شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التكريم للتفوق والنجاح (1)
بقلم: عبد الله عمر خياط
عندما نُكرم إنساناً ـ كائناً من كان ـ فإنما نُكرم فيه الإنجاز الذي حققه.. أو العطاء الذي قدمه فيما يحسنه. وفي بعض المواقع يستحيل على الإنسان بمفرده أن يحقق مبتغاه، وإنما يتسنى له ذلك بعون من يصحبه في العمل.. ولكن البعض يستكثر أن يعترف بهذه الحقيقة..!!
عندما استجبت لدعوة أخي الأستاذ عبد المقصود خوجه مُبتدع (الاثنينية) لحضور حفل التكريم الذي خصني به.. لم تكن موافقتي إلا بدافع الرغبة في إعلان أسماء الذين شاركوا بالإسهام في نجاح ((عكاظ)) عند تأسيسها.. وكذا الذين واصلوا العمل لترسيخ ذلك النجاح وتحقيق المزيد منه.
ولقد تفضلت الصحف التي يتولى أمرها المحبون، والذين يقدرون النجاح في ذات الوقت وصانعيه، بتغطية أخبار الحفل ومن قام فيه من الخطباء الكرام.. أما الكلمة التي تحدثت فيها عن ((عكاظ)) نشأةً وبناءً فقد ضاقت الصفحات حتى على تلخيصها بالشكل الذي يوضّح ما استهدفته من قبولي التكريم.. والحديث في الحفل بما هو الغاية منه.
لذا فإنني أستميح القارئ اليوم لنشر الكلمة بما كان فيها من حقائق قدمت لها بسطرين قلت فيهما:
إن كلمتي اليوم ليس فيها من بلاغة التعبير.. ولا بليغ الكلم شيء.. ولكنها تحمل إليكم صادق القول..
وكان نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم.. والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، نبينا وشفيعنا يوم الزحام محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام.
أساتذتي الكرام.. زملائي الأعزاء:
في البدء: يطيب لي أن أشكر لكم تفضلكم بحضور هذه الأمسية التي رفعت قامتي وملأتني سروراً بتشريفكم الذي يمثل صادق المحبة.. وصدق الإخاء. كما يطيب لي أن أشكر لأساتذتي وزملائي الذين دلقوا عليّ من ثنائهم ما يُجسد مكارم أخلاقهم.. وجميل عطائهم.
.. ومن قبل ومن بعد.. فإنني أقدم الشكر الجزيل لصاحب البدعة الحسنة صديقي سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه الذي ظل يراودني على مدار العام حتى أجلسني في هذا الموقع الذي أكرمني به.. وأنا دونه بكثير.. ولكن فضله أبىَ إلا أن يضمني إلى قائمة المكرمين في (( الاثنينية )).. فله الشكر.. وعظيم التقدير.
أساتذتي الكرام.. أعزائي الزملاء:
لئن حظي في العشق قيس بلبنى.. وجميل بثينة.. والمجنون بليلى.. فقد كان حظي عشق الصحافة التي أمتعتني وشاغلتني حتى في صلاتي.. ولكأني الشاعر الذي يقول:
أصلي فأبكي في صلاتي لذكرها
لي الويل مما يكتب الملكان
أعزائي: لا أريد أن أتحدث عن الصحافة.. وتاريخي معها، ولكن الواجب يفرض عليّ أن أتحدث بالحقيقة التي أؤمن بها.
بعد فضل الله.. كان الفضل في تكويني لوالدي ـ رحمة الله عليه ـ.. فقد أفسح لي بالمنزل ـ مجلساً لإقامة حفلات ندوة ((سندباد)) ـ ومن بعدها ـ ندوة الشباب الأدبية ـ التي كان في مقدمة المشاركين فيها كل من الأستاذ محمد عمر العامودي، والأستاذ أسامة السباعي، والأستاذ علي سحرتي.
كما كان لإخواني.. وعلى رأسهم شقيقي الأستاذ عبد الرحمن، والأستاذ محمد.. فضل الرعاية والتوجيه.
وإن من الإنصاف.. وأنا أتحدث عن المتفضلين بتشجيعي.. ومساندتي أن أشيد بدور زوجتي التي منحني الله إياها.. فمنحتني الحب.. وتولت تربية أبنائي.. وإدارة شؤون المنزل.. ورعاية صحتي لتوفر لي الراحة والوقت الذي يتطلبه العمل في الصحافة.. ويستغرق ساعات الليل.. وبعض ساعات النهار.
.. وفي ميدان الصحافة كانت البداية العملية من جريدة ((البلاد السعودية)) التي كان يرأس تحريرها الأستاذ الكبير عبد الرزاق بليلة الإشراف على صفحة ((دنيا الطلبة)) والذي فتح لي ولزملائي باب النشر فتلقينا منه الدرس الأول، ثم جاء من بعده صديقي الشاعر الأستاذ عبد الغني قستي مشرفاً على صفحة ((دنيا الطلبة)) فاستفدنا من توجيهه وحسن رعايته.
وذات يوم.. ومن بعدما انتقلت ((البلاد)) إلى جدة وتولى رئاسة تحريرها الأستاذ الكبير حسن عبد الحي قزاز.. بعثتُ بخبر عبر الهاتف عن سرقة كفرات مجموعة من سيارات الشركة العربية للسيارات.. ورغم ثبوت التهمة على السارق.. فقد أطلق سراحه بالكفالة، فتردد الأستاذ عبد الغني في نشر الخبر، وقال سأحتفظ به.. حتى تقرأه على الأستاذ القزاز في المكتب. واتصلت بالأستاذ حسن قزاز الذي تقبل الخبر.. وصرف لي مكافأة طيبة!
بعد ذلك جاءت مرحلة مكتب ((البلاد)) وطلبني وصديقي الأستاذ عبد الله الجفري.. معالي الأستاذ محمد عمر توفيق ـ رحمة الله عليه ـ إلى دكاكين في البيبان ليفاتحنا في موضوع افتتاح مكتب ((البلاد)) بمكة الذي اتفق عليه مع الأستاذ حسن قزاز.. وكان أن عملتُ مع معالي الأستاذ محمد عمر سكرتيراً ومخبراً صحفياً يتولى توفير الأخبار التي تحملها رسالة العاصمة كل يوم.. ويتولى الأستاذ الجفري تقديم الزاوية الثقافية.
وعلى امتداد سنوات العمل.. كان للأستاذ الكبير حسن قزاز فضل التشجيع والدعم.. ومما أذكر أنه ساعدني على شراء أول سيارة دفع من قيمتها القسط الأول.
.. كما كان لمعلمي معالي الأستاذ محمد عمر توفيق ـ رحمه الله ـ الفضل كل الفضل فيما اكتسبته من أدب الصنعة.. وعشق الحرف.. وأمانة الكلمة.
وجاء مشوار ((عكاظ)) التي أسسها الراحل العظيم الأستاذ الكبير أحمد عبد الغفور عطار ـ عليه رحمة الله ـ .. فكان هناك مجلس إدارة مكوّن من معالي السيد أحمد شطا وسعادة الأستاذ أحمد قنديل، وسعادة الشيخ خالد السعد ـ رحمه الله ـ وسعادة الشيخ عمر عبد ربه، وسعادة الشيخ علي أبو العلا.
أما المدير العام.. فهو سعادة السيد معتوق حسنين، ورئيس التحرير هو أستاذنا الكبير الشاعر القدير محمود عارف..
عملتُ.. مع هذه المجموعة واستفدتُ بالكثير من التجارب.. حتى إذا ما انتهت الفترة التي تولى فيها الأستاذ محمود عارف رئاسة التحرير.. وتبين لي أن الجمعية العمومية ـ وبالإجماع ـ عازمة على انتخابي رئيساً للتحرير.. سعيتُ مع الأستاذ أحمد قنديل ـ رحمة الله عليه ـ لإقناع سعادة الشيخ عمر عبد ربه لتولي منصب مدير عام المؤسسة من بعد ما اعتذر سعادة السيد معتوق حسنين عن الاستمرار. ووافق سعادة الشيخ عمر عبد ربه.. واستطاعت ((عكاظ)) بالتعاون المشترك بين المدير العام ورئاسة التحرير أن تحقق الكثير مما كنا نطمح إليه وفي حدود الإمكانات المتاحة.
وأنا أقول هنا: إنه لولا تعاون الشيخ عمر عبد ربه لما استطعنا إنجاز ما وصلت إليه ((عكاظ)).. وبالتالي فإن أي صحيفة لا يتوافق فيها جهد المدير العام، مع تطلعات التحرير.. فإن الفشل هو مصير تلك الصحيفة.
.. هذا على المستوى الإداري ـ كما يقولون ـ .. أما في المجال الداخلي للتحرير.. فإنني أعلنها وبكل صراحة أن الفضل فيما تحقق لـ ((عكاظ)).. إنما هو بتعاون أسرة التحرير وقوامها:
ـ الأستاذ عبد الله الداري (مدير التحرير).
ـ الأستاذ عبد الله الجفري (سكرتير التحرير).
ـ الأستاذ علي مدهش.
ـ الأستاذ عبد العزيز فرشوطي.
ـ الأستاذ محمد عبد الواحد.
ـ الأستاذ عبد الله باجبير.
هذا كان هو كل جهاز تحرير الجريدة في جدة ومعهم من الإدارة رئيس المحاسبة الأستاذ عبد المجيد علي الذي كان بمثابة مستشار عام. لديه القدرة للعمل على مدار الليل والنهار..
أما في مكة: فكان هناك الأستاذ أحمد الكثيري، ومحمد مكاوي ـ رحمهما الله، وعثمان مليباري، وعبد الله بامفلح، وعبد الله حسنين.. كما كان في الرياض: الأستاذ فهد العيسى صاحب العديد من الخبطات الصحفية، وعبد الله أحمد، وفي المنطقة الشرقية الأستاذ عبد الله آل الشيخ الذي كان جوالاً يصطاد الأخبار من كل مكان.. وفي الطائف إدريس الناصر، وفهد العرابي الحارثي. وإلى جانب هؤلاء وأولئك.. كان ممن شاركنا الجهد وتعاون معنا في العمل بالمساء وتقديم الصفحات الثقافية.. والاقتصادية.. الأستاذ أسامة السباعي، والأستاذ محمد عمر العامودي، والأستاذ صالح فقيه الذي كان يقدم الصفحة الاقتصادية.
ومن الكتّاب والشعراء الشباب ـ يومذاك ـ : محمد صالح باخطمة، محمد سعيد طيب، مشعل السديري، محمد العبد الله الفيصل، بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز، حمد القاضي، ناصر بن جريد، ساعد العرابي الحارثي، عبد العزيز أبو خيال، وعبد الله الماجد.. وإلى جانبهم من الأقلام النسائية: فاتن أمين شاكر، ثريا قابل، سلطانة السديري، هنادي، هند باغفار، فاطمة حناوي.. ويدعم هذه الكوكبة بعطائهم ونتاجهم.. نفر من الرواد الكبار في مقدمتهم:
ـ الأستاذ الكبير حمزة شحاته: الذي كان يمدنا بروائعه الأستاذ محمد باخطمة من القاهرة.
ـ معالي الأستاذ محمد عمر توفيق
ـ الأستاذ محمود عارف
ـ الأستاذ أحمد قنديل
ـ الأستاذ أحمد السباعي
ـ الأستاذ ضياء الدين رجب
ـ الأستاذ طاهر زمخشري
ـ الأستاذ حسن قزاز
ـ الأستاذ عبد السلام الساسي
ـ الأستاذ عبد الله عريف
ـ الأستاذ حسين سرحان
ـ الأستاذ محمد حسين زيدان
ـ الأستاذ أحمد جمال
ـ والأستاذ صالح محمد جمال
وهنا لا بد أن أعترف.. أنني تعلمت من الأستاذ صالح جمال ـ رحمه الله ـ الجرأة في الحق، والوقوف معه.
أساتذتي الكرام.. زملائي الأعزاء:
إلى هؤلاء ينسب نجاح ((عكاظ)) الذي هو الأساس.. في تاريخ بنائها.. فالشكر مني للجميع على ما هيأوني له.. ووضعني في هذا الموقع.. والفاتحة على أرواح الذين غادرونا إلى دار النعيم ـ بإذن الله ـ.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
* * *
وأخيراً..
.. فهذا هو تاريخ ((عكاظ)) في القديم.. وقد حرص اللاحقون على المحافظة على ذلك النجاح.. بل والعمل على رفع مستواه والمزيد من الانتشار للصحيفة التي أحبها القراء.. ولتظل ((عكاظ)) دائماً في المقدمة.. وهو ما يحرص عليه أخي الدكتور هاشم عبده هاشم المدير ورئيس التحرير ورفاقه من أسرة ((عكاظ)).
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :377  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 81 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.