مرَّ على نافذتي وغابْ |
وجه التي أَوْقَدْتُ في دمائِها |
حرائقَ العشقِ |
وَطَرَّزْتُ بوردِ شوقِها حدائقَ الشبابْ |
غريبةً مثليَ كانت.. |
سألتْ عني |
وحين جئتُها بالوَجَعِ الصوفيِّ |
اسْتَمْطِرُها العفوَ عن الغيابْ |
قال لي الصحابْ: |
حين استباح دارَها الأغرابْ |
صاحتْ بهم |
فعاجَلَتْها زَخَّةٌ من مَطْرِ الحقدِ .. |
انحَنَتْ مئذنةٌ |
وأَجْهَشَتْ سجّادَةٌ |
وانْتَحَبَ المحرابْ |
ولم تعد تضيءُ في المدينةِ القِبابْ |
لم نَجدِ الثوبَ الذي يَسْترُها |
فَرَقَّتِ الأرضُ عليها .. وَسَّدَتْها حُضْنَها |
وأَلْبَسَتْها بُردةً من طاهرِ الترابْ |
وقال آخرونَ |
إنها رأتْ سجنَ ((أبو غريب))
|
فَجَفَّ وَجْهُها .. |
حاوَلَتِ اجتيازَ سورِ الوطنِ المَسْبِيِّ فجراً |
غيرَ أَنَّ البشرَ الذئابْ |
كانوا أمام البابْ |
* * * |
مرَّ على بصيرتي وغابْ |
أمسي .. |
يجرُّ خلفَهُ غدي وتابوتاً من الترابْ |
سأَلْتُهُ من قبل أَنْ يغيبَ: |
يا مُفارقي .. أين تريدُ؟ |
قال في حشرجةٍ: |
للبحثِ عن مقبرةٍ |
أدفنُ فيها أُمَّةً أنابَتِ الأغرابْ |
عنها .. |
فَحُقَّ أَنْ تعيشَ الذُلَّ والعذابْ |
* * * |