنبي ولا بغيره إنما رجل الله، هذا لقبه في التوراة، النبيّ عندهم هو زعيم حزب المعارضة عندما ظهرت ملكية في إسرائيل، فكان الكاهن في المعبد، يعيش في رغد من العيش عن طريق نشر الخرافات والبدع والأساطير، ومباركة أي عمل عنيف يعمل ضد من يفترض أنهم أعداء اليهود، يعني في وقت من الأوقات كان أعداء اليهود هم المؤابيون (الأردنيون) وكان إذا جيء منهم بقوم ربطوا بالحبال وأثقل نورج لدرس القمح وهرسهم ذهاباً وإياباً إلى أن يفرموا تحت أسلحة النورج؛ وأشياء من هذا القبيل موجودة في كتابهم المقدس إلى الآن.
- النبيّ عندهم كان يقوم في وجه هذه الفظائع كلها، لا يشعر الإنسان أنه يعمل بوحي من الله - كما نفهم نحن إنما يعمل بتوفيق من الله إن شئنا، إنما بوحي وبكلمة تأتي إليه من السماء فما يوجد ما يدل على هذا أبداً، وطبعاً منهم كذابون لدرجة أن النبيّ أرمياء كان في القدس في وقت من الأوقات في خطبة من خطبة الموجودة في التوراة، وفي نصوص يتعبدون بها يقول:
- أقول لكم قولي هذا وهناك خمسون مدعي نبوة في هذا البلد يكذبونني وهم الكذبة، ففي وقت نبي واحد صادق وخمسون نبياً كذاباً، فكيف نحقق بعد هذا من الصادق ومن الكذاب؟
- بعد ذلك هناك الحاخام وهو الحكيم؛ الكلمة العربية في حاخام هي الحكيم، والاشتقاق من مادة الحكمة؛ فهذا الحكيم يسمى حاخام عند اليهود الشرقيين ويسمى رِبِّي عند اليهود الغربيين، أي الكبير أو الرئيس.
 
- ثم بعد ذلك يأتي الحسيد، وهو المتصوف؛ وهؤلاء مجموعة من الأفاقين - في رأيي - لأنهم يعيشون من قرابين المؤمنين بهم الطالبين للهدايا وبعض العزايم لطرد الشياطين، ولتزويج البنت البائرة الخ.. هذه الأعمال يمارسها أي دجال في العالم.
 
- كان الحسيديون في لتوانيا - أو رومانيا أو بولندا - كانوا منهم، وفي أسرة بعل شنتوف، وهي أسرة كبيرة ولها تفرعات، وعاشت مدة طويلة تتوارث هذه الصناعة أباً عن جد إلى بداية القرن التاسع عشر، وكان الرجل منهم قد يصل من الترف كان يظن من يرى ما يعلو جسمه من الشحم والدهن، وما يفوح منه من العطر، وما يهفهف على جسمه من الحرير..، أنه امرأة.
 
- بعد هذا هناك الخزان.. وهو الخزان في اللغة العربية، هذا كان بواب المعبد وخازن بمعنى بواب المعبد، ومقيم الشعائر عند غياب الحاخام، يعني يقيم الصلوات عند غياب الحاخام، وهذه الكلمة استمرت في الشام إلى أيام المماليك، وكانت سبب مشاجرات كثيرة تقام بين التتار وبين المماليك وبين بقايا صليبيين، فكان اليهود ينضمون إلى الصليبيين ضد المماليك.
 
- وكانت معابدهم تحرق عقاباً لهم إذا ثبت أنهم خانوا، وثبت أنهم دلوا العدو على بعض عورات المدن التي يتحصن بها المسلمون.
ومن الأستاذ غياث عبد الباقي وجه إلى المحتفى به هذا السؤال:
- على الساحة الأدبية في فلسطين المحتلة أثار الكاتب إميل حبيبي زوابع عديدة ووجدناه بوقاً للصهيونية، فهل لأستاذنا الفاضل متسع من الوقت لإلقاء الضوء على مثل هذا الكاتب وأمثاله لمن تنكروا لأمتهم العربية؟
وأجاب الدكتور حسن على السؤال بقوله:
- لقد ناقشت هذا الموضوع في الكشكول، ونشر وكان عنوانه على ما أظن: "لا يا حبيبي" وقلت فيه: إنه سمى روايته: "المتسائل" بمعنى المتشائم المتفائل، يعني بين الاثنين، فقلت له بعد تحليل الرواية: أستطيع أن أقول إنه كان يجب عليك أن تسميها المتشائف - المتشائم الخائف - لأنه ليس هنالك تفاؤل - أبداً - مع الصهيونية التي تحب أن تتقي شرها وهي في عقر دارك وهذه هي المشكلة.
 
وسأل فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني المحتفى به قائلاً:
- كيف تأملون سعادتكم من اليهود الصهاينة أن يغيروا طباعهم، وقد حدثنا القرآن الكريم عن جرائمهم وقبائحهم في حق ذات الله وفي حق أنبيائه ورسله؛ حيث سفكوا دماء الأنبياء، واستهزؤوا بأوامر الله حين أمرهم بدخول الأراضي المقدسة، فقالوا لنبيهم موسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون حتى الصالحون منهم، الَّذين اختارهم موسى (عليه السلام) للاعتذار عن عبادة جماعتهم للعجل، قالوا تلك المقولة الفظيعة الشنيعة لنبيهم: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة وثلثا سورة البقرة - وهي أطول سور القرآن - تحدثت عـن قبائحهم وجرائمهم، ويكفي قول الله عزّ وجلّ بهم: كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لا يحب المفسدين فهل تطمعون في تغيير طباعهم، مع أنَّ طبيعتهم الشر والأذى؟
وأجاب سعادة الدكتور بقوله:
- وهذا سيردنا إلى رسم خط فاصل بين اليهودي والصهيوني، أنا ما عندي مانع في أن أعايش اليهودي في سلام إذا ترك أحلامه الصهيونية؛ واليهودي - كما سبق أن أشرت - هو من أهل الذمة، وإذا لم يعاد المسلمين فله الحق في حمايتهم إذا دفع لهم الجزية، بدلاً من تجنيده وتعريضه للقتل في حروب الإِسلام، فكل هذا ممكن ولكن يبقى - دائماً - هذا الداء العضال الموجود فيهم باستمرار، وأعني به باركوكفا، وكثير من المجموعة التي استقرت في مدينة صفد منذ ثلاثمائة سنة، ولولا أن الله سلم فأصابهم بالطاعون وأفناهم - في هذا الوقت - لكانوا أقاموا أول مستوطنة صهيونية في هذا الزمان البعيد، كل ذلك يعيدنا إلى شيء.. وهو أن الداء المستعصي هو الصهيونية وليست اليهودية، اليهودي إذا كان يؤمن بكتابه كما ألفه له الناس.. فهذا يعنيه هو ويدخل في علاقته بالله، وعلاقة الأرض التي يعيش عليها بالسماء؛ إنما أن يجند الجنود، ويقتل المسلمين، وينهب أراضيهم وأموالهم، ويخيفهم ويهددهم، ويذلهم في عقر دارهم..، هذا لا يوافق عليه أي إنسان حتى لو عرضناه على الأمريكي أو الإنجليزي أو الفرنسي..، لا يوافق أبداً على أنه يحارب في عقر داره وفي رزقه وفي بلده بهذا الشكل، وأنا حريص - دائماً - على أن أعرض القضية العربية على أنها قضية عدالة وليست قضية خلاف ديني، ولا صراع ديني أشبه بالحروب الصليبية سابقاً.
 
وسأل المهندس هاني إبراهيم زهران قائلاً:
- كما هو معروف أن العرب واليهود أولاد عمومة كلهم ساميون، ولهذا فعند مهاجمة العرب يجب أن يتهم من يهاجم العرب بغير السامية فما رأيكم؟
وردّ الدكتور المحتفى به على السائل بقوله:
- غير السامية عندما اخترعت في أوائل القرن التاسع عشر - القرن الماضي - كان الممثل الوحيد لسلالة سام بن نوح في أوروبا هم اليهود، ما كان هناك عرب في هذه البلاد مقيمون وعندهم الجنسية، إنما كان هناك اليهود المنحدرون من سام في أوروبا وهم الساميون الآن بكل أسف.
- هناك مشكلة أخرى، هي معاداة المسلمين، في أوروبا الآن الألمان يقتلون المسلمين العمال الأتراك في ألمانيا؛ الفرنسيين يضطهدون العمال المغاربة الموجودين عندهم.. وعددهم أربعة ملايين شخص، ويعتبر الإِسلام ثاني دين بعد الكاثوليكية في فرنسا، وهكذا.. فالمسألة أنه يجب أن نتوقى الخلط بين الخلافات الدينية والمذهبية والعرقية، فهو لما قال السامية هم الممثلون الوحيدون في وقته هم اليهود، الآن - فإن العرب الموجودين في أوروبا وأمريكا هم ساميون أيضا - كما تفضل الأخ، ولكن لا ينطبق عليهم مصطلح غير السامية، لأنه وضع أساساً للدلالة على معاداة اليهود بالذات، والَّذي وضع الكلمة كان يعني الشخص الَّذي يدعو إلى قتل اليهود ومقاطعتهم وكراهيتهم.
 
والسؤال الأخير كان من نصيب الأستاذ بكري كبة وجاء فيه:
- مما لا شك فيه أن اليهود تفرقوا في أنحاء العالم، فما صحة نسب اليهود الفلاشا إلى بني إسرائيل؟ وهل هناك تمييز أو طبقات بين اليهود أنفسهم؟
وأجاب الدكتور حسن قائلاً:
- اليهود الفلاشا سموا أنفسهم بهذه التسمية.. فلاشيت، وهو الاسم الكنعاني القديم لفلسطين، فسموا أنفسهم اليهود النازحين من فلسطين، وهذا غير صحيح.. فهم أحباش اعتنقوا الديانة اليهودية مثل غيرهم من الناس، كيهود اليمن.. ويهود البربر؛ كان كثيرٌ من الناس يدخلون في الدين إما لأغراض مصاهرة وزواج وإما لأغراض تجارية ومالية، وكان قليلاً ما يكون لأغراض اقتناع داخلي؛ فاليهود عندهم درجات.. لدرجة أن الفلاشا عندما وصلوا لإسرائيل - حاخام إسرائيل الأكبر - أمر بعدم إعطائهم الجنسية الإسرائيلية، إلاَّ إذا جددوا اعتناقهم الديانة اليهودية أمامه أو أمام من يحدده لهم، فكأنه لا يعترف بأنهم يهود هو نفسه، وهذا يحدث كثيراً جداً عندهم.
- فعندهم اليهود السفرد - وهم اليهود المنحدرون من أصل عربي - يعتبرون في المرتبة الثانية بعد اليهود الإسكناز، الَّذين كانوا من أشد الناس نكيراً على العرب وما زالوا، وهم يهود ألمانيا وبولندا ورومانيا وغيرها.. فهؤلاء اليهود الإسكناز هم زعماء الصهيونية، وهم قوام الحكومات المختلفة، وقوام القيادات الإعلامية.. والسياسية.. والفكرية في إسرائيل؛ ويأتي بعدهم السفرد، وكلمة سفرد معناها الأسبان، واليهود الأسبان لأنهم جاؤوا بعد سقوط الأندلس، فهم كانوا يهود يعيشون تحت ظل الأندلس العربية.
- هذه العنصرية نرى فيها الإسكناز، ثم السفرد، ثم يهود اليمن، ثم الفلاشا، ثم المعتنقين لليهودية ولم يكونوا من أصل يهودي؛ فالتقسيم العرقي هذا متبع بمنتهى الدقة في إسرائيل وفي التلمود، وفي كتب الفقه عندهم إن معتنق الدين اليهودي من غير اليهود لا يحق له ولا لذريته من بعده أن يتولى منصباً قيادياً في اليهود، حتى ولو كان للإمامة للصلاة، حتى ولو كان القضاء، حتى ولو كان جنود فيهم يهود منحدرون من أصل صريح..، كل هذا يدل على بناء عنصري رهيب جداً ومقنن عندهم بقوانين قاسية في منتهى القسوة إلى الآن؛ واليهودي المعتنق يعتبر متديناً يحق له أن يدخل المعبد مأموماً لا إماماً، يحق له أن يسمع الدرس ولكن لا يفتي، ويحق له أن يلجأ إلى المحكمة لكن لا يشتغل قاضياً وهكذا.. ويحق له أن يسير إلى القتال كجندي بسيط ولكن لا يقود مجموعة من الجنود؛ فكله مبني على هذا التعصب العنصري، وهذه مسألة تحتاج إلى إبرازها من خلال نصوص شعرية إسرائيلية، وأرجو - إن شاء الله - أن أجد فرصة أبين فيها أصول العنصرية الصهيونية في النصوص اليهودية القديمة.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :521  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج