بين سهدي ولوعتي وولوعي |
أيها الشعر من إليك شفيعي |
وخيالي قد هام في ظلمة الليل |
شقياً بقلبي المصدوع |
أيها الليل كم يعربد فيك |
الشوق ما بين أعين وضلوع |
فإذا القلب شعلة من لهيب |
وإذا العين لجة من دموع |
أيها الليل كم يغني بك الوهم |
أناشيد توبة ورجوع |
يتسلى عن السهاد ويهوي |
نحو واد من الكرى والهجوع |
فتلوح الذكرى على أفقها |
المسحور ولهى بلحنها المفجوع |
فإذا بالفؤاد يهفو إليها |
ثم يبكي مثل الوليد الرضيع |
أطوي شجون الليالي |
يا فكرتي الحيرى |
إلى العصور الخوالي |
وعالم الذكرى |
واسبحي في مواكب الفجر نشوى |
وامرحي في سنا الشعاع الوديع |
واذكـري مـن حلـى ابن زيدون شعـراً |
سامي الوحي عبقري الصنيع |
وعلى شاهقٍ بغرناطة الحمراء |
في برجها السحيق المنيع |
اهتفي بالمجيد من أمة العرب |
وإن لم يكن بها من سميع |
تَرَيِ الصخر يلعن الزمن الوغد |
ويأبى الشكوى لتلك الجموع |
ويح شعري يكاد يصرخ فيه |
مارد الكبر بغضه للخضوع |
إيه يا شعر تلك أندلس الإِسلام |
في عزها السنيِّ الرفيع |
أأنادي الثرى فتنتفض الأرض |
فتروي أخبار تلك الربوع |
أم هناك الثرى كذلك أمسى |
قبضة في يد الزمان الوضيع |
أم تراني أستنفر العرب للمجد |
وهم بين ضائع ومضيع |