شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(129) (1)
وفي حديث مسلسل.. من أحاديث المجالس إياها.. سمعت اليوم أن فلاناً من الناس وعمره لا يتجاوز السابعة والثلاثين.. أي أنه في ضواحي سن الكمال.. وهي السن التي أومأ إليها الشاعر التركي الأصل.. والعربي اللسان.. ولي الدين يكن.. في قصيدته الدهرية بأنها الاستراحة في قطار الرجاء العريض الطويل.. على أيامه.. بقوله:
فما أترجى.. والأربعون تصرمت
ولا عيش إلا ينتهي.. حيث يبتدي!
سمعت أن فلاناً هذا قد أصيب بمرض الفالج ـ وأن له من الأبناء ـ أو المحافيظ.. كما يقولون سبعة عشر ولداً.. بين صبي وصبيّة.. فصرخ أحدهم دون أن يلكزه أحد في جنبه قائلاً.. أنا في جاه الله.. وقال سواه: في لهجة الاستفهام الاستنكاري.. يا شيخ؟.. بينما رفع أحد المطلعين على خفايا البلد عقيرته.. قائلاً.. هل تعرفون السيد؟ قالوا.. ومن هو؟ قال السيد فلان الفلاني يهوه.. قالوا.. نعم ـ أجاب أن لديه حتى ساعة سرد هذا الخبر ثلاثة وعشرين ولداً، ومن الأحفاد سبعة.. وهو في سن الوالد.. والوالد داعس في الواحدة والستين!!
وهكذا تواتر هذا الحديث الأرنبي.. مبتدئاً بأن من عادة الأرنب حين تلقي بحملها القديم.. أن تبدأ الجديد بعد الأربعين مباشرة.. وأنها لا تكتفي بالخمسة أو بالسبعة من الأولاد في الحملة الواحدة.. وكانت عندنا أرنبة.. منفرطة.. و.. و..
وتطوّع مقاطعاً إياه أحدنا للدفاع عن المرأة. وأكد أنها مظلومة في الوضع! مسلوبة حقوق الأنثى لا حول ولا طول لها في هذه الأرنبية لا يتحمل الوزر معها.. فيها.. الأرنب نفسه.. وإنما الحول والطول للذكر إن قنع بواحدة.. أن يعاملها معاملة الأربع.. أو ذواتها.. وإن هو تجاوز المثنى والثلاث راقت له لعبة ((قطة الإنجليز)).. أو يا مسانكا وديني وانكا.. دون احترام لأصولها الشرعية والفرعية..
وهنا تذكر أحدهم أن هذا المضمار مضماره وحده.. فقد كان محاسباً تجارياً بحوش.. البردسيني.. بالسوق الكبير.. وخبا ضياء عينيه من مطالعة الأرقام الصاعدة والنازلة صباح مساء.. في دفاتر الدوبيا.. والأستاذ.. فقال:
عليكم في هذا الموضوع وحده بالحساب ـ فالحساب اليوم بالريال ـ من غير هللات ـ وما يعادله من الدولار.. والأسترليني قبل التخفيض الجديد.. وحتى بعده.. إنه يقول: إن المعدل للطفل الواحد بين مأكل.. ومشرب.. ومسكن.. وملبس.. وهي البنود الأربعة الثابتة يكلف الوالد يومياً بين أربعة وخمسة ريال. وذلك غير حساب التطبيب.. ابتداء من حالة التسنين.. إلى حين الإصابة.. بأبي كعيب.. فإذا جاء وعد الآخرة التي هي.. المدرسة.. الـ.. الـ..
حينذاك ارتفع صوت جهوري ذو مهابة ووقار.. قاطعاً عليه الاسترسال.. وهاتفاً.. اخرسوا.. قطع الله ألسنتكم.. وعلقناها في رقابكم.. إنكم تهرفون.. مع الملاحدة.. بما لا تعرفون.. وعليكم أن تتبينوا في الموضوع جلال الحكمة.. وسلامة العقيدة.. وصلاح المجتمع.. لو كنتم تعقلون..
لقد قال الله تعالى: وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا.. (هود: 6)..
كما قال رسول الله صلوات الله وسلامه عليه:
تناكحوا.. تناسلوا.. فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة.. وهكذا عاد للمجلس هدوؤه.. وللنفوس طمأنينتها.. وللأفكار ثباتها.. وخاض الجميع بعد ذلك في بحث ربما استعرضناه قريباً.. فإن المجلس لا يزال منعقداً فعلاً.. حتى لحظة إعداد هذه الكلمة تقدم رجلاً.. للمطبعة.. وتؤخر أخرى.. للنشر..!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1079  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 168 من 168

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.