شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أصداء ونغم
أدب الكبار وتواضع الأساتذة (1) !!
بقلم: حمدان صدقة
الأديب الكبير الأستاذ عزيز ضياء عرف في الأوساط الأدبية بجدة الأسلوب وقوة العبارة لا يحابي ولا يجامل ولا يتملق وليس في طبعه المراوغة أو المهادنة فهو جاد حتى في حديثه ومناقشاته ومحاورته.
الأستاذ الكبير عزيز ضياء وقع في خطأ، طبعاً غير مقصود حينما بحث عن أصل كلمة ((أفانين)) وهي عنوان كتابي حيث بحثها في مادة ((أفي)) وكان من المفروض أن تبحث في مادة ((فنن)) وسبق أن أوضحت ذلك في جريدة عكاظ الغراء وبعد فترة التقيت بالأستاذ الكبير عزيز ضياء في مجلس الصديق الكريم الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه صاحب الاثنينية المشهورة أعادها الله وأعاده إلينا سالماً غانماً ليجمع شملنا وشتاتنا حيث إن هذه الاثنينية أصبحت بالنسبة لنا نحن هواة الأدب بمثابة الجامعة نلتقي فيها بكبارنا وشعرائنا وعلمائنا ونتعرف إليهم وننهل من علمهم وأدبهم والفضل يعود لصاحب هذه الدار جزاه الله خيراً المهم أنني ألتقيت بالأستاذ الكبير فقال لي معذرة الحق معك الكلمة صحيحة ((أفانين)).
ونقلت ((الأربعاء هذا التصريح.. واليوم نشرت جريدة الرياض الغراء الصادرة في يوم السبت الموافق 29 شوال عام 1406هـ 5 يوليو 1986م وعلى صفحتها الأخيرة في زاوية غرابيل أفانين أيضاً للأستاذ عزيز ضياء أوضح فيها كيف وقع في الخطأ ويقول الأستاذ الكبير عزيز ضياء ((إن الذي أعانني على اكتشاف هذا الخطأ من جانبي هو شاعرنا الكبير والعريق الأستاذ الصديق حسين بن سرحان إذ وجدت نفسي أقرأ له قصيدته بعنوان ((حلم الدنيا)) وفيها هذا البيت الذي يقول:
بكى نادياً طير فرجَّع صوته
هزار على ((أفنونة)) الفضا صادح
واكتشفت بعد ذلك أن سبب وقوعي في هذا الخطأ هو ما بدا لي في العنوان غريباً استلزم أن أبحث عن أصله، إلى أن يقول ((والوقوع في الخطأ يظل احتمالاً قائماً بل ومفروضاً وأنه لمن أبشع حالات الغرور أن يزعم زاعم أننا وقد قطعنا هذه المراحل من العمر مع الحرف والكلمة، أصبحنا قادرين على تجنب أخطاء قد لا يقع فيها الناشئون والشهراء)).
بهذا الأسلوب الواقعي الرائع بكل الصدق قال عزيز ضياء كلمة الحق.. هذا هو العطاء الصادق الذي لا ريب فيه، نعم إنه أدب الكبار وتواضع الأساتذة الذين نترسم خطاهم ونسير على نهجهم دون مغالاة ولا تعال ولا عنجهية. وبالمناسبة كم كان يسعدني أن أقرأ رأي الأستاذ عزيز في كتابي المتواضع وهو خير من يقدم الرأي لما عرف عنه من مقدرة فائقة هذا إذا كان كتابي يستحق القراءة من الأستاذ عزيز، بالإضافة إلى علمه بفن الموسيقى والنغم وأحاسيسه المرهفة في الشعر وأوزانه فعسى أن يسعدني الحظ وأن أقرأ رأيه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :443  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 17 من 204
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.