شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة المحتفي سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه ))
ثم أعطيت الكلمة للمحتفي سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- الحمدُ لله الَّذي أنعم علينَا بنعمةِ الحَمْد، والصلاةُ والسلامُ على سيد الأنبياءِ والمرسلين، وخير الخلقِ أجمعين.. سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
- أيها الأحبة الكرام:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يطيبُ لي أن أُرحبَ باسمكم - جميعاً - بسعادةِ الأستاذِ الدكتور المهندس سيِّد فهمي كريم، وابنيه وصَحْبه الأفاضل، الَّذين قدِمُوا مِن أرضِ الكنانة، مِنْ مصرَ العلمِ والحضارةِ التي توارثتها الأجيال، وخلَّد ذِكْرُها القرآن الكريم، وأوصانا بها خَيْراً نبينُا الحبيب (عليه أفضل الصلاةِ وأتم التسليم).
 
- إن أستاذنا الكبير، الدكتور: سيِّد كريم، غني عن التعريف، وقد جاءت سيرته الذاتية اختصاراً شديداً لجوانبِ حياتِه المليئةِ بالإِنجازاتِ العلميةِ الرائعة، وفي الوقتِ الَّذي شقَّ فيه طريقَه نحو نَيْلِ دَرجة الدكتوراة، كان كثيرٌ من رُصَفائه في مُختلفِ دولِ العالم الثالث، لا يعرفون شيئاً عن أكثرِ المعارف تواضُعاً، ناهيك عن مثل هذه الدرجةِ العلميةِ الرفيعة؛ وكانت كثيرٌ من بلادنا تئنُّ تحت وطأةِ المستعمر، حيثُ ضربَ الجهلُ أطنابَه بتشجيعٍ ممنْ سَلَبُوا خيراتِ البلاد، وجعلوا أبناءَها مَطيةً لمزيدٍ من الاستنزاف؛ إلاَّ أن أستاذنا استفاد من نبوغِه المُبكِّر، ووظَّفَ مقدرتَه الذهنية العالية للتحصيلِ العلمي، في أرفعِ مستوياتِه، واستكملَ دراساته العُليا في أوروبا، رغم مصاعب السفرِ والعيشِ في بلاد الغربة في ذلك الوقت.
- ورغمَ أن إنجازاتِه في المجالِ العلمي تُعتبرُ فخراً في حدِّ ذاتها، وتُذكر فتُشكر.. كما أن أعمالَه الهندسية التي تركت بصماتِها في مُختلفِ المدنِ والعواصمِ تستحقُّ التقدير، إلاَّ أنني أنظرُ إلى تكريمِه مِنْ زاويتي الخاصة، مِنْ زاوِيَة أنَّه أضفَى لمحةً جماليةً في حياتِنا، وصنَع من الحديدِ والإسمنتِ والإسفلتِ معزوفةً رقيقة، وسَكَبَ إحساسَه بالجمالِ في فنِ المعمار، جاعلاً منه قِطَعاً فنيةً تهتمُّ بالهدفِ النهائي للاستخدام، دونَ خدشِ الذوقِ العام، وجمالياتِ الكون التي وضَعها الحقُّ (سبحانه وتعالى) في كُلِّ شيء حولَنا؛ فَعِنْدَما أوحَى (سبحانه) إلى النحل قال: وأوحَى ربُّك إلى النحلِ أن اتَّخِذي من الجبالِ بيوتاً ومن الشَّجرِ ومما يَعْرِشون ولم يكُ هذا الوحيُ غَفْلاً من الجمال، فقد زوَّد الله هذه المخلوقاتِ بآيةٍ من الفن المعماري الرفيع، الَّذي نقفُ أمامه مشدوهين في إمكانياتِ التهوية، وإمكانيات استغلال المساحة، وتقنية مَوادِ البناء، وغيرها من دلائل إعجازِ الخالِق..
 
- هذه النواحي الجمالية، نجدُها - أيضا - في الكُهوفِ مُنذُ عُهودِ ما قبلَ التاريخ، ونجدُها في أعماقِ البحارِ، وفي الكونِ الفسيح من حولنا، لذلك عندما يقومُ عالمٌ - مثلُ ضيفِنا الكبير - بتعميقِ هذا النموذج الجمالي في حياتِنا، فإننا نفرحُ به، ونسعدُ بعمَلِه التكاملي مع سُنَّةِ الخلق، لأنه يُضيفُ جمالاً إلى جمال، ويسمُو بنفوسِنا فوقَ النفعِ الآني أو المستقبلي للمنشأةِ التي نستخدمُها، ويجعلُنا نُخْرِجُ ما في أنفسنا من جمالٍ نكْسو به هذه المنافع، فتنسجمُ مع فكرةِ إعمارِ الأرض.
 
- من هذا المنطلق: أُحيي سعادة الأستاذ الكبير الدكتور: سيِّد كريم على ما أفضلَ به نحوَ مُجتمعِه، ليس كَمِهنيٍّ وحسب، ولكن كإنسان تَلمَّس جماليات القِيَم، في النفسِ البشرية، وصاغَها في قوالبَ من الأعمالِ النافعةِ لخيرِ البشر، سواءاً من استخدمَها استخداماً مباشراً، أو أثرت في حياتِه مِنْ ناحيةٍ غير مباشرة، عن طريق التعامل معَها ولو بالنظر والمُواجهة اليومية.. حيثُ يكونُ الالتقاءُ بالجمالِ والرقةِ والانسيابية أكثرَ إيجابيةً في النفسِ من بُؤرِ القُبح، التي نأملُ أن يأتيَ يومٌ يتمُّ اقتلاعها من جُذُورها.
- أيها الأحبة:
- بودي ألاَّ أُطيل.. وآمل أن تكون كلماتكم هي أساس هذا الحفل التكريمي، والاستماعُ إلى تجربَةِ ضيفنا تاجُ اجتماعِنا هذا، والحوارُ مع سعادتِه فيضُ سعادَتِنا؛ لذا أترك المجالَ لكم وله، لنسعدَ - جميعاً - بالالتفافِ حولَ تاريِخه الطويل، وذكرياتِه الجميلة.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :726  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 155
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج