شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مع الفقي في ترجمة حياته (1)
بقلم: محمد علي الجفري
انهزم محمد حسن فقي أمام أول شعرة بيضاء فطوى أوراق حياته ولم يكمل قصة زحف المشيب نثراً بل أتمها شعراً في تسعة مجلدات قال في عقدها الأخير:
ما أراني من بعد ما شخت إلا
طللاً بالياً جفته العيون
كان روضاً ترعى الحسان مجاليه
شذياً ترف فيه الغصون
صوحته الأيام واستشرت الريح
عليه فراح عنه الفتون
وأراني أشيح عن رؤية الغيد
وقد كان لي بهنّ جنونُ
يالحزني على الصبا ومغانيه
فقد أجهزت عليه السنون
ها هي ذي صورة الفتى محمد حسن فقي تتراءى في فصول الكتاب ولكن كتابه عن ترجمة حياته توقف عند بلوغ الأربعين والصورة بالزي الحجازي القديم تكشف عن فتى لا يزيد عن العشرين.. والسرد في الكتاب ممتع إلى درجة أن القارئ يشعر بحسرة لانقطاع الفقي عن حكاية بقية عمره الحافل.
ما الحل أمام هذه الشعرة؟ يشكو الفقي إلى صديق حياته.. فكان الجواب بليغاً إذ كشف الصديق عن رأسه وهو أصغر سناً بسنتين من الفقي فإذا بالشيب يلوح في سواد شعره الأثيث الجعد وقد اخترق الأسوار وبلغ في ميسرة وميمنة ما جعل الفقي يستعيد رباطة جأشه ويهون على بصره ما شقّ منظره.. ويقول مع الشاعر القديم: (صردر):
وما الشعرات البيض إلا كواكب
مطالعها رأسي وفي القلب نورها
لقد بقي هذا الكتاب الصغير مخبوءاً مدة أربعين عاماً حتى هيّأ الله له أن يظهر على يد صاحب الاثنينية الأستاذ عبد المقصود خوجه بعنوان:
((السنوات الأولى: ترجمة حياة محمد حسن فقي)) لقد عرف الرأي العام الأستاذ الفقي شاعراً كبيراً غير أن موهبته في النثر لا تقل قوة عن شعره وليس كل الناس يقدّرون الشعر.. لأن النثر هو الوثيقة لمنطق الإنسان.. وقد عالج الأستاذ الفقي قضايا عويصة منها مجانية التعليم وبدعة تحديد النسل وغير ذلك رغم صغر الكتاب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :458  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 142
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج